هل سمعتم في التأريخ القريب على الاقل أن ملكاً أو رئيسا ً عربيا مات – موت الله – وهو شاب أو في بداية خريف العمر، الاعمار بيد الله صحيح، لكن ماهي العلاقة بين السلطة وطول العمر؟و لــماذا السلاطين والحكام والملوك والرؤساء اطول عمرا من غيرهم؟في عام 2010 نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا عن الزعماء العشرة الاطول عمرا ابرزهم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية وروبرت موجاني رئيس زيمبابوي وبراسادا كورالا رئيس وزراء النيبال وعبد الله واد رئيس السنغال وحسني مبارك الرئيس المصري وصباح الجابر أمير الكويت و راؤول كاسترو رئيس كوبا ومواي كيبابي رئيس كينا ومانوها سينج رئيس وزراء الهند.في بلدان الشرق الأوسط المتخلفة تنقلب الدنيا ولاتقعد اذا مات ملكاً أو رئيسا أو وزيرا أو نائباً مترفاً وكأن قاعدة يأتيكم الـــموت ولو كنتم في بروج مشيدة معطلة في باحة الملوك والوزراء والمسؤولين وهي تختص فقط عامة الناس.
ويقول المتدينون إن الملوك الاكثر ظلماً هم الاكثر عمرا الامر مستندين على قول مأثور:( الحاكم الظالم اطول عمرا من العادل ليمده الله في طغيانه) وبعضهم يردد خطبة بليغة النساء السيدة زينب عليها السلام امام يزيد عندما قالت “و هل رأيك إلا فند و أيامك إلا عدد و جمعك إلا بدد”، لكن ثمة عوامل اكثر وضوحاً تطيل عمر الملوك والرؤساء وتجعل اعمارهم في ربيعها لا خريفها منها العذاء الصحي واستشارة الطبيب وممارسة الرياضة وقلة بذل الجهد في العمل والابتعاد عن عامة الناس وتفادي السمنة والوزن الزائد والبيئة الرومانسية التي يعيشها الملوك وعدم التأثر بالازمات التي تجري في بلادهم والتخلص من الماضي مقابل البقاء اكثر فترة ممكنة على كرسي الحكم والترفيه والشعور الدائم بالسعادة كل ذلك يساهم في اطالة اعمار الملوك ويجعلهم في خلود مؤقت.الملوك الاكثر عمرا هم الذين لايسمعون الصوت الاخر المختلف الذي يراقب عملياتهم والذين يظنون السوء بكل من يختلف معهم ويرمون عليه التهم والاباطيل ويسخرون قدراتهم لابعاده، هم الذين يعتقدون أنهم لايخطأون ابدا وهم الذين يبقون في دهاليز المؤامرات والتفكير ببناء بلدان على احجامهم وعلى قدر مقاساتهم.يظن الملوك في الشرق الاوسط أنهم باقون كل الدهر ولايفكرون ابدا بالحفاظ على علاقاتهم الانسانية وعدم تضيعها مقابل صفقات محدودة الانسانية ويعتقد هولاء أن كل من يختلف معهم قد خسر في الامتحان وخرج صفر اليدين مقابل ذلك لايشعرون بقرب الأجل ولاينظرون إلى أنفسهم في المرآة.. اطال الله عمر الملوك وكثر الله من الحكماء في هذا البلد.
