لا شك ان ما وقع في المقدادية هو جزء من وقائع في العراق تدمي القلب وتعكس مدى الوحشية والبدائية والهمجية التي وصلت لها المليشيات المسلحة ، والظاهر ان هذه المليشيات باتت سرطانا ينخر في جسم العراق ولا نقول ينخر في جسم الدولة لأن الحشد الطائفي السلطوي الايراني اصبح جزءا لا يتجزأ من كيان العملية السياسية الحالية لأن من يقود الحشد هم انفسهم قادة الدولة وهم انفسهم قادة السرقات والفساد والعمالة للشرق والغرب ولو ان الحشد هو حشد ايراني بإمتياز ومن افتى للحشد هو ايراني ومن يقود الحشد الان هم الاطلاعات الايرانية وما تلك القيادات الفاشلة الا دمى بيد ملالي طهران .
فكل جريمة تحدث في العراق وتسيل منها الدماء وتخرب البلاد وتروع العباد فلا شك المسؤول عنها الحكومة ومرجعية العملية السياسية وحيث ان الحشد له ميزانيته ونظامه ومرجعه المالي والاداري والعسكري مرتبط برئيس الحكومة فكل ما يصدر من الحشد من ارهاب فبالتأكيد ان الارهابيين هم المسؤولون في الدولة المليشياوية وقد اشار لهذا المرجع الصرخي في تصريحه الاخير لصحيفة العربي الجديد بتاريخ 2812016 ” الحديث عن الحشد وما يصدر عنه، لابد أن يستندَ ويتأصّلَ من كون الحشد، جزءاً من المؤسسة العسكرية وتحت سلطة رئيس الحكومة وقائد قواتها المسلحة، وقد تشكّل بأمر وفتوى المرجع السيستاني، ولا يمكن الفصل بين الحشد والسلطة الحاكمة والمرجع وفتواه”
وايضا يقينا ان من افتى واسس الحشد (السيستاني) يتحمل عبء ووزر وارهاب الحشد لأن فتوته هي الاساس في تشكيل هذا الحشد كما كانت فتوته هي الاساس في وصول النكرات السياسية للسلطة وكما كانت فتوته هي الاساس في اقرار دستور برايمر الحالي ، ففتوة السيستاني هي الاساس الشرعي للحشد والحكومة هي الاساس السلطوي والمرجعية العسكرية للحشد .
ومن هنا نوجه كلامنا وعلى لسان المرجع الصرخي “من عنده كلام عن الحشد وأفعاله من ذم أو نَقْدٍ أو اتّهامات بتطهيرٍ عِرْقِيٍّ طائفِيٍّ وتهديمِ مساجد وتهجيرِ عوائل وأعمال قتل وسلب ونهب، وغيرها من دعاوى واتهامات، فَعَلَيْه أن يوجّه كلامَه وسؤالَه ومساءلتَه لشخص السيستاني، مؤسّسِ الحَشْد وزعيمِه الروحي وقائِدِه وصمّامِ أمانِهِ”. فهل ينكر السيستاني انه من اسس الحشد ؟ وهل يمكن للسيستاني ان يتنصل من فتواه ؟ وهل يمكن للسيستاني ان يقر انه ليس له علم بما حدث كما جرى في الانتخابات ؟
وهكذا بمجرد نظرة سليمة ونظيفة وواعية نجد ان السيستاني يتحمل كل ما جرى في العراق في تفتيت لحمته وتخريب البنى التحتية والانتقام من اهل السنة وخصوصا ما جرى مؤخرا بالمقدادية ، فمن يريد ان يدوّل قضية السنة فعليه ان يتهم المؤسس والراعي وصمام امان الحشد الا وهو السيستاني .