في كل يوم يمر علينا تكشف لنا إيران عن مفاصل جديدة من مشروعها الرامي لإستعادة الإمبراطورية الفارسية على حساب العرب والمسلمين ، وقد سمعنا قبل أشهر كيف تجرأت وبكل وقاحة بالتصريح بأن بغداد هي عاصمة إمبراطوريتها المزعومة ، وها هي تتمادى في التهكم بإعتقادات المسلمين من خلال إيعازها لأذنابها بالتهجم على قداسة أنبياء الله عبر تصريحات أدلى بها المدعو جلال الدين الصغير التابع لمرجعية السيستاني الإيراني حيث قال ( هذا العهد لو جاء وزراء من الأنبياء لم يفعلوا شيئاً … لم يستطيعوا ) وكان يتحدث من منبر الجمعة في جامع براثا في العاصمة بغداد ذلك الجامع المرتهن بأيدي هذه العصابات المليشايوية القذرة المعروفة بإستهدافها لأبناء الشعب العراقي على أساس طائفي في تبعية ذليلة لإيران التي كانوا يتسكعون فيها ويعيشون على فضلات موائدها الشحيحة حيث إستخدمتهم كخنجر غدر مسموم لضرب العراق وأهله . وهذا التصريح يدلل من ناحية أخرى على فشل هذه الجهات المليشياوية التي تبنتها المرجعيات الأعجمية بإدارة أمور البلاد مما لجأت الى طرح هذه التبريرات الواهية بأن الوضع في العراق غير قابل للحل في عملية خداع للناس لتبرئة ساحتهم من تبعات ما وصل اليه حال العراق من الطائفية والتقسيم والفقر بعد سرقة الثروات من قبلهم وتضييع كل مقومات البلد من زراعة وصناعة وسياحة ونسف الطاقات العلمية والشبابية بين قتلها على أيدي المليشيات أو زجها في أتون حرب طائفية أو تهجيرها خارج البلد وصولاً بالعراق الى حالة الإنهيار الكامل . وفي نفس الوقت يشير هذا التصريح الى عجز هؤلاء المرتزقة أصحاب العمائم عن تقديم أي مشروع لإنقاذ العراق ، حيث سبقتهم مرجعيتهم الفارسية التي أوصلتهم الى كرسي الحكم الى الهروب من مواجهة نتائج تدخلاتها الكارثية في السياسة وتحولها الى كنس الزبالة التي ملأت البلد بسبب سرقة الأموال المخصصة للتنظيف من قبل ساستها المتسلطين على رقاب الناس ، وقد صدرت هذه التصريحات بعد تساؤلات عديدة من أبناء الشعب من مختلف طبقاتهم عبر وسائل الإعلام عن واردات البلد من النفط التي يتربع عليها أحد أتباع المرجعية وواردات شركات الطيران والموانيء والتي هي أيضاً تحت سلطة أبناء المرجعية إضافة الى أموال وواردات العتبات المقدسة في العراق والتي يمكن أن يعيش بها الشعب بدون الحاجة الى تصدير برميل واحد من النفط حيث نرى أن الناتج القومي لكثير من الدول المتقدمة يأتي عن طريق السياحة ، وقد أشار المرجع العربي العراقي الصرخي الحسني الى سرقة هذه الأموال من قبل العصابات التي تسلطت على العراق قائلاً ( أعزائي سألني العديد منكم وطلب رأيي وموقفي من قضية ما يُجبى من أموالٍ طائلةٍ من العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة والتي تسلط عليها وسرقها البعض ومنذ سنوات طِوال وأنا أخبرت البعض بأن الكلام في مثل هذا الموضوع يعني إثارة المتسلط الأفعى بل الحوت وسيصعّد من الإثارة والعداء والتأجيج والكذب والإفتراء ) ويضيف ( وتعلمون وتتيقنون أن المليارات تُسرق وتُملأ بها الكروش والجيوب والأرصدة ، بل وتُشترى بها القصورُ ويُساهَم بها في الشركات العالمية في كل البلدان إلا في العراق وإلا أرامل ويتامى وفقراء العراق ) .
وكان الأجدر بجلال الدين الصغير الذي كان صغيراً ولم يكن جلالاً للدين أن يعترف بفشل أحزاب الإسلام السياسي في إدارة البلد ، بل تسببها بكل الكوارث التي ألمت به ، وان يترك منبر الجمعة بدلاً من أن يجعل نفسه داعية للكفر بالله ورسله .