عُد الإرهاب أكثر خطورة من النازية والفاشية، التي تجسدت بشكل دول وجيوش واضحة؛ يمكن محاربتها فكرياً وعسكرياً، ويأتي الفساد بخطورة الإرهاب أن لم يفوقه الخطورة.
الإرهاب والفساد كشبح أكثر دهاء ومخاتلة يصعب تشخيصه، ويتحرك بأمكنة لا يمكن إعاقته؛ بتخفيه وتنكره برداء الوطن ومطالب الشعب؟!
ثمة عوامل عديدة تجمع بين الفساد والإرهاب؛ يجعل من الحقائق تشير الى الترابط بين هاتين الآفتين، وأن كانت النازية والفاشية من جهات خارجية؛ فأنهما من دفع خارجي وبأيادي داخلية، وأولهما يجذب الشباب بالخطاب المكثف وإستغلال التكنلوجيا، وتسطيح الفكر ومقاربة المنطقية؛ بتحريف نصوص مقدسة، وعلى سياق مشابهة وأدوات مختلفة وبإدعاء تمثيل جماهير وبكاء على قضاياهم، تسرق الأموال من تحت الأقدام بمناغمة ما يحيط شعبهم، وتهويل الواقع وفرض القبول كأفضل الشرّين؟!
يعتقد أحياناً ان سبب الفساد ناتج من دوافع الفقر، ومثلما تنطبق على الإرهاب كالكبت الجنسي والجهل والظلم، والعزلة وفقدان سمات في جوهر الشخص وتربيته، والبحث عن تعويض النواقص بالإنتقام، ولكن الواقع تجد مَنْ تأثر بكلاهما من الأثرياء وأصحاب السلطة وأذكياء وناجحين، وفي الطبقات الأخيرة آنفة الذكر أشد خطورة وشراسة، ويصبح إرهابيون وفاسدون تكنوقراط؟!
صار الفساد يشكل أفراد ومجاميع؛ بدوافع شتى متفقة أو متناقضة، وتوجهات نفسية وإجتماعية وسياسية وفكرية وإقتصادية، وثمة جامع بوجود نزعة العدوانية والأنانية، ومشتركات تجمعهم الى هدف واحد؛ تتهم الفقراء بضلالة التفكير، ومثلما يفعل الإرهابيون؛ فأنهم يبيحون إنتهاك الأموال ويسلبون الأرواح حياتها بنهب مقومات العيش، ويدفعون الفقراء للإنحراف، حتى يصلون الى قتل من يخالفهم، وإعتقادهم كما الإرهاب أنهم أبيض وغيرهم أسود؛ يستحق القتل والتسقيط والتنكيل، وأن لم يك موتاً سريعاً حتما سيأتي بالتدريج.
إن الفاسدين والإرهابين؛ لا ينتمون الى جنس البشر السوي، وليس لديهم مرجعية فكرية تتبنى مناهجهم، لكنهم يتحركون لأسباب تجمعهم كالديدان على الفريسة، وأن أختلفت وسائلهم أو تصارعوا؛ تبقى نفس المسوغات تحركهم، ويتفقون على أن يكون غيرهم مشاريع ضحايا وإستهزاء، وهم من يقرر مصيره؟!
الفساد سلوك ناجم من ثقافة سياسية، وإجتماعية وفكرية إنتهازية إرهابية.
تحتاج مواجهة الفساد الى ثقافة التسلح بالحقوق الفردية والجماعية، والخروج من منطق تقمص الدكتاتورية والنازية والشوفينية والإرهابية، والعودة الى منطق الديموقراطية ودورة الحياة الطبيعية، وأنها سلسلة حلقات إنسانية لا تكتمل بأدران وتضخم بعضاً على المجموع، وبالنتيجة إدراك واقعية اليوم الذي تلتف صغارها على مخانق كبارها، وتولد قوة إنفعالية، عند شعور الصغار أن ضغط الكبار بدأ يشعرها بالإختناق؛ يكشف على أن الفساد يوازي الإرهاب؛ بالتأثير على معتنقيه، وتشابه النتائج وأن أختلفت الأدوات.