ردت وزارة الخارجية التركية، على بيان الجامعة العربية الذي طالب أنقرة بسحب القوات التركية من العراق “فوراً”، مشيرةً الى أن بيان الجامعة يكشف عن عدم ادراك حجم التهديد الذي يشكله تنظيم “داعش” على المنطقة. متابعاً بالقول “لا تغيير لدينا فيما يتعلق بإجراء مشاورات متبادلة مع العراق، لتعميق وتطوير التعاون ضد داعش”!!
اعتاد حكام الشعوب العربية على العنتريات والتهديدات الجوفاء ، فمن عاش حقبة الستينات والسبعينات يدرك الخطاب الرسمي العربي الهزيل الموجه للكيان الصهيوني في بيانات الجامعة العربية !! .. نستنكر ، نشجب ، من حقنا الرد في المكان المناسب والزمان المناسب !!! ليس لدي أدنى شك في انكم تمقتون هذه العبارات كونها تذكركم بالضعف العربي والحكومات البائسة التي لم نتعلم منها الشجاعة والوطنية الا في كتب التاريخ والوطنية !!
سبحان مغير الأحوال ، دارت الايام واصبح (( العدو الصهيوني )) جزء من المصالحة العربية وهو اليوم يتوسط لحل الخلافات بين الدول الخليجية ! وليس ببعيد أن يكون أحد أعضاء جامعة النعاج العربية ومرشحا قويا لنيل عضوية مجلس التعاون الخليجي !!
ما يهمنا اليوم ذلك التحول الكبير الذي طرأ على العراق بعد عام 2003 والذي استبشرنا به خيرا وأصبحنا نعول عليه في دولة مدنية ديمقراطية متطورة تحترم الخصوصية الدينية لتكون انموذجا يتسابق على استنساخ تجربتها شعوب الدول الاقليمية والخليجية لان امكانيات العراق المالية والفكرية والتاريخية تؤهله لقيادة الأمة ، ولكن فوجئنا بل صدمنا بالاداء السياسي الضعيف للقيادات الدينية والسياسية والتاريخية التي كان لها وزن وحضور اجتماعي وعراقي ودولي كبير ، واذا بها اليوم تسقط في المستنقع الأمريكي وحب الدنيا بكل ماتحمل هذا الكلمات من معاني ! ومن هنا لا نستغرب التهديدات العراقية الفارغة لتركيا والتحالف الأمريكي القذر !؟ فالذي سمعناه في حقبة الستينات والسبعينات نسمعه اليوم ليعيد التاريخ نفسه ؟ التهديدات العراقية الكاذبة والوعود والاصلاحات والعنتريات الفارغة .. كل هذه الامور تركت فجوة كبيرة بين المواطن والمسؤول !!!
بعد كل هذا اليأس ، تجد نفسك تبحث عن أمجاد كاذبة ونصر مستعار ، فتارة تبحث في التاريخ وتقول كان أبي ، وأخرى تتوسم بقيادات هرمة أكل الدهر عليها وشرب وحتى هذه القيادات ستخيب ظنك من أول مقابلة !! وقد يشعر البعض منا للوهلة الأولى بالزهو والافتخار ! عندما يجد رئيس الدبلوماسية العراقية ووزير خارجيتها يتحدث بكلمات فلسفية في جامعة النعاج العربية ولكن سرعان ما يصاب بالخيبة والانزعاج عندما يجد ان السيد الجعفري يفقد بوصلته بعد البدء بالحديث بثواني !! فعلامات الغضب ترتسم على وجهه وعقيرته ترتفع لتنتفخ أوداجه وكأنه يلقي محاضرة في ألايام الخوالي للمعارضة العراقية ليأخذه الحنين الى استخدام مفردات مازالت معشعشه في رأسه متصورا انه من صنع البتنجان ! وهذا الذي لا يتناسب اطلاقا مع وزير الخارجية الذي يجب عليه أن يتسم بالهدوء والدبلوماسية !! وشتان ما بين السيد جواد ظريف وزير خارجية ايران الذي قاد أصعب المفاوضات وهو دائم الابتسامة ولعل تلك الصورة التي خرج فيها على شبكات التلفزة والاعلام من شرفة قاعة الاجتماع وهو ضاحك يلوح بعلامة الانتصار والاتفاق النووي وقد شغلت العالم كله بدهاء الرجل وطريقة أدارته للملف !! برايي أن المشكلة كلها تكمن في مجموعة الحبربشية الذين يصفقون لهذا الفيلسوف العظيم ولا أخفيكم ما سمعته باذني من بعض البسطاء بان الجعفري يتحدث بلغة فلسفية عالية جدا ويصعب على الأخرين فهمها !!! عجيب ، ومثالهم في حديثه الأخير في جامعة النعاج العربية حين بدأت العصبية مرسومة على وجهه وهو يهدد بدبلوماسية القوة لا قوة الدبلوماسية !! .. خريييييييط !!
ياسيادة الرئيس .. نحترم تاريخكم ولسنا على استعداد لخسارة تاريخنا .. أرجوكم احترموا وعودكم وتهديداتكم لمرة واحدة فقط !.. فان كنتم غير قادرين على مجارات الكبار ، اعلنوها على الملأ فاما ان تنخرطوا في المشروع الأمريكي ويكون حالكم حال حكام الخليج ، واما ان تكونوا في صفوف الدول المقاومة لهذا المشروع ، ورحم الله من عرف قدر نفسه .. تأكدوا ان تركيا لم تدخل العراق في نزهة ولا هي مخيرة في هذا الدخول وانما تنفذ اتفاق أمني واجندات دولية متفق عليها مسبقا وهي مدعومة من دول اقليمية والبارازاني ودواعش السياسة !! ومن هنا نفهم جيدا قدرات العراق الاقتصادية والعسكرية والسياسية الحالية وما آلت اليه البلاد وبهذا يصبح من الصعب الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع التحالف الأمريكي وعلينا ايقاف تهديداتنا الفارغة والعمل بالمستطاع والممكن ؟ وان كنتم فعلا صادقين في نواياكم وتهديداتكم فما عليكم الا البدء برأس الأفعى .. اضربوا رؤوس دواعش السياسية المشاركة في الحكم ، عندها سيهابكم البرزاني والقردأوغان وجامعة النعاج العربية وسيحسب لكم التحالف الأمريكي والعدو الف حساب .. لانه سيفهم ان المارد العراقي قد صحى من نومه وجاء اليوم لتصفية الحسابات !