22 نوفمبر، 2024 11:08 م
Search
Close this search box.

بين المُخْبِرَيْن العلني والسري

بين المُخْبِرَيْن العلني والسري

-1-
أثيرت مؤخراً قضية المُخبِرِين السريين الذين مارسوا الكيد فتمت احالتهم الى القضاء …
لقد كانوا (500) مخبر سري تحديداً
وقد سبقتهم وجبةٌ من المخبرين السرّيين بلغ عديدها (498) عنصراً وكانوا من أهل الكيد أيضا ..!!

-2-

إنّ اكتشاف الكيد في عمل هؤلاء المخبرين السريين يُشكّلُ صدمةً قوية للعدالة، وكارثة مرعبة لحقوق الانسان، وحالة من التردي الاخلاقي الفظيع الذي تشيب منه القلوب ..!!

-3-

اننا حين نقف متأمِلِين في الدور الخبيث لألف مُخْبِرٍ سرّي لا يحمل في نفسه الاّ الأحقاد على المواطنين الابرياء ، ولا يكف عن كتابة التقارير الكاذبة لتبدأ على ضوئه حملات الاعتقال والمداهمة ، ندرك حجم المأساة والمعاناة لشريحة كبيرة من المواطنين الأبرياء ، وأُسَرِهِم وذويهم، ممن سرقوا البسمة من شفاههم، والفرحة من قلوبهم، وجعلوهم يعيشون فصول المحنة المرّة آناء الليل وأطراف النهار …

-4-

اننا نستغرب أشدّ الاستغراب من قلة المبالاة بتقارير المخبرين العلنيين .

كم هو الخبراء الاقتصاديون الذين بُحّتْ أصواتهم من فرط التذكير بمأساة بيع العملة الصعبة في المزاد ، ولم يستجب لهم أحد حتى الآن ؟..!!

وكم هم اولئك الذين كشفوا بالارقام عن المستندات المزورة التي قُدّمت للبنك المركزي، واستحوذ أصحابُها على المليارات من الدولارات دون أنْ يكون لها حقيقة، ولم تتخذ بحقهم الاجراءات اللازمة ؟!

وكم هم اؤلئك الذين على أعلنوا – عبر الفضائيات – عن حقائق مذهلة وأدوار رهيبة، للمختلسين والمتلاعبين بالثروة الوطنية دون أنْ تمتد اليهم يد المساءلة والملاحقة حتى الآن ؟!

-5-

كان المفترض أنْ تُسارع الأجهزة المختصة لملاحقة المفسدين فوراً ولكنها لم تتحرك وكأنَّ الأمر لا يعنيها ..!!

ان وراء ذلك اسراراً رهيبة ..!!

-6-

إنّ التقارير الخطيرة التي كتبها الراحل رئيس اللجنة المالية في البرلمان د. احمد الجلبي، كفيلة بتبيان حقيقة الأمر، ولكن ما الذي اتخذ من اجراءات عملية بصددها حتى الآن ؟

-7-

انّ الدولة اذا كانت في أقوى أوضاعها المالية والاقتصادية لا تتوانى عن ملاحقة اللصوص والمفسدين فكيف بها اذا كانت تعاني من العجز الكبير كما هو حالها الآن ؟!

-8-

ان انخفاض أسعار النفط بشكل كبير ، والتعويل العراقي الكبير في الموازنة على مبيعاته ، لم يتركا خيارات عديدة لاصلاح الوضع الاقتصادي المتأزم ، فلابد من التحرك السريع نحو انقاذ ما يمكن انقاذه من الثروة الوطنية المنهوبة، والاّ فان العواقب وخيمة للغاية –كما هو معلوم – .

-9-

لا حُرمةَ لمن انتهك حرماتِ البلاد والعباد – أيّاً كان منصبه وموقعه وألقابه – ولابد من الضرب بيد من حديدٍ في هذا المضمار .

-10-

لقد طال انتظار الشعب كثيراً وهو يطالب بمحاسبة المفسدين، ولا شك أنَّ للصبر حدوداً ، فلماذا تُصمُّ الأسماع عن نداءاته ومطالباته الملّحة ؟

ولماذا لا يُصغى الى نداء المرجعية العليا الذي يحثّ على الحسم والاصلاح الحقيقي ؟

-11-

انّ من المهم جداً أنْ تقترن انتصاراتُ قواتنا المسلحة الباسلة في الانبار على فلول عصابات الأوغاد من (داعش)، بانتصارات باهرة في باقي المجالات ، وفي طليعتها القضاء على رؤوس الفساد ، ذلك أنّ الارهاب والفساد هما وجهان لعملة واحدة ..
[email protected]

أحدث المقالات