قصة حدثت في معركة نهاوند شدتني اليها أذكر لكم بإختصار جزءاً منها ، ذهب المغيرة بن شعبة الى لقاء أحد قادة الفرس يدعى ” بندار ” بناءاً على طلب الأخير ، وبعد أن واجهه جنود بندار بالسب والدفع والزجر ، تحدث معه بندار بكلام فيه إهانة للعرب وتصغير وإحتقار ، فتصدى له المغيرة ولنستمع لرده ( قال المغيرة : فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت : والله ما أخطأت من صفتنا شيئاً ولا من نعتنا ، إن كنا لأبعد الناس داراً ، وأشد الناس جوعاً ، وأشقى الناس شقاءً ، وأبعد الناس من كل خير ، حتى بعث الله – عز وجل – إلينا رسوله – صلى الله عليه وسلم – فوعدنا النصر في الدنيا ، والجنة في الآخرة ، فوالله ما زلنا نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله الفتح والنصر ، حتى أتيناكم ، وإنا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبداً حتى نغلبكم على ما في أيديكم أو نُقتل بأرضكم ، وإني أرى عليكم بِزّةً وهيئة ما أرى مَن خلفي يذهبون حتى يصيبوها ..
قال المغيرة : فقلت في نفسي : لو جمعتُ ثيابي فوثبت وثبة فقعدت مع هذا العلج “بندار” على سريره لعله يتطير ؟ قال : فوجدت غفلة فوثبت فإذا أنا معه على سريره ، فصرخ “بندار” خذوه ….. )
هذا كان رد العربي المسلم عندما كان يعرف هويته ويعرف نفسه ومبادئه وقيمه التي حمّلتها السماء له ، فنراه يحمل من الشجاعة والإباء والعزة والجرأة ما يسر نفوس المحبين ويغيض الأعداء ، وهو لا يخشى مظاهر القوة للعدو ولا تبجحه ولا هالته الإعلامية ، ومقارنة باليوم ترى العربي يئن تحت وطأة الذل ويتحسر على ماض سعيد متأملاً أن يعود ، أمة تريد أن تنهض لكنها ما زالت لا تهتدي الى الطريق ، من ضعفها طمع بها الكل حتى الضعيف والجبان ، تنتظر من هذه الدولة الإستعمارية أو تلك إنقاذها ، وهي لا تعي أنها أقوى من كل الدول لو إستيقظت من رقادها المستمر ، لكن هناك بارقة أمل ظهرت للساحة إبتهج بها المحبون للوطن والأمة ، إنه التحالف الإسلامي الذي ينتظر منه أبناء الأمة إستنهاض الرجال لإستعادة الهوية العربية الإسلامية ودفع الظلم والضيم عن الشعوب وإستعادة الحقوق وهذا ما عبر عنه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي ( التحالف – الإسلامي … بين … الأمل والواقع
بسم القوي العزيز …..
الجميع يسأل عن التحالف الإسلامي ونحن نسأل معهم … ونأمل أن يكون موجوداً أو سيوجد فعلاً … ونأمل أن يكون بعيداً عن منافسات وصراعات ومنازعات محاور القوى الدولية … ونأمل أن يكون قويّاً رصيناً متحمّلاً مسؤولية الشرع والأخلاق و الإنسانية
في تخليص شعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من الظلم والحيف والفقر والمرض والهجرة والنزوح والحرمان والقتل والإرهاب ، فإذا هو كذلك فإنه عمل جريء وشجاع وإننا وبإسم مَن يوافقنا من أبناء شعبنا العربي والإسلامي المظلوم نعلن تأييدنا ومباركتنا ودعمنا الكامل للتحالف الإسلامي ، ونأمل أن يكون التحالف عند حسن ظن الملايين المحرومة المظلومة التي تركت الديار قفاراً وسكنت البراري والجبال وعبرت البحار وغرق وفُقِدَ الآلاف وهم يشكون ظلم العباد إلى الله الواحد الأحد ) . فالأوطان لن تعود الى أهلها وأن الحقوق لن تسترد إلا إذا عرف العربي المسلم حقيقة وجوده ودوره في هذه الحياة وإبتعد عن التبعية لغيره عندها يستعيد هويته المستلبة .