ها أنا أدفع ثمن الفوضى
لأعاقر كأسا فتحطمه إحدى هفواتي
كي أتي بالآخر …
لينتظر هو أيضا فرص ألتحطيم …
أتذكر …
إني كنت على وشك الهروب عند المخاض
تركت قافلتي قافلة و العود احمد …
اشتعلت هي بحمى النفاس ,,,
كنت احمل وليدها البكر
أتلو في أذنيه وسوسات كنت أحفظها
و أمطرها برذاذ المتعة كي تبرد …
فنذرت الصوم عن الخمرة عدة أيام بلياليها
فأفطرت بنقيع التمر و لم اجلد … !!
أي الخيول تمتطي تلك الراحلة بلا زاد أو دموع
و أي الطرق سلكت ؟
فكلها تمر عبر روحي
الملتهبة كعشب قديم
أشعلتها رياح الجحيم
فلا مطر يطفئها … و لا ربيع يورقها …
فأعود إلى مائدتي… كي أتذكر أني نسيت
عدد الكؤوس المحطمة على جداري الثمل …
الذي تغيرت ملامحه فكشر من خلف الملاط
عن أنيابه احتجاجا لسنوات التنكيل …
تترنح قدامي كل الأشياء
تتراقص كبصيص الشموع
و هي تغازل العبث القادم من شباكها الموارب
اذكرها… و هي تلملم أشلاءها قبل الرحيل
تتساءل : أين الطريق إليك ؟
فأجيب …
حتى أنا لا اعرف أين أنا !! ..
حتى اسكر و اعجز عن التفرق بين عفن الخمر
و رائحة عطري الرخيص !!
فأغلق باب النجوى بجرعة من الوجع الماثل
المتسلل عبر الظلام
ليؤجج ما أطفأته سنين نمت فيها طحالبي
كزبد يتجمع حول جسد غريق
ملقى على ساحل بعيد …
انتظرتها طويلا عند مفترق الطريق
فما عادت … و ما عدت إلى جادة اليأس
فأدمنت الانتظار
و أدمنت هي القطيعة …
في أيام الصقيع .. كنت اسمع عويلها …
ربما كانت تغني ,,, أو ربما كان نشيجا
عند قبر … أو تحت إفريز جدار
آيل للسقوط …
أتعبني جوعي إليها …
أتوحم طعم ريقها و عض الشفاه
و عطر الياسمين في ربيع فراشها …
و هنا جرعت المرارات وحدي
كحنظل الإبل …
و تأوه خافت في بيت للدعارة …
وذلك قلبي المعلق المترنح المطفأ في جوف الليل
يواصل إيقاعه الرتيب … يمضغ علكة الصباح
ليواصل عدمية ليل آخر …