البغدادية .. قناة فضائية بين أكثر من 50 قناة عراقية أُسِسَت بعد الأحتلال الأمريكي في مرحلة جديدة قبل عنها ( ديمقراطية ) قناة فضائية أثارت الجدل الكبير والواضح بين من يحب الوطن ومن أنقلب عليه . بين الفقير الذي ليس له غير العراق بعد الله وبين الفقير الذي تفوقت عليه سذاجته فدخل تحت عباءة حزب مشارك في عمليات النهب المنظم لخيرات العراق !ووفق تلك الرؤيا التي أتحدث عنها فأنني أَفترض أن جميع ابناء العراق هم محبين لبلدهم ولو بدرجات تتحكم فيها معرفتهم بماحصل ويحصل من تدمير ممنهج لكل شيء في العراق بعد أن نجحت الأحزاب الحاكمة في أن تزرع طاعون الطائفية في الشارع لتستفيد منه نفوذاً وأموال سحت بينما العراق يمر عبر سنواته الماضية من سيء الى أسوأ .
البغدادية كانت رأس رمح موجه بالضد من كل البرامج والتوجهات التي صممت لتدمير العراق ومنذ أَن أطلقت بثها قبل أكثر من 10 سنوات . ولست هنا بصدد الدفاع عنها أو زركشة صورتها في الشارع فهي مزركشة ولاتحتاج مني ومن غيري لهذا العمل لكنها الحقيقة التي لاتختلف عن حقيقة أن العراق قد ثبت بالدليل انه مختطف ولايمكن أنقاذه أِلا بالمشروع الذي أطلقته البغدادية وقد كنا مع بعض الناشطين قد طالبنا به سابقاً وهو تدويل معاناة العراق والعراقيين وما أصابهم من ويلات وجعلها أمام أنظار العالم ومؤسساته الحقوقية والأنسانية . وهنا لابد ان نتحدث عن الأسباب الحقيقية التي تجعلنا والبغدادية والكثير من ابناء الشعب مهتمين بهذا الخيار الدولي ومن المستفيد من نتائجه ؟
في البداية نذكر انه قد مر على العراق أكثر من 13 عام وهو محكوم من قبل احزاب وكتل وفق مبدأ المحاصصة الطائفية حسب ادعاء تلك الأحزاب ولكن الحقيقة تقول أن الأحزاب كانت طوال الأعوام الماضية ولازالت تعمل لمصالحا الضيقة البعيدة عن الوطن والمواطن وقد جعلت من العراق كبقرة حلوب حتى جفت أضرعها دون ان يقدموا لها مايديم عليها صحتها لتستمر بالحياة الطبيعية .
هكذا اصبح حال العراق . فقد اشاعوا فيه القتل والقمع والأهمال وتعمدوا أن يجعلوا منه ساحة للصراعات الأقليمية والدولية حتى انتهى به الحال وقد تم احتلال أكثر من نصف أرضه من قبل الأرهاب المصنوع خصيصاً لأهداف التقسيم بعد أن اشيعت ظاهرة عدم الثقة بين مكونات النسيج العراقي المتعايش منذ آلاف السنين .
بين الحين والحين يخرج ابناء الشعب مستنكراً تلك السياسات ومطالباً بأصلاح سياسة البلد التي بنيت على اساس باطل , وبالمقابل تستمر الأخطاء المتعمدة ويستمر القمع والظلم ومعه استنزاف أموال العراق وتحويلها الى حسابات وعقارات خارجية .
تشكلت حكومة بعد حكومتي المالكي التي دمرت العراق وتسلم السيد حيدر العبادي مهامه على انه رئيس وزراء جديد . وما هي الا ايام حتى تبين انها حكومة لاتختلف عن سابقتها فالوزراء هم ذاتهم بعد أن تغيرت أماكنهم ورئيس الوزراء هو جزء من منظومة شاركت المالكي في الأدارة المعروفة طوال السنوات الثمانية في دورتين كارثيتين أنتهت والعراق في حالة من المأساة عكستها ملايين النازحين والمهجرين والواقعين تحت سطوة الأرهاب بينما ابناء الجنوب في حالة من الأضطهاد نتيجة لسوء الخدمات والبطالة انتشار الفقر .
وبرغم الوعود التي قطعها السيد العبادي ورغم مناشداتنا وكتاباتنا ومقترحاتنا لمعالجة أزمات مفتعلة لكن العبادي قد أكمل مسيرة من قبله في التسويف والمماطلة ولم يحقق أي شيء رغم الدعم الشعبي له ودعم المرجعيات فمسيرة العبادي تتجه الى ان العراق لايوجد فيه سوى الذين خربوه فهم المستشارون والمخططون والمنفذون وغيرهم ليسوا بعراقيين وتلك طامة كبرى . ولهذا وبعد مرور اكثر من 6 اشهر على الأحتجاجات دون بارقة أمل على الأصلاح ومحاولة انقاذ العراق نعتقد ان تدويل مشاكل العراق المفتعلة والمطالبة بدماء الأبرياء ومن أجرم بحق العراقيين نعتقد أن التدويل واجب وطني ينبغي ان نشجعه في يمثل آخر العلاج بعد اليأس الذي وصلنا اليه .
المستفيد من تدويل معاناة العراقيين هم بسطاء الناس وذوي الضحايا في سبايكر والحويجة والصقلاوية وضحايا الأهمال الصحي والمعيشي وبالنتيجة فأن العراق بالكامل سيكون مستفيداً من القانون الدولي لأنه سيكون منصفاً وسيؤدي الى خلاص العراق من واقع مرير قد جثم على صدره سنوات قاسية …
[email protected]