لقد انكشفت الدول المصدرة للارهاب والداعمة له ، وفاح عطرها الخبيث على الملأ ، واهم هذه الدول هي الثالوث : السعودية- قطر- تركيا ، وليس ثمة شك من أن الولايات المتحدة الامريكية لديها المعلومات الكافية بتورط هذه الدول ، لكنها في تعبيرنا العامي (امغلسه) غاضة النظر عن الامر لمصالح سياسية .
وروسيا من جانبها فهمت اللغز المحيّر ، او قُل اللعبة ، فدخلت على الخط بهدف انهاء هذه اللعبة ، وهي لعبة الارهاب ، التي تظهر يوما (قاعدة) ويوما (داعش) ، وقد تظهر بمسمى آخر بعد ذلك ، لكن التسمية ليست مهمة فالكل بعنوان ارهاب .
دخلت روسيا على الخط ، لكن دخولها جاء متأخرا جدا ، اذ كان يفترض بها أن تدخل منذ زمن طويل . لكن دخولها مهم ايضا ، فلولا روسيا لم يكتشف العالم تورط تركيا بدعم الارهاب ، واتضح ذلك حينما اقدمت تركيا باسقاط الطائرة الروسية مما سبب ذلك توتر العلاقة الروسية – التركية ، واصرار الاخيرة على عدم الاعتذار الرسمي .
وروسيا الآن تفكر بضرب ، بل بمحو قطر وتركيا من الخارطة ، وقد تفعلها اذا اقتضى الامر . لكن السؤال هل امريكا تسكت عن هذا وتدير وجهها ؟ . بالطبع (لا) فهي لن تسكت ابدا ، وبذلك قد تحدث حرب عالمية ثالثة – لا سمح الله . فروسيا لها قوتها العسكرية الجبارة التي لا يستهان بها واذا فعلت الامر ستخرج منتصرة .
وفضلا كل هذا “أن روسيا لديها علاقات سيئة مع قطر منذ عام 1991، بعدما قتلت روسيا المجاهد الشيشاني زيليمخان ياندرابيف والذي قام بغزو داغستان عام 1991 بعد اختفائه في الدوحة ، حيث رفضت السلطات القطرية تسليمه لروسيا بعد محاولات من موسكو دامت لـ3 سنوات، إلى ان تمكنت المخابرات الروسية من تصفيته في 13 فبراير عام 2004 “.
فروسيا ، اذن ، لها اسباب موجبة لشن الحرب على قطر ، واما بالنسبة لتركيا فهي قد قامت بالاعتداء على مقاتلة سوخوي-24 الروسية وهي تحلق فوق الأراضي السورية ، مما يعطي الحق لروسيا باستخدام كل الوسائل الممكنة للدفاع عن نفسها. وبتعبير احد الخبراء بالشؤون العسكرية “إنّ روسيا على طريق الحرب ، ولا يمكن لها أن تسمح للإرهابيين بقتل مواطنيها والإفلات من العقاب”. في اشارة الى تفجير طائرة إيرباص 321 ، في سيناء والتي كان على متنها 224 شخصا ، يمكن لروسيا أن تستخدم المادة 51 من أجل تقديم الجناة للعدالة ، أو اتخاذ تدابير أخرى لهم وهي “تدميرهم”.
ويبقى السؤال : هل ستفعلها روسيا ؟ . فروسيا هي الدولة الوحيدة القادرة على دحض الارهاب ومن ثم تجفيف منابعه . ونحن بانتظار الايام المقبلة وما ستولد عنها من احداث ومتغيرات سياسية ، ربما تكون من صالح روسيا وربما ليس من صالحها .