اثار انتخاب ملكة جمال العراق في أول مسابقة تحتضنها بغداد منذ 43 عاماً الكثير من الجدل حولها. وتباينت الاراء بين من يناصر فكرة اقامة مسابقة للجمال باعتبارها تؤكد على تشبث العراقيين بالحياة وتمنح رسالة قوية مفادها ان الارهاب لن يتمكن من تقويض دولة عريقة بحضارتها وتاريخها وثقافتها وجمال معالمها الضاربة في القدم.
في حين اعتبرت الغالبية العظمى من العراقيين ان المسابقة تستفز مشاعرالعراقيين وان لا جدوى منها لا سيما وان الشعب العراقي يعاني يوميا من التفجيرات المفخخة واصبح يدور في دوامة الموت والدمار والنزوح.
واستغربوا من اقامة مسابقة تركز على الجمال والانوثة الطاغية والفرح واغلب العراقيين يعيشون بين مشاهد الجثث والقتل والدمار.
بل انهم ذهبوا ابعد من ذلك واعتبروا ان التظاهرة الاحتفالية بمثابة استهزاء بمشاعر الجرحى والنساء الثكالى والأيتام والفقراء.
وتطرق مغرد الى تدهور الاوضاع الامنية في العراق واستغرب اقامة تظاهرة تعنى بالجمال والانوثة والحال ان البلاد غارقة في مستنقع الطائفية والفقر والفساد.
وقال “الناس بالناس والگرعه تهلس بالراس، هسه احنه بالله بياحال حتى تتنخب ملكة جمال العراق”.
وقال مغرد على تويتر “اتصور ان المرأة التي تبحث عن الجمال عليها ان تبحث عن الحق بالقراءة للمذاهب وتحكم عقلها ثم تتقي الله بالالتزام فعند ذلك يعطيها الله الجمال الاخاذ الذي يسحر الرجال بل حتى النساء”.
واضاف المغرد “الجمال لا يدوم الى مالا نهاية وهو محدود المدة، الجمال الحقيقي هو التقوى قدر المستطاع وعلى الله المعونة”.
وقال مغرد بلهجة غاضبة” العراق يغرق في بركة من الدماء وانتم تبحثون عن الجمال ما هذا الهراء”.
واضاف اخر” الاجدر بكم ان تساعدوا الفقراء باموال تذهب سدى في مسابقات لا معنى لها”.
على الطرف الاخر قالت مغردة “مسابقة جميلة وانشاء الله العراقية تفوز عالميا”.
ودافعت مغردة بشراسة على المسابقة وقالت “بغض النظر كنتي مؤيده أو معارضة العراق متعدد الديانات واجب عليكم احترام العراقيات الغير مسلمات أسلوبكم هذا نفر وهجر أهل البلد العراقيين لأوروبا يجب أحترام الجميع أحترموا غير المسلمين ومثل هذه المسابقات مالها أي علاقة بالعفه”.
وناصر مغرد فكرة اقامة مسابقة للجمال بقوله “الله جميل ويحب الجمال….اليس كذلك؟” .
ورفع مغرد اخر شعار الحرية وقال “وماذا استعرضت بالمايو وقبل 40 سنه يفترض ان الامم تتقدم اكثر فاكثر”
واختتمت مغردة بقولها “بمشيئة الله تعالى سيأتي اليوم الذي تنعم فيه بالأمن يا عراق يا بلد الثقافة والحضارة والعلم والأدباء يا عراق يا أحلى بلد”.
وفي منافسة هي الاولى من نوعها منذ العام 1972، فازت فتاة عراقية بلقب ملكة جمال العراق في هذا البلد الذي يعاني ظروفا سياسية وأمنية قاسية.
وتصدرت شيماء عبدالرحمن البالغة من العمر (20 عاما)، وهي من مدينة كركوك، مسابقة ملكة جمال العراق التي غابت عنها ملابس السباحة والمشروبات الكحولية.
وقالت “حسناء كركوك” شيماء عبدالرحمن، “انا سعيدة برؤية العراق يتقدم الى الامام، بفضل الله”.
واضافت متحدثة وسط حشد من المعجبين الذين يحاولون التقاط صور بهواتفهم النقالة الى جانبها، ان “هذه الاحتفالية تعيد الابتسامة للعراقيين”.
واشارت شيماء الى انها ستستغل الشهرة التي حققتها من اجل دعم التعليم خصوصا للنازحين من مناطق النزاع مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذين سيطروا على مناطق واسعة من العراق.
وقال همام العبيدي احد المنظمين اثناء خروج الحضور من قاعدة الفندق الذي اقيمت فيه المسابقة، “بعض الناس يعتقدون بأننا لا نحب الحياة”. وشيماء هي من سكان مدينة كركوك المعروفة بتعدد الاعراق والقوميات، والتي توصف بالعراق المصغر.
وركزت المتسابقات اثناء مرورهن على المنصة امام الحكام على تقديم انفسهن والحديث عن المشاريع التي يعتزمن تنفيذها.
وارتدت المشاركات احذية كعب عال، وفساتين سهرة بلا أكمام، ولكن تحت الركبة.
وقالت الناشطة في حقوق الانسان هناء ادورد، “اعتقد انها مسابقة رائعة، تجعلك تشعر بأن الاشياء يمكن ان تعود الى طبيعتها”.
وقد اصاب العراق دمار شديد بعد سنوات طويلة من الحروب والنزاعات، آخرها الحرب مع تنظيم الدولة الاسلامية، الى جانب الفساد الذي ينخر جسم الدولة.
وقال سنان كامل مصمم الازياء وأحد منظمي المسابقة، “هناك رجال يقاتلون على الخطوط الامامية للدفاع عن العراقيين ودحر الارهاب ونحن نحاول ان نقول لهم ان الحياة ستستمر، وان نظهر للعالم ان هناك حياة في العراق، وبغداد لن تموت”.
وشاركت المتنافسات الثماني خلال الاسبوع الذي سبق الحفل، بمبادرات خيرية بينها زيارة مخيم للنازحين في بغداد.
ويعود تاريخ آخر مسابقة لاختيار ملكة جمال العراق الى العام 1972، في ظل ظروف اقتصادية وامنية افضل مما هي عليه اليوم.
وفازت بها يومذاك وجدان برهان الدين سليمان، ثم سافرت لتمثيل بلدها في مسابقات وفعاليات اجريت في بلدان عدة، منها ايرلندا والهند وبورتوريكو.
ويقول سنان كامل، “نحن نتطلع الى ان يصبح لدينا سفيرة للعراق”.
ويضيف، “ما نأمل تحقيقه هو اسماع صوت العراق، وأن نظهر انه لا يزال على قيد الحياة وأنه ما زال ينبض”. واقيم في اذار الماضي، اكبر عرض ازياء منذ عدة سنوات في بغداد، حضره حوالي 500 شخص، وشاركت فيه 15 عارضة قدمن ملابس لستة مصممين.