أطلّت علينا المواطنة العراقية نادية مراد في السابع والعشرين من شهر كانون الأول/2015م ومن خلال فضائية البغدادية “صوت حكومة الظل” كما أطلق عليها المواطن العراقي أنور الحمداني معد ومقدم برنامج “ستوديو التاسعة”، وحيثُ وضعت أمامنا نحن شعبها المُستكين والمُستسلم (وإذ يؤسفني ويؤلمني قول ذلك) حقائق الجرائم التي إرتكبتها عصابات التكفير من الدواعش بحقها وحق الآلاف من الفتيات والصُبية من المكوّنات الدينية والأثنية المتواجدة على أرضها التاريخية التي إحتلتها أيادي السوء لتعبث بأرض السلام فساداً وخصوصاً مكوّنها الآيزيدي الذي تعرض مع المكوّنات المسيحية والشبكية الى أبشع عملية إبادة عرفها التاريخ الحديث.
بدأ المواطن أنور الحمداني بتقديمها قائلاً: “أهلاً وسهلاً بإبنة بلدنا التي هي الآن نموذجاً للفداء والتضحية العراقية في كل العالم”، ثمّ ترك لها الحرية المطلقة في سرد تفاصيل طريق الآلام الذي سلكتهُ ومعها أبناء وبنات جلدتها المسبيّون من وحوش داعش، حيثُ تكلمت بحس عراقي نقي خالي من الطائفية وبلغة عربية فصحى في أغلب الأحيان، وحيثُ تجلّت مفرداتها اللغوية بأروع كلمات الألم والبؤس التي وصلت الى أفئدة كل أبناء شعبها العراقي والشعوب العربية والإسلامية بل والعالمية.
إبتدأت “نادية” حديثها النابع من القلب والدموع تتلألأ في مقائيها قائلة: ” آني اليوم كلش فرحانة لأنني شفت أبناء بلدي”، وقد حاول المواطن أنور الحمداني تهدئتها وإزالة مسحة الحزن والألم النابعة من فؤادها قبل محيّاها حين بدأت ذاكرتها بإجترار فضائع مرتكبيها من أعضاء عصابات داعش وزمرها.
ثمّ أردفت من خلال حديثها توضيح الكثير من العادات الأصيلة والأخلاقية لمكوّنها الذي تنتمي اليه حين ذكرت: ” أيضاً علموننا آبائنا وأمهاتنا أن نحافظ على شرفنا وكيف نتعامل مع من يحاول الإساءة الينا “، ومما يُذكر من أن العديد من الفتيات الأيزيديات فضلنَ الإنتحار على التسليم بأجسادهنَ للوحوش الآدمية.
كما ذكرت كيف أن تعاليمهم الدينية تفرض عليهم إيمانهم بالله الواحد الأحد، وأنهم جميعاً يؤمنون بالله ولهم في طقوسهم خاصيتهم للتواصل معه. ومن تابع حديثها وترديدها لكلمة “الله” تلقائياً كلما أرادت أن تُقسِم لتؤكد صدق ما تقول، لأيقن الجميع من أن الخالق ليس حصراً على دين أو مذهب معين، وإنما هنالك بعض الإجتهادات الدينية الوضعية في طريقة التواصل معه.
لقد بثّت لنا وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أخبار بعض المغرر بهنَ للإلتحاق بما أطلق عليه “جهاد النكاح” ورأي أغلبية رجال الدين ببطلانه وعدم شرعيته، لا بل ذهب الكثير منهم الى إعتباره فجوراً علنياً ومحرماً، حتى أن الشيخ محمد العريفي كذّب فتوى “جهاد النكاح” التي أسندت اليه بالصورةِ والصوتِ من خلال الفيديو على الرابط أدناه:
https://www.youtube.com/watch?v=0VQWhXWgnf0
إلا أن هنالك من الفتيات من أمثال “عائشة” التونسية من وجدنها فرصة لممارسة الجنس مع مجموعة من الرجال المقاتلين في المناطق الساخنة وبمبرر وغطاء (شرعي) يؤكد أغلب رجال الدين على بطلانه وعدم صحته، وكما ظهر من كلامها على الرابط أدناه:
https://www.youtube.com/watch?v=QKaWGr2sHYg
وكما ذكر التقرير نصاً بالقول:” بغض النظر عن كون الفتوى صحيحة أم مزورة، فإنها على ما يبدو لاقت إستجابة من قبل ما لا يقل عن ثلاث عشرة تونسية الى حد الآن، وتناقلت صحف تونسية قبل أيام خبراً مفاده أن شاباً تونسياً أقدم على تطليق زوجته بعدما تحوّلا الى سورية بعد ما يقارب الشهر ليسمح لها بالإنخراط في جهاد المناكحة مع المجاهدين هنالك”، إنتهى الخبر المنقول!!.
ومما يُذكر بأن “نادية” بدأت برحلة حول العالم إبتدأتها بالقاءها كلمة أمام المندوبين الدائميين لمجلس الأمن، ثمً التقت برؤساء الدول ورجال الدين وخرجت على القنوات الفضائية لبيان ما أصاب الشعب العراقي بشكلٍ عام، وما أصاب مكوّنها الأيزيدي بشكلٍ خاص ومُطالِبة المجتمع الدولي بإحلال السلام في العالم ومكافحة الإتجار بالنساء والأطفال تحت ذريعة المعتقدات والتفسيرات الخاطئة للدين.
وكانت وزارة الهجرة والمهجرين في العراق قد رشحت “الأميرة نادية” لجائزة نوبل للسلام مدعومة بالحملة الوطنية المنطلقة من مواقع التواصل الإجتماعي لدعم هذا الترشيح الذي يستحقه العراق بشخص إبنته البارة نادية مراد.
وأختم مقالتي بسؤالي المنطقي، أيهنَ أقرب الى الخالق وتعاليمه: “نادية” الطاهرة التي هَربت من مغتصبيها، أم “عائشة” الفاجرة التي ذهبت طواعية الى مضاجعيها ؟.