عاشت المنطقة العربية ككل منذ مطلع عام 2015 وحتى مشارف نهاية هذا العام ، على تطورات دراماتيكية “دموية” “سياسية” “أمنية” “أقتصادية” ، من شمالها الى جنوبها، ومن غربها إلى شرقها، وعلى امتداد أيام هذه العام ، فقد أشتعلت عدة جبهات على امتداد الجغرافيا العربية ، وبشكل سريع ومفاجئ جدآ ، في ظل دخول متغيرات وعوامل جديدة وفرض واقع وايقاع جديد للخريطة الجيوسياسية والامنية للكثير من جغرافيا المنطقة العربية، وهنا سنعرج على بعض هذه الاحداث والمتغيرات التي عاشتها المنطقة العربية بعام 2015.
* فلسطين والقدس بواجهة الصراع ؟؟.
ماقام و يقوم به كيان الاحتلال الصهيوني من هجوم بربري، نازي، فاشي ، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الاقصى بشكل خاص،يضيف عام آخر من الألم للشعب الفلسطيني، فبهذا العام مارس هذا الكيان الصهيوني المسخ دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من موطنهم ،فاليوم تقوم عصابات هذا الكيان المسخ بتدمير وهدم الكثير من المنازل والمساجد والمناطق الحيوية، بالضفة الغربية، ليقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من مستوطني هذا الكيان المسخ، “بهدف التجهيز لقيام دولة اسرائيل اليهودية”، وبالنسبة للموقف العربي فلقد اثبتت أحداث مدينة القدس ألاخيرة وانتفاضة “الاقصى “، وماسبقها من مجريات واحداث رافقت الانتفاضة الإخيرة ، أن بعض “العرب المعتدلين”،مازالت مواقفهم سلبية ولا ترتقي لمستوى المرحلة الخطرة التي تعيشها فلسطين بشكل عام ، وبجانب فلسطيني اخر برز إلى الواجهة مجددآ حجم الخلاف بين الفصائل الفسطينية “فتح -حماس” بعد وثيقة المصالحة ، وبجانب فلسطيني أخر فمازال محمود عباس يقوم برحلات مكوكية “مقيدة صهيونيآ” بهدف الوصول إلى حل لقضية فلسطين وللأن لم يصل لهذا الحل لادوليآ ولا أقليميآ ولاعربيآ .
* الساحة اليمنية والخليجية تعيش متغيرات كبرى؟؟.
المشهد ألاكثر حضورآ هذا العام هو تطورات الساحة اليمنية الاخيرة ، وانهيار بنية الدولة اليمنية المتهالكة ،بعد العدوان السعودي على الاراضي اليمنية ، فهذا المشهد “الدموي” باليمن ،فرض مجموعة اسئلة ، ولعل أكثرها عن أسباب العدوان السعودي – الخليجي على اليمن وعن تطورات ونتائج ومستقبل هذا الصراع في الساحة اليمنية ؟؟، وخصوصآ بعد دخول تنظيم القاعدة وداعش على خط الصراع في اليمن ، في ظل غياب كامل لادوأت الدولة، مما سينذر بحالة فوضى كبيرة باليمن مستقبلآ،وهذا الامر ينسحب كذلك على بعض دول الخليج مثل البحرين التي مازالت تعاني من عدم الاستقرار الامني والمجتمعي ،وهذا الامر ينسحب على الكويت والسعودية التي عاشت خلال العام 2015،على تطورات دموية كبرى وتفجيرات استهدفت دور العبادة وغيرها ،تبنى معظمها تنظيم داعش الإرهابي ،ما يؤكد أن دول الخليج بمجموعها تعيشها بحالة غير مسبوقة من التفكك المجتمعي وغياب لبعض مفاهيم الامن الدخلي وعدم الاستقرار الاقتصادي نتيجة الانخفاض الحاد باسعر النفط ،وهذا ينذر بواقع خطير قد تعيشه دول الخليج بالقادم من الايام .
* ليبيا صراع محلي يتطلب تدخل والنتيجة على ألاغلب هي “جراحة عسكرية غربية” ؟؟.
بالانتقال إلى مايجري بليبيا ، وتحديدآ بالعاصمة الليبية طرابس ومدينة بنغازي، ومؤخرآ مدينة مصراته وسرت، وبعض مدن الجنوب والشرق الليبي النفطية ، فقد كان الواقع الليبي هو الاخر يفرض نفسه بقوة في المشهد العام للمنطقة العربية بعام 2015 ، فقد شهدت البلاد خلال عام 2015 صراعآ “دمويآ” كبيرآ محليآ مدعوم بأجندات خارجية ، وقد كانت اطراف هذا الصراع متعددة الولاءات فمنها على سبيل المثال ،كتائب ما يسمى “بأنصار الشريعة -وكتائب فجر ليبيا وغيرها “وهي مدعومة من بعض الحكومات الاقليمية مثل” تركيا -قطر “، وقد أفرز تعدد هذه المليشيات المسلحة حالة صراع دائم فيما بينها ، فقد أرتبط هذا الصراع المحلي بصراع أقليمي -دولي ،ما ينذر بالمزيد من الفوضى داخل الدولة الليبية مستقبلآ ، وفي ظل غياب أي سلطة فعلية للدولة الليبية على الارض، وخصوصآ مع ظهور تنظيم “داعش” المتواجد بشرق ليبيا ،ما سيزيد التعقيد المستقبلي للحالة الليبية المضطربة أصلآ ،وهذا الوضع قد قد يستمر لأشهر قبل الحديث عن جراحه دولية، خاصه بالواقع الليبي ، وأنشاء حلف دولي بحجة محاربة القوى المتطرفه في ليبيا ،وهذا ما بدأت علامات ظهوره تتضح والهدف العام لكل هذا هو أقتسام الكعكة الليبية بين القوى الدولية.
* سورية صراع دموي قد يستمر لاعوام ، ولكن ؟؟.
بالواقع العربي المضطرب يبرز إلى الوجود المشهد السوري الذي مازال حاضرآ منذ خمس سنوات تقريبآ وفي أخر تطورات هذا المشهد لهذا العام، هو أستمرار فصول الصراع العسكري على الارض تاركآ خلفه عشرات الالاف من القتلى،في ظل دخول قوى دولية واقليمية بشكل مباشر إلى ارض المعركة، بالاضافة إلى عقد مؤتمرات دولية أفشلتها قوى المعارضة السورية ، بالاضافة لمشهد التدخل الروسي في سورية ، الذي بدأ بضرب مواقع لتنظيمات متشدده” داعش والنصره وبعض التنظيمات الهلاميه الاخرى “على الاراضي السورية بحرآ وجوآ، وما دار حول هذا المشهد تحديدآ، من تحليلات وقراءات حول نتائج هذه العملية والخلفيات والابعاد المستقبلية لها ، وبالتكهنات المستقبلية لهذا الصراع الدامي ، يمكن القول بأن الدولة السورية ونظامها الرسمي أستطاعت أن تجتاز أقسى واصعب ظروف هذا الصراع ، ولكن مازالت بحاجة إلى المزيد من الوقت ، للوصول مع القوى الغربية والاقليمية إلى تسوية ما تهيئ لاجتثاث أدوات هذه الحرب من فوق الارض السورية مثل “داعش – النصرة- وبعض الجماعت المسلحة الإرهابية الاخرى “.
*لبنان والاردن تشابه بالاحداث والواقع؟؟.
برز إلى واجهة الاحداث بالعام الحالي في لبنان والاردن ، قضية الاسرى العسكريين في لبنان والتي انتهت “بشكل جزئي “بتبادل اسرى بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية ،والأردن بدورها فقد شهدت حادث ماسأوي وهو جريمة احراق الطيار الشهيد معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش المتطرف ، ومن هنا نرى أن كلا البلدين يشتركون بحالة شعبية واحدة ، مع العلم ان البلدين يعيشان تقريبآ نفس التاثيرات السلبية نتيجة الحرب على سورية ، من لاجئين ، وانخراط بمسار الحرب، بالاضافة الى أوضاع اقتصادية صعبة تعيشها كلا البلدين فقر، بطالة -مديونية مرتفعة،ما ينذر بواقع أمني واقتصادي وسياسي خطير قد تعيشه كلا البلدين بالقادم من الايام .
* المشهد العراقي المضطرب مستمر؟؟.
بالعراق ،ما زالت المعارك على الارض مستمرة وبزخم اكبر ضد تنظيم داعش الإرهابي ، فهي معارك كر وفر – تشترك بها كتائب شعبية مقاتلة “الحشد الشعبي” ، الجيش العراقي “المتهالك” قوات كردية “البيشمركة” ، مجاميع مسلحة من بعض عشائر الانبار وبعض مدن شمال العراق ، بالاضافة إلى هذه الاحداث العسكرية وألامنية بالعراق ،جاء التدخل التركي بشمال العراق ليزيد تعقيد المسألة العراقية،في ضوء الحديث عن تشكيل تحالفات دولية –اقليمية هدفها القيام بعملية عسكرية برية بشمال غرب وغرب العراق بحجة محاربة تنظيم داعش ، في ظل استمرار الثورة الشعبية في العراق التي انطلقت لمحاربة ظاهرة الفساد التي كان يغرق فيها العراق بالسنوات الماضية ، وهذا ما يوضح أن المعركة بالعراق هي معركة متعددة الاشكال والفصول -تطرف -فساد -سياسات طائفية -صراع محلي – اقليمي -دولي على تقسيم العراق -وضع أقتصادي متهالك ،ما ينذر بان المعركة بالعراق قد تحتاج على الاقل لعقد من الزمن حتى يعاد ترتيب وبناء البيت العراقي من جديد.
* المغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان وموريتانيا والصومال والاستقرار الـ”مرحلي” ؟؟.
يبدو واضحآ أن هذه الدول ورغم حجم الاحداث الماسأوية التي حصلت بتونس والجزائر ومصر نتيجة الإرهاب أو نتيجة بعض التبيانات والصراعات المجتمعية ،الا أنه يمكن القول أن هذه الدول بمجموعها مازالت تعيش بحالة من الاستقرار المرحلي ، ولكن هناك خشية من تطورات دراماتيكية قد تعيشها بعض هذه الدول بسبب ظروف امنية أواقتصادية أو حتى سياسية قد تعيشها هذه الدول بالمرحلة المقبلة .
* ملاحظة أخيرة ، ياترى بعد توضيح أهم أحداث العرب بعام 2015، فكيف سيكون عام 2016 الذي تفصلنا عنه ايام من الان ،وهنا بالتأكيد سنترك الاجابة هنا للقادم من أيام عام 2016، لتعطينا اجابات واضحة عن مسار الاحداث العربية بعام 2016، مع تمنياتنا ودعواتنا بعام عربي أفضل .