زُجَ العراق وفي زمنٍ ليس ببعيدٍ علينا وتحديداً في ثمانينات القرن المنصرم بحربٍ اثقلت عليه ليخرجَ منها مكسوراً كان ثمنها خيرت ابناءه الأب،الأخ،الصديق ابن الجار ومن كل شرائح المجتمع وطوائفه مخلفتاً وراءها ارتالاً من اليتامى والأرامل والمعوقين وقوافل من المهجرين والعاطلين عن العمل هذا من الجانب الاجتماعي ومن الجانب المادي خرجَ بإنهيار اقتصادي فبعد ان كانت ميزانية العراق قبل دخوله الحرب تشهدُ تضخماً وانتعاشاً حيث قدرت ب ٤٠٠ مليار دولار وقتها، اصبح العجز واضحاً لينعكس ذلك على الواقع الاجتماعي والاقتصادي والذي بات يعاني بعدما تعطلت وتلكأت الكثير من المشاريع المعده مسبقاً للنهوض بهذا البلد اسوةً باقرانه، واستهدفت كذلك كل البنى التحتيه حيث تحطمت جراء تلك الحرب التي كانت من أولى اهدافها هو الدفاع عن البوابه الشرقيه للامه العربيه حيث ان كل دول الخليج كانت تدعم القائد الضروره بهذا الاتجاه خوفاً من المد الإيراني ألذي كان ومايزال يشكل خطراً على معظم دول الخليج العربي لتتخلى عنه بعد انتهاء الحرب ليصبح عدوها اللدود حيث لم تتوقف المؤمرات على العراق وليومنا هذا وآخر حصادنا من تلك المؤمرات هو داعش الذي استفحل وأخذ ينخر في جسد الأمة بتقتيل ابناءها ونهب مقدراتها واحراق تراثها الحضاري وتشويه معالمها من خلال تجربته العقيمه بنفخ روح ذلك التيار المتطرف البعيد عن كل القيم السماويه والانسانيه.
وكما قال تعالى في محكم كتابه العزيز ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )، وكيفما تدين تدان حيث نجد أنفسنا هنا اليوم على اعتاب لان نشهد ولادة صراع جديد سعودي-إيراني يلوح في الأفق نشب عن تجاوزات لها تاريخ لكنها وصلت الى مراحل متقدمة وجاء هذه المرة وبعد ان استنفذ اصحاب السمو وطويلي العمر رصيدهم من أكباش الفدا وان المدفع توجه باتجاههم فما عليهم الا بجمع قواهم ولملمت مرتزقتهم من جديد لتدارك الموقف والدفاع عن فكرهم المتطرف وسياستهم التي بنية على المؤامرات فضلاً عن شرارة الاٍرهاب ورد الفعل العكسي ألذي طالما أسهمت هذه الدول بتصديره لحرق وابادة مجتمعات وان اختلفت معهم فكرياً وعقائدياً لكنها كانت ومازالت ترتبط وتتقاطع مع شعوبها انسانياً، فكما كرس الاعلام جهده واستنفر كل آلياته المتمثل بالعربيه،الحدث،والجزيره ومن لف لفهم من أولئك الذين طبلوا لهم ومازالوا يطبلون، عندما جهزَ وحمل كامراته في مايسمى بالربيع العربي ليسقط أنظمة لا لنصرت المظلوم كانت أهدافه ولكن لاسقاط دول كان لها ثقلها في المنطقه في وقت من الزمن الامر الذي وفر نسبياً نوع من التوازن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ولفترات طويله من الزمن.
فالسؤال المطروح هنا ؟ هل ان الستراتيجيه الإعلامية سوف تطرح نفسها بنفس الاتجاه لميلاد الربيع الخليجي و لاسقاط هذه الأنظمة التي بات يعرف عنها القاصِ والدانِ انها أنظمة متطرفة سعت الى تصدير الاٍرهاب الى المنطقه وبكل الاتجاهات وكانت هي السبب في خراب الكثير من تلك الدول من خلال تلك التيارات التي تحمل افكاراً معاديه للانسانيه من أمثال داعش ام انه سيأخذ بدور التمجيد ونصرت كل من له (آل) ويحمل صفة طويل العمر ليستمر بنفس النهج ويسقط بسقوط ذويه لتتحول أدواته الى جانب المعارضه تجد لها فتحة اثير صغيره محاولةً ان تعيد أمجادها التي طالما تفاخرت بها..