لو كانت أخبارها صادقة فهي محاولة لتحريك الرياح الراكده بمملكةآل سعود…وحتى لو كانت تسريبات فلربماهي غير حقيقية رغم أنها إستفزازية…ولربما كانت أخبارها
صحيحة وصادقة …وحتى لا نبالغ فإن الخبر قد تم نشره بتقرير(معهد واشنطن لشؤون الخليج )بصيغة مفصلة …ذكر فيه عن نية الملك سلمان بن عبد العزيز التنازل عن عرشه لصالح إبنه ولي ولي العهد ضمن خطة يتم وفقها …عزل ولي العهد ووزير الداخلية ( محمد بن نايف ) وقد يحمله كل التداعيات والمصاعب (المصائب)التي أحاطت والحقت بالمملكةمنذ توليه الحكم…إذن هي بداية صراع الأحفاد على مُلك مملكةهرمت وشاخت …ررياح التغيير بدأت تعصف بها رياح التغيير
عموماً يذكر المتابعون للشأن السعودي أن قرار الملك غير مسبوق وغير مألوف ولم يتم العمل به من قبل …لم يذكر تاريخ المملكة أن تنازل أي من ملوك آل سعود وهو على قيد الحياة على إفتراض أن يكىن هناك أكثر من سبب يدفعه لأتخاذ مثل هذا القرار ترى (هل قدمت لسلمان نصيحة أو رأي أم أبلغ من جهات غير معلومة لم يذكر إسمها بضرورة التنحي لأن وضع المملكة أصبح خطر وعلى حافة الهاويه ) وبما أن وضع المملكة أصبح لا يطاق مع توجهات وتوجسات أبناءها حتى الأمراء أصبحت متقاطعة مع مصالح الغرب …ثم أن قراره
المفاجئ الآخر بوضع إبنه ولي ولي العهد (محمد بن سلمان) بدلاً عنه…وبهذا يكون قد خالف قاعدة توريث أشقاء الملك عندما تم ابعاد شقيقه بحجة أنه ليس من السديريين لأن (والدته يمانيه )…أنها أًُمور تبدو فعلاًمثيرة للأستغراب والعجب …كما أن تسريباتها جاءت بهذا الوقت بالذات مما يدفع للتأمل في الخارطة الجيوسياسيةللمملكة ولمكىنات الشعب السعودي الطائفية والمذهبية
لقد زامنت حكمه المتسرع البداية بضرب اليمن من خلال تحلف أسموه (عاصفة الحزم ) وذكرنا وقتها أي ما يقارب عام تقريباً …أن نتائج هذه الحرب سيكون معروفة…وستكون في غير صالح المملكة مادام الغرض منهاسياسي مذهبي …فقد ارعب حكام المملكة تمدد الحوثيين وإزدياد السخط على الوضع الأقتصادي ورفض الشعب اليمني أن تكون اليمن الحديقة الخلفيةلآل سعود …ثم إن تراجع تأثير المملكة على السلحة السورية وكذلك في لبنان ومراوحتها في البحرين …في حين كان الأعتقاد أن تدخلهم العسكري سيكون عبارة عن نزهة لن تطول أكثر من إسبوع فقط …ولهذا بحثوا لها عن سبب وهمي يبرر تدخلهم وحسب الصورة التي رسموها فقد تصرفوا بتسرع (أرعن).
لقد إتخذ القرار بوضع الصورةالتي رسموها كي تعكس مبررات تنصيبه كرجل السعودية الأول الذي صوروه بالقوي. (أبو جاسم لر ) صاحب العقل الراجح والحل والربط …لكن واقع الحال جاء مغايراً وعلى غير ما تشتهيه الأنفس بل عبٌر عن قوة المملكة الحقيقية …هنا يبرز التسائل هل أدرك السعوديون حجمهم الحقيقي ؟ أم أنهم كبقية بلدان الخليج مجرد موظفين .
وحراس على املاك الله في ارضه… فقد نسوا المصير الذي آل بسعيد بن تيمور حاكم عُمان وكيف خلفة ابنه قابوس ثم كيف تم استبدال رئيسا قطر وكيف نحيا بالتليفون وهناك الكثير ( لا نطيل ) التي طمرت تاريخياً ويتذكر البعض ممن عاشوا ظروفها مع ان الكثير قد تناسوها… انها دروس قاسيه ستستمر افرازاتها لعقود … لازلنا نتذكر كيف دعمت دول الخليج صدام حسين سواء من تحت العباءة سراً وعلانيةً باتجاه ضرب جمهوريه ايران الاسلاميه… وبعد ان توقفت الحرب تصور صدام انه البطل من غير المنازع وأنه حامي البوابة الشرقية للأمة… ونتيجةً لاصراره بعدم تسليم السلاح الذي يملكه ولانتهاء دوره بالحرب… طالبته دول الخليج التي مولته بالاموال التي قدمت له اثناء الحرب… ودون ان يفكروا بحجم الضحايا والدمار والدماء التي اريقت حيث لايزال العراقيون ينزفون الماً وقيحاً ودماً بسبب الحروب العبثيه المتعاقبه التي اشعلها الامريكان وعملائه.
واخيراً وبذات السرعه وخارج نطاق الاتفاقات السريه والعلنيه ومنذ حكم عبد العزيز وابنائه جاء سلمان ليبداء تغيير القاعده المتبعه وليفرغ خزائن المال النفطي في وقت تدني الاسعار الى مستوى 25 دولار للبرميل… ترى ماذا سيكون مستقبل المملكه بعد كل الذي جرى؟ فهل ستحدث مفاجئه قلب نظام الحكم في السعودية ؟ ام هل ستبقى المملكه باسم آل سعود بكل ما تحويه من قوانين متخلفه؟ ام ستتحول الى جمهوريه اسلاميه يطبقها السف الوهابي صاحب التاريخ العريق بالارهاب؟. وباي صوره ستكون ؟ فلربما قد تصبح اقاليم متناحره على النفوذ والموارد ( نجران ، جيزان ، عسيران / نجد ، الحجاز / الحسا والقطيف وما جاورهما ) ( من يدري ) فقد تفرض على السعوديين اقامه علاقات طبيعية مع ايران… وقد يتحالفون ليتخذو مواقف كتلك التي كانوا يتعاملون بها مع شرطي الخليج في السبعينان الشاهنشاه البهلوي محمد رضا والذي لم يحصل بعد سقوطه على اي بلد ياويه… او قبر يستريح به جسده المنهك… بعد ان ضاقت به الارض …هذه النهايات المؤلمه لا يود ان يتعض بها او يتذكرها احد من حكام اليوم . أن كل ما دار ويدور هو مجرد رائي لصورة لم تتضح ملامحها بعد… وتبدو مجرد فرضيات سرياليه وقد لا تكون حقيقيه…