اعتبرت الامم المتحدة اليوم تفجير اربعة مساجد للسنة جنوب بغداد وقتل احد ائمتها محاولة لتأجيج التوترات الطائفية في البلاد والمنطقة ودعت العراقيين الى ضبط النفس.. فيما صف ديوان الوقف السني التفجيرات بأنها محاولة لاثارة الفتنة لعصابات لا تختلف عن داعش.. وذلك وسط مخاوف من تجدد اقتتال طائفي في البلاد شهدته عام 2006 .
فقد عد مبعوث الأمم المتحدة في العراق “يونامي” يان كوبيش الهجمات ضد مساجد السنة في العراق امس محاولة لتأجيج التوترات الطائفية في البلاد والمنطقة.. وقال ان الذين يقفون وراء هذه الهجمات يسعون لاستغلال الظروف الإقليمية الحالية لاضعاف وحدة العراق وشعبه وخدمة اهداف تنظيم “داعش” الإرهابي . ودان الهجمات ضد المساجد السنية في محافظة بابل فضلا عن غيرها من أعمال العنف.
وأشار كوبيش في تصريح صحافي تسلمت “أيلاف” نصه الثلاثاء الى “النداء الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دعا الى الهدوء وضبط النفس في رد الفعل على إعدام الشيخ نمر النمر ومناشدته لجميع قادة المنطقة للعمل على تجنب تفاقم التوترات الطائفية”.
وشدد كوبيش بالقول “إنني أحث جميع العراقيين وقواهم السياسية وممثلي وسائل الإعلام لإظهار التزامهم بوحدة وتضامن العراق وشعبه وإظهار ضبط النفس بما في ذلك في بياناتهم”. وحث السلطات العراقية وقوات الأمن على العمل لمنع ومكافحة محاولات التحريض على العنف والانقسامات .
التفجيرات هدفها أثارة الفتن
وقال ديوان الوقف السني وهو مؤسسة تابعة الى مجلس الوزراء العراقي ان أعداء الحرية والسلام عادوا مجدداً بأعمالهم الإجرامية جيث فجروا جوامع بمحافظة بابل بهدف زعزعة النظام واثارة الفتن بين أبناء الشعب العراقي الواحد الموحد . ودعا الوقف في بيان صحافي اطلعت على نصه “أيلاف” الجميع للوقوف جنباً الى جنب أمام مثيري الفتن ليفوتوا الفرصة على أعداء العراق .. مؤكدا ان الاعتداء على بيوت الله هو اعلان حرب على الله ورسوله .
وكان مسلحون مجهولون فجروا امس أربعة مساجد سنية في مناطق مختلفة من محافظة بابل وعاصمتها الحلة (100 كم جنوب بغداد).. وقالت مصادر أمنية إن امام أحد المساجد الأربعة المستهدفة وهو طه الجبوري امام ومؤذن جامع محمد عبد الله جبوري السني في ناحية الاسكندرية (40 كلم جنوب بغداد) اغتيل ايضا خلال الهجوم .. مشيرة إلى فرض السلطات إجراءات احترازية لمنع تدهور الأوضاع الأمنية بالمحافظة.
وأوضحت المصادر أن المسلحين فجروا بالعبوات الناسفة مسجد الفتح في قرية سنجار شمال الحلة مما أدى لتدميره بالكامل كما قاموا بتفجير مسجد في القرية العصرية التابعة لناحية الاسكندرية ومسجدا آخر في ذات الناحية . كما قامت مجموعة أخرى من المسلحين بتفجير جامع عمار بن ياسر بمنطقة البكرلي بوسط الحلة .. مؤكدة أن التفجيرات تسببت بالحاق أضرار مادية بالمساجد والمنازل المجاورة لها .
وقد فرضت السلطات الأمنية العراقية إجراءات احترازية مشددة حول المساجد وأعلنت حالة التأهب بين صفوفها تخوفا من اندلاع أعمال عنف طائفية.
دواعش جدد لاثارة فتنة هوجاء
ومن جهته أكد رئيس ديوان الوقف السني عبد اللطيف الهميم ان الاعتداء على المساجد في بابل ما هو الا محاولة لعصابات لا تختلف عن داعش بشيء داعياً المسلمين كافة وابناء الشعب العراقي خاصة الى وحدة الصف ونبذ الطائفية التي تهدد النسيج الاجتماعي لابناء البلد الواحد.
واضاف في بيان حصلت “أيلاف” على نصه “ان الاعتداء على المساجد في بابل ما هو الا محاولة لعصابات لا تختلف عن داعش بشيء”.. موضحا ان العراق اليوم في مفترق طرق وعلى ابواب طريقين احدهما ناجٍ ٍ سالكه والاخر هالك ولا نجاة الا بالوحدة ما بين ابناء البلد الواحد .. مبينا “لقد اطلت علينا اليوم فتنة هوجاء في محاولة بائسة نفذتها عصابات اقرب الى داعش الارهابي تمثلت بالاعتداء على مساجد في بابل.
واضاف الهميم “نقول لهؤلاء لن تنالوا من وحدة العراق وان العراقيين سنة وشيعة قد ادركوا الدرس”.. مؤكدا ان العراقيين اليوم لن يكونوا اداوت قذرة بيد اي طرف لافتا الى ان الاعتداء جاء بعد تحقيق منجز تحرير الرمادي وان الهدف منه هو اعادة البلد الى المربع الاول. وقال ان شر البلاء ان تقوم عصابات داعش الارهابية بالاعتداء على ابناء العراق وفي الوقت نفسه تقوم عصابات اخرى بالاعتداء على مساجد اهل السنة وكلاهما يريدان الشر بالبلاد. وشدد الهيمم على ان عزيمة العراقيين ستبني الدولة على اساس المواطنة رغم انف الدواعش على اختلاف طوائفهم واتجاهاتهم وتياراتهم ومذاهبهم.
وكان محافظ بابل صادق مدلول السلطاني اعلن امس ان الجهات الامنية اعتقلت عددا من المشتبه بتورطهم في تفجيرات المساجد مشيرا الى انه سيتم اعلان التفاصيل خلال الساعات المقبلة.
ومن جهته اكد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي العبادي انه وجه القيادات الامنية بمطاردة “عصابات مجرمة” اعتدت على المساجد فيما وصفت وزارة الداخلية التفجيرات بأنها محاولة يائسة لاستعداء الطوائف ضد بعضها مؤكدة تصديها بحزم وقسوة لكل محاولة تنال من المجتمع .
وكتب العبادي على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” اننا “وجهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش واشباههم التي اعتدت على المساجد لأثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية”.
وكان العراق دخل اثر تفجير قبة الامامين العسكريين للشيعة في سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) مطلع عام 2006 مرحلة اقتتال طائفي التي اعقبتها عمليات هجرة داخلية في محافظات البلاد وخارجية الى دول الجوار والاوربية. ومع بداية النصف الثاني من العام ارتفعت وتيرة العنف في البلاد التي شهدت اقتتالا طائفيا اودى بحياة الاف العراقيين.
وفي خطوة تهدف الى الحفاظ على أرواح المواطنين وحقن دمائهم وقع كبار القيادات الدينية في العراق الشيعية والسُّنية على وثيقة مكة المكرمة في العشرين من تشرين الاول (اكتوبر) عام 2006.
فيديو كلمة رئيس ديوان الوقف السني في العراق:
https://www.facebook.com/100010616260647/videos/163233267373881/?theater