كثيرون مثلي يرحبون بتأسيس قوات التحالف الاسلامي رغم وجود غصة في اعناقنا لان اقطار هذه القوات اقتنعت متأخرة بسوء عملها حين شاركت بتدمير العراق وحكمه الوطني وهي تنظر بلا حراك كل هذه السنين على الدماء التي سالت نتيجة حقد تاريخي فارسي خائب ليس له مثيلا انسانيا ..لكننا نرحب هنا بالتحالف وفق منطق عقلاني يقول (أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي على الإطلاق ).. شريطة ان يحقق هذا التدفق اهداف القوى الوطنية والتقدمية والاسلامية التي تقف ضد الاحتلال الفارسي الامريكي في محاربة الارهاب في العراق ونقصد ارهاب الميليشيات الصفوية والداعشية بنفس الوقت . واني اذ اتجرأ هنا على هذا التشكيل المبارك لا ابغي من طرحي هذا الا وضع النقاط على الحروف وتصويب الحالة وبيان تفرعاتها فمثلا الشعب العراقي بقواه الوطنية والاسلامية لم يصبروا ويجاهدوا كل هذه السنين لكي تكون النهاية الرضا بالواقع الذي ستؤول اليه نشاطات التحالف اذا ما انفضت الى تقسيم العراق .. لاننا نريد عراقا موحدا فاننا لن نرضى ان تسفر العملية على استبدال الادوار بين المُضطهِـد والمضطهَـد .فمثلما عندما نقف الان مع السنة لانهم مضطهدين فاننا لن نرضى ان يتم اضطهاد الشيعة لانهم شيعة بل نحن نقف بشدة من اجل محاسبة المجرمين والعملاء والخونة منهم ومن غيرهم . لسببين رئيسيين هما اننا نقف مع المظلوم ولاننا نعمل من اجل ان يكون العراق بلد كل قاطنيه من الخيرين ,,وبخلاف ذلك فان القتل والجرائم والانتقام والاساءة لن تنتهي ..اذن هذا هو المعيار وهو اعادة الحقوق لاهلها ونصرة المظلومين وتوحيد أطياف الشعب العراقي ومن ثم الانتقال للقبول بواقع جديد ينصف الكل.
اما قناعتي فان اشهار واعلان انشاء هذا التحالف بهذا الوقت قد جاء متسرعا لسببين الاول لانهم لا يزالون لم يفقدوا امل ان تكون امريكا جادة معهم وتنصرهم او ان تنصحهم باخلاص !والثاني هو لو ان الاعلان جاء بعد الانتهاء من مشكلة اليمن بالتخلص من الحوثيين عسكريا او وفق القانون الدولي لكان احسن لسببين الاول نشوة الاتصار والتفوق والاستعداد التي سيولدها ذلك والثاني مباغتة ايران وعدم اعطائها الفرصة لتخريب خطط التحالف و ما يؤكد على كلامي هذا شيئين الاول ان امريكا تريد خراب المنطقة من اجل القضاء على الاسلام واستبداله بالتطرف او الطائفية الجاهلية والثاني هو ان ايران اعطت اوامرها للحوثيين بانتهاك وقف اطلاق النار وتعسير المفاوضات وافشالها من اجل ادامة الحرب واشغال قوات التحالف حتى تضطرها الى تأجيل خططها الرامية بالانتقال الى العراق وبذلك فان الصفويين سيكسبون وقتا اطول . (يبدوا انهم بحاجة الى محلل ستراتيجي)! .
يقال ان العدد المحتمل لهذا الجيش سيتكون من مائة الف مقاتل ,فرغم ان هذا العدد كبير الا انه لن يستطيع ان يفرض سيطرته وتحقيق أهدافه الا من خلال تعاونه مع أبناء الأرض ويتحقق ذلك بطريقتين :<الطريقة الاولى ان يتعاون التحالف الاسلامي مع القوى الوطنية والاسلامية في العراق التي وقفت و لا تزال ضد الاحتلال الفارسي الامريكي مما يعني امرين (الاول الاعتراف بالقوى العلمانية وبالبعث كقوة متحالفة معهم وقد يترتب على ذلك تقديم اعتذار للبعث على دور دول الخليج العربي بالاطاحة بنظامهم ومن ثمة دفع تعويضات بالاضافة للمعونة العسكرية والامر الثاني هي التعاون فقط مع القوى الاسلامية السنية مثل قوات النقشبندية ذات المسار الديني والذي لا يتعارض مع البعث بالإضافة الى هيئة علماء المسلمين وغيرها وربما بالسر مع الحزب الاسلامي.) وهي بذلك ستتواجه مباشرة مع الحكومة العراقية التي تساند وتدفع رواتب الميليشيات الارهابية في العراق وهذا ربما يأخذنا الى حرب اكبر ومواجهة مع ايران قد لا تكون عسكرية مباشرة اي جيش وانما ستدخل قوات القدس بكل ثقلها ,
اما الطريقة الثانية فتكون من خلال تعاون هذه القوات مع الحكومة العراقية التي قد توقف نشاط الميليشيات الصفوية , من اجل دفع قوات التحالف الاسلامي باتجاه الموصل لتحريرها من داعش وبذلك فان هذه القوات تكون قد دعمت الميليشيات الشيعية الارهابية !! بالاضافة الى انها ستفقد تحالفاتها مع القوى الوطنية والاسلامية السنية لانها ضد الحكومة التي نصبها المحتل وميليشياتها وربما تتحول هذه القوى لتقف على الحياد ان لم تنصر داعش!. > .
الامور معقدة فلا يجب ان يفرح البعض ويستعجل تقديم التنازلات او يتبرع بتقديم العروض المغرية المجانية ولينتظر من اجل افصاح اكثر من قبل قيادة قوات التحالف الاسلامي ..
الحل الامثل برأي هو ان تعمد هذه القوات على التحالف مع الجميع بما فيهم البعث و كل القوى الوطنية مهما كانت ضعيفة او قليلة ومع الاسلاميين السنة بجميع اتجاهاتهم ومع الشيعة العرب العراقيين ( وهذا لدينا عنه حديث اخر ) واطراف الاكراد الثلاثة وتبدأ فورا بتسليح الجميع -عدا الاكراد فلديهم الامكانيات لكنهم يحتاجون لدعم لوجستي عند حصول مواجهة- ودعمهم ماديا والعمل على انشاء قيادات وسيطة تربط الاطراف كلها بالقيادة الموحدة . لا يجب ان ننسى دعم الجبهات الداخلية للقوميات الايرانية المختلفة ان لم يكن من اجل استقلالها فان ذلك سيهز ويقلق ويربك الفرس ويضعفهم .
بذلك يشترك معظم العراقيين محبي الوطن مع هذه القوات الاسلامية المتحالفة وتتم مواجهة الخونة والطائفيين وعملاء الفرس الصفويين ممن باعوا دينهم ووطنهم رخيصا.ويكون التحرك من الرمادي شرقا وشمالا نحو تحقيق الهدف الاسمى والمعلن للقضاء على الارهاب