من المعلوم ان العراق وتركيا يرتبطان بارث مشترك يمتد لقرون فغير خاف على احد ان العراق كان احدى الدول الواقعة تحت النفوذ التركي بوجهه العثماني ولقرون عدة وغير خاف على احد ايضا ان تأثير هذه القضية ظل ساريا حتى ايامنا هذه فبين الاتراك وبين الكرد وجزء من سنة العراق روابط مشتركة مذهبية واجتماعية واقتصادية وحتى أمنية فالكل يعلم ان تركيا فتحت ابوابها لقيادات مهمة شاركت او لم تشارك في العملية السياسية في العراق ولتركيا مع العراق بشكل عام مصالح اقتصادية كبيرة فضلا عن انها تتحكم بشريان الحياة في العراق وهما نهري دجلة والفرات وهنا يأتي السؤال هل ان من مصلحة العراق الدخول في معركة وقطيعة لها اول وليس لها اخر تنهك العراق الضعيف بشكل اكبر من مما هو عليه الان ام التوصل الى تسوية تجنب البلاد والعباد ما لايحمد عقباه . فتركيا بوابة اوربا على العراق وتركيا لها ثقلها الديني والسياسي والاقتصادي وحتى العسكري فهي عضو في حلف شمال الاطلسي وجيشها يقع في المرتبة العاشرة في ترتيب الجيوش الاقوى عالميا .هذا في مايخص تركيا اما مايخص وضعنا المزري والقبيح كشعب يعيش في العراق المغضوب عليه بسبب ما اقترفه اهله فيه فنقول ان العراق وبعد ثلاثةعشر عاما لم يستطع الاستغناء عن مشتقات الالبان التركية او الملابس اوبقية المواد الغذائية والسلع الاخرى اضافة الى ما ذكرت فتركيا تعد معبرا للبضائع الاوربية الواردة الى العراق .
اما عن الامن فكلنا يعلم ان تركيا تعد احد اللاعبين الكبار والمتحكمين بأمن المنطقة فأذا ادركنا ان تركيا حليف لداعش وان تركيا تمسك بمفصل مهم من المفاصل الحياتية في العراق وان تركيا تتحكم بمصادر المياه الرئيسة وتركيا يمكنها ان تفعل بنا الافاعيل فهل من مفر من الجلوس الى طاولة حوار يمثل فيها العراق اناس لهم باع طويل في السياسة كبدلاء عن فريق ال(بياعة الكلام ) الحاليين .وهذا الفريق يمكن له التفاوض لا من منطلق الضعف بل من منطلق الحرص على مصلحة العراق والتلويح بأوراق كثيرة منها ورقة الرفض الشعبي ومقاطعة البضائع ومرة بالشكوى
لدى الامم المتحدة واخرى بالذهاب لشرب الشاي مع الرئيس بوتين كما اقترح احدهم. كل تلك المقترحات وغيرها يمكن لها ثني المفاوض التركي عن موقفه المتشدد تجاه العراق وبدل ان نجعل منه عدوا يمكن ان نجعل منه صديقا او حليفا او قل ما شئت .ولننهي هذه (الطلابة ) التي حلت على العراق في وقت هو احوج مايكون للخلاص من المشكلات المتعددة التي تحيط بشعبه.
[email protected]