19 ديسمبر، 2024 5:58 ص

مهاترات الكلام، ومثاله سعد السلمان

مهاترات الكلام، ومثاله سعد السلمان

ليست “كتابات” موقعاً شوفينياً، ولا عنصرياً، ولا طائفياً، بل هي موقع عراقي بحت، أسس لغرض أن يطرح فيه العراقيون رؤاهم عن بلدهم، وينظرون منه إلى أفق الوحدة والنهوض الحي، ذلك لأن المسألة أولاً وأخيراً مسألة شعب، يموت ليعيش. ولا نعتقد أن ذمّ الصينين، واحتقار الهنود، وكره الفلسطينيين يؤدي إلى غير الكارثة، وهذا ما حصل للعراقيين في تأريخهم الحديث. فالكارثة العظمى التي مازال العراقيون يدفعون ثمنها إلى اليوم كانت حينما أراد الرئيس المنصور أن يسترد كرامته المهانة في الجزائر، فغار على الجارة إيران. ثم سعى أكثر في العدوان، فانقض بليل على الجارة الكويت. بعد هذا نجد أن من الأمور المضحكة أن يخرج علينا سعد السلمان في موقع كتابات “بنظرته الواسعة والشاملة” كما يقول هو نفسه، فيجد أن الكفة الدولية الآن تميل لصالح أمريكا وحلفاؤها. أما لماذا فذلك لأنها “قناعة الشعوب”. لا ندري من هي هذه الشعوب التي أرادت للإمبريالية العالمية أن تسود وتنتصر؟ وفي أي مقهى تعلم سعد هذا الكلام، وهل هو سعيد إذا ما فازت أمريكا البشعة على شعوب المالديف المساكين؟ ثم يمضي سعد فيصف الدولة الجارة إيران بالبهائم، والهوام، ويبدي سعادته القصوى حين يرى كيف مرغت أمريكا إيران، ونكلت بها، واستهزأت منها. أما كيف، فلا يفيدنا سعد بشيء. نائم ورجلاه في الشمس.
وهنا فقط يبدو الغرض واضحاً فلابد من الربط بين إيران والحشد الشعبي، فهو برأي الخبير الاستراتيجي سعد، حشد سيستاني، طائفي، صفوي، سلطوي. وكأن شهداء الحشد ليسوا عراقيين مثله، وهو يعرف جيداً أن لولا رجال الحشد لما وجد هو أصلاً، ولكانت داعش تحكم في الكويت وأبعد من الكويت. ثم يعود خبيرنا من جديد إلى إيران فيقول كلما ضعفت إيران بادرت أمريكا بضربها حتى تنهار، ويصل الأمر بأمريكا إلى احتلال مشهد وقم وطهران. ذلك لأن أيران غبية، وأمريكا ذكيه… هذا هو قول الخبير في الشؤون الإيرانية سعد السلمان، لا قولنا نحن، فلا تؤاخذونا رجاءً.
هل منكم من يفرح حين تحتل أمريكا إيران كما احتلت العراق، وتنكل بالإيرانيين كما نكلت بالعراقيين غير سعد هذا؟ 

أحدث المقالات

أحدث المقالات