26 نوفمبر، 2024 2:42 م
Search
Close this search box.

لماذا الطائفية وليس الإنسانية هي المحرك ؟!‎

لماذا الطائفية وليس الإنسانية هي المحرك ؟!‎

يتعرض الكثير من أبناء المعمورة للظلم والاضطهاد والقتل والترويع على أيدي السلطات أو على يد مليشيات أو تنظيمات إرهابية ولنا في ما يحدث في بورما وفي الصومال وفي سوريا والعراق ونيجيريا وغيرها من بلدان العالم من مجازر شبه يومية, لكن الغريب بالأمر إن كل تلك المجازر لم تحرك ضمير أي مسؤول دولي أو حكومي أو قيادي ديني, بل نجد إن من ينتفض من هؤلاء لهذه المظلوميات من أجل المصلحة ومن أجل المنفعة ومن أجل التحزب والطائفية, وليس من أجل الإنسانية, الشيعي ينتفض للشيعة فقط, والسني ينتفض للسنة فقط, والمسلم للمسلم والمسيحي للمسيحي, وليس الإنسان من أجل الإنسان !!!.

ولنا في دعوات بعض مدعي القيادات الدينية في العراق للخروج بتظاهرات في يوم الجمعة القادمة من أجل التعبير عن رفض ما يتعرض له الشيعة في نيجيريا ؟؟!! فلماذا لم تخرج هذه التظاهرات مثلا لرفض ما يتعرض له مسلمي بورما من ابادة جماعية يومية ؟؟!! لماذا لم تخرج هذه التظاهرات للمطالبة بحقوق النازحين العراقيين الذين يعانون من فقدان ابسط مقومات الحياة وتُركوا للموت تحت البرد القارس والجوع الشديد ؟؟!! لكن وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في إحدى محاضراته…

{{ … عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم وهو المسير للأمور وهو المؤصل للقتل والتقتيل والإجرام والتكفير ، ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر يكون المعروف منكراً ويكون المنكر معروفاً ، يرون المعروف منكراً المنكر معروفاً فيعمل المنكر يعمل القبائح يقتل الأبرياء ، يسحل الجثث يحرق الجثث يعتدي على الأعراض يفجر الناس…}}.

فمادامت الطائفية هي الحاكمة والمسيطرة على الفكر والعقل البشري فيلغى شيء اسمه إنسانية, فبالأمس القريب عثرت الشرطة العراقية على جثامين خمسة أشخاص من عائلة نازحة في محافظة صلاح الدين قضوا بسبب البرد والجوع بحسب تقرير الشرطة العراقية فأرواح هؤلاء المساكين والذين توجد مثلهم مئات بل آلاف الحالات تعاني البرد القارس والجوع والحرمان من ابسط مقومات الحياة.

فأين هذه القوى العراقية عن أبناء بلدها وشعبها ؟ لماذا اتخذت جانب الصمت عن مأساة النازحين والمهجرين ممن يعانون الإهمال, والذين أصبحوا بهكذا حال بسبب فساد السياسيين وطائفية المتصدين للقيادة الدينية ” اللادينية” وأين مرجعية السيستاني وما هو الذي قدمته للنازحين والمهجرين ؟؟!! لماذا إنّصبَ اهتمامها على بناء المدارس الدينية ” اللادينية ” وبتكلفة مليارات الدولارات ولا تهتم للنازحين ؟؟!! لماذا تدعو لجمع التبرعات لحشدها الطائفي فقط وتغض الطرف عن مأساة النازحين ؟! فلو دعت للتبرع للنازحين أيضا فهل يبقى نازح بحالة من العوز ؟؟!!.

و أين الحكومة العراقية من معاناة النازحين ؟ واخص العبادي أين أنت من النازحين ؟ فهم يا ” أبو يسر ” لا يملكون لقمة العيش ولا يجدون ما يقيهم من البرد فكيف يوصلون صوتهم وشكواهم لك عن طريق صفحتك التفاعلية؟؟!! وأين الأموال التي خصصت لهم ؟ وأين صرفت ؟ ولماذا إلى الآن لم تصرف لهم تلك الأموال يا سليم الجبوري ؟! الم تقولوا وتذيعوا بالأخبار ووسائل الإعلام إن صلاح الدين تم تحريرها أو تحرير اغلب مناطقها فلماذا لا ترجعون هؤلاء المساكين إلى منازلهم وأراضيهم كي يعيلوا أنفسهم ؟! أم إن انتصاراتكم فقط إعلامية زائفة ؟!.

فهؤلاء في رقبة مَن ؟ وفي ذمة مَن ؟ ومَن يتحمل مسؤولية موتهم ؟! ولماذا لم ينتفض لهم أحد كي يطالب لهم بحقوقهم المسلوبة والمنهوبة, لماذا لم ينتفض احد لهم ويقلل من معاناتهم التي أصبحت باباً من أبواب فساد المسؤولين, حيث الاختلاس والسرقة بإسم النازحين والمهجرين!!.

أحدث المقالات