العلاقات وما لها من تأثير قد تناولتا افكار وكتابات اهل الاختصاص في مجال علم الاجتماع ، ونجاح الانسان في التعايش هي تلك المهارات المكتسبة من خلال التعامل مع نظيره الانسان بمختلف أفكاره واعتقاده وسلوكه ، ليحظى بالارتياح النفسي من خلال الخطوات العملية في اقامة تلك الروابط والتي منها يكون الفرد منفتحا على المجتمع الذي حوله .
والاسلام فتح الباب في هذا المجال على مصراعيه ليتناول تلك المرحلة المهمة في تثبيت العلاقة بين المجتمع على اختلاف الوانه ، في اطار التعايش على مستوى الفرد او العائلة او المجتمع ليكون الاطار العام لتلك العلاقة نموذجا في الحياة ، فقد جاء في الكتب عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال (0 الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )) فرسمت معالم التعايش بين الامم والشعوب .
والعلاقة التي نود بحثها وتحليلها هي تلك العلاقة التي ما فتأت ان تكون بين مد وجزر بين الامة الواحدة ، الشيعة والسنة وما بينهما من اختلافات في الفكر واتحاد في الهدف وهي عبادة الخالق الاوحد .
فنرى ان في السنوات الماضية قد وصلت الى اوج افتراقها وتنافرها وهذا واقع الحال بعيدا عن المجاملات او التصريحات التي من شأنها ان تدر على صاحبها الارباح والمنافع والتي تريد تصنيع الوفاق ولتلائم ،
ومن خلال متابعة الاحداث فان في الافق قد بانت ريح التغيير في هذه العلاقة لتكون تغييرا لمسارها بعد ان وصلت امام مفرق طرق اودت بتشنج الاوضاع وما نتج عن سياسة المتصديين للقيادة الشيعية السياسية منها والدينية ليكون النمر القشة التي قصمت ظهر البعير لهذه العلاقة ومدى التعايش ما بين الفرقاء في الفكر والعقيدة الّا بوجود منقذ يكون سندا لتلك الريح العاتية التي تعصف بالأمة اجمعها وما للسياسات والاعلام الممنهج في تأجيج الوضع وتأزمه ، فالحل يكون على يد من ينتهج منهج الاعتدال والوسطية من قيادات الدين الشيعة ليكون سفينة نجاة تلك العلاقة والتعايش وتهدئة الاوضاع وما يتصف به من حنكة ومواقف متميزة قد بانت على مواقفه واعتداله وأدبياته والتي من شانها ان تعصم دماء المسلمين من السفك والقتل والانفعالات النفسية التي اوجدتها تحركات وافعال الواقع .
وان جميع العلاقات الإنسانية الصحيحة تقوم على أساس مشترك مِن المحبة الصادقة النابعة مِن القلب، والتي تشكّل حافزًا لتلك العلاقات وتؤدّي إلى قوّتها ونجاحها وديمومتها. المحبّة كلمةٌ صغيرة ولكنها تحمل في طيّاتها معانٍ ودلالات كثيرة وعظيمة تنعكس على الإنسان وعلى علاقاته مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع ككل. كما أنّ حرمان الإنسان مِن تلك المحبة يُفقده التوازن في سلوكه وعلاقاته.
ومع وجود مشروع تغييري استراتيجي لولادة تحالف اسلامي من شأنه أن يحد من عاصفة التطرف والانحراف الفكري فان ذلك يجعل من هذا المشروع قد يواجه صعوبة ومقبولية من قبل الشيعة ومالهم من ثقل ووجود في العالم الاسلامي ، فكان من الضرورة البحث عن المنقذ من حكماء الشيعة ورجالها المعتدلين والذي يمكن ان يكون رجل التاريخ في تقريب الافكار وحيادية الموقف وان كان غير مقبولا من قبل الشيعة وزعاماتها السياسيين لاختلاف الراي والموقف وهذه نتيجة حتمية لما يوجد من سياسات .وهذا من بديهية العقل ورجاحة الفكر .