انتهت مباحثات عراقية تركية في بغداد اليوم هدفت الى نزع فتيل الازمة بين البلدين من دون اعلان نتائج . فقد انتهى في بغداد مساء الخميس اجتماع عقده وفد تركي رفيع يضم رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدال ومستشار وزارة الخارجية فريدون سينرلي أوغلو مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري بعد ان استمر ثلاث ساعات. وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية ان الاجتماع قد استمر لثلاث ساعات وتركز على قضية تواجد قوات تركية قرب الموصل من دون ذكر النتائج التي تمخض عنها الاجتماع .
لكن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اكد في اعقاب الاجتماع ان دخول القوة العسكرية التركية الى الاراضي العراقية كان دون علم الحكومة العراقية ومن دون طلب او اذن من السلطات الاتحادية العراقية. وقال ان اي تصريح عدا ذلك ومن اي جهة صدر غير حقيقي ولايستند الى معلومات دقيقة ويقصد منه خلط الاوراق وتضليل الراي العام .. مشيرا الى ان الحديث عن مهام التدريب وتواجد القوات العسكرية لن يضيع حقيقة الخرق الفاضح للسيادة العراقية من قبل الجانب التركي.
وفي وقت سابق اليوم اجتمع الجعفريّ مع سفراء الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن المُعتمَدين لدى العراق حيث ابلغهم بأن ما قامت به تركيا في اختراق حدود العراق بقوات عسكرية تجاوز للخطوط الحمراء مُطالِباً بضرورة إنهاء هذا الانتهاك الخطير وانسحاب القوات التركـيّة من الأراضي العراقـيّة داعياً إلى ضرورة وقوف المُجتمَع الدوليّ وتحمُّل مسؤولـيّاته تجاه العراق وتبنـِّي قرار في مجلس الأمن الدوليِّ يرفض هذا التدخـُّل السافر في العراق كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته عقب الاجتماع.
وخلال الاجتماع أكـَّد السفير الأميركيّ أنَّ موقف بلاده واضح تجاه دعم العراق وهو رفض وجود أيِّ قوات عسكريّة إلا بموافقة الحكومة العراقـيّة.. فيما أشار السفير البريطانيّ إلى أنَّ بلاده ستـُواصِل دعمها للعراق، والعمل مع البلدان الصديقة بكلِّ ما من شأنه الحفاظ على وحدة، وسيادة العراق.
ومن جهته قال السفير الصينيّ أنَّ بلاده تـُتابع بأهمّـيّة بالغة ما يحدث في الساحة العراقـيّة وتـُشدِّد على ضرورة عدم المساس بالسيادة العراقـيّة.. بينما قال السفير الروسيّ أنَّ ما قامت به تركيا كان مُفاجئاً للجميع وفي حال فشل المُفاوَضات المُباشِرة بين العراق وتركيا ستتبنى بلاده طرح الموضوع في مجلس الأمن الدوليّ مجدداً.
اما القائم بأعمال السفارة الفرنسيّة فقد اكد رفض بلاده لما قامت به تركيا من خرق لسيادة العراق ودعمها للحلول الدبلوماسيّة بين البلدين .. واوضح ان الدول التي تعمل ضمن التحالف الدوليِّ في محاربة تنظيم داعش تساعد العراق من خلال طائراتها وهذا كلـُّه لم يتمَّ إلا بموافقة الحكومة العراقـيّة.
وفي الختام ثمن الجعفريَّ مواقف الدول الدائمة العضويّة في مجلس الأمن الدوليِّ المُسانِدة للعراق مُرحِّباً بإجماع الدول الدائمة العضويّة على رفض الانتهاك التركيِّ واستعدادهم لدعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه.