كشفت مصادر مطلعة، عن وجود خلافات بين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وعدد من كبار المسؤولين، بينهم نواب رئيس الوزراء الثلاثة ووزير الخارجية، بشأن مصير المئات من عناصر حمايتهم، الذين يريد القائد العام للقوات المسلحة سحبهم.
ويبدو ان رئيس الوزراء حيدر العبادي عجز عن جمع شتات قوات حماية المنطقة الخضراء، على الرغم من إعادة هيكلة الافواج والالوية داخل المنطقة، وفقا لـ “واي نيوز”، التي أوردت أن إعادة الهيكلة في أفواج حماية المنطقة الخضراء، أسفرت عن اكتشاف قائمة جديدة لجنود “فضائيين”، فيما أحيل عدد من الضباط المتورطين الى التحقيق.
وبينما حدد القائد العام للقوات المسلحة قوام اعداد الحمايات لرئيس الجمهورية ونوابه والوزراء والنواب والوكلاء وغيرهم، عمد وزراء اخرون ورئيس الوزراء السابق الى الضغط على العبادي للاحتفاظ بعدد اكبر من الحمايات.
وبعد دمج العبادي الوية 56 و 58 و61 المكلفة بحماية المنطقة الخضراء في لواء واحد، بهدف ارسال اعداد منهم للمهمات القتالية، تم الكشف عن عدد من “الفضائيين”، وعلى اثره قرر العبادي معاقبة بعض الضباط الكبار المتورطين في صنع ظاهرة “الفضائيين” داخل الالوية المذكورة.
وكشف مصدر امني رفيع عن “تحديد العبادي اعداد حمايات نواب رئيس الجمهورية وعدد من الوزراء البارزين بمائة جندي فقط، لاسترجاع اكثر من 1600 جندي تمسك بهم نواب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية فقط”، مضيفا ان “نحو 450 جنديا من لواء المنطقة الخضراء منسبين على مكتب إبراهيم الجعفري وزير الخارجية، إضافة الى 700 اخرين منسبين على مكتب نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية، و400 اخرين على مكتب اياد علاوي نائب رئيس الجمهورية، و150 منهم منسبين على مكتب أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية”.
وبين المصدر ان “القائد العام للقوات المسلحة انهى تنسيب الجميع، وامرهم بالعودة الى مقر اللواء، الا ان النواب ووزير الخارجية اصروا على بقائهم لحين التوصل الى اتفاق بينهم وبين العبادي يقضي ببقاء بعضهم”، مشيرا الى ان “العبادي قرر مؤخرا الإبقاء على 100 فرد منهم فقط مع المسؤولين المذكورين، لكن ذلك لم يرق لاحد منهم”. وزاد ان “المالكي طلب الإبقاء على عديد الجنود المنسبين معه، في حين طلب الجعفري بقاء 250 شخصا من اصل 450 منهم”، متوقعا ان يتم التوصل الى اتفاق بشأن الحمايات قريبا. وتابع ان “بعض الاليات التابعة للواء حماية المنطقة الخضراء ما تزال بحوزة نواب رئيس الجمهورية، وبعضها تم سحبها الى مكاتب بعضهم خارج المنطقة الخضراء”، موضحا ان “امر العبادي يقضي بسحب كل الاليات والأسلحة ومعاقبة الجنود الذين لا يمتثلون لاوامر القائد العام للقوات المسلحة، واعتبارهم مفصولين في حال عدم التحاقهم بمقر اللواء في قلب المنطقة الخضراء”.
واستدرك بالقول “لكن العبادي لم يقدم على فصل أي احد من الجنود الذين بقوا في حمايات المسؤولين، لحين ترتيب أمور انفكاكهم”. وبين المصدر ان “العبادي كان ارسل المئات من الجنود المنتسبين للواء المنطقة الخضراء الى جبهات القتال، واستشهد العديد منهم”، منوها الى ان “المحسوبيات والمنسوبيات تلعب دورا داخل اللواء، وتحدد من يتم ارسالهم لمهمات قتالية دون غيرهم”.
وكشف المصدر عن “وجود فضائيين في الوية 56 و 58 و61 بالمنطقة الخضراء، وتم إحالة بعض الضباط للجان تحقيقية لتورطهم بالموضوع”، رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل.