قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن لا عفو عن كل من تسبب بسقوط مدينة الرمادي بيد داعش، معلناً انه سيتسلم معلومات مفصلة عن حادث مقتل 9 جنود عراقيين بقصف خاطيئ من التحالف الدولي، فيما عبّر التحالف عن أسفه لسقوط ضحايا عن طريق الخطأ، مؤكدًا بأن رداءة الطقس أدت إلى حدوث هذا الخطأ.
وأعلن وزير الدفاع خالد العبيدي، اليوم السبت، تشكيل لجنة للتحقيق بحادثة قصف التحالف الدولي لقوات عراقية قرب مدينة الفلوجة، مبينًا ان القصف اسفر عن مقتل تسعة جنود من الجيش العراقي بينهم ضابط، مؤكدا ان القوات العراقية على اعتاب تحرير مدينة الرمادي العاصمة المحلية للأنبار من قبضة تنظيم داعش الذي لم يعد يسيطر الا على 17 بالمئة من الأراضي العراقية، بعد ان كان يحتل 40% منها في اعقاب سقوط الموصل.
نيران صديقة
وقال العبيدي في مؤتمر صحفي إن “الوزارة شكلت لجنة تحقيقية لمعرفة اسباب قصف طيران التحالف للقطعات المتقدمة من الجيش العراقي قرب الفلوجة”، مشيرا الى ان “القصف اسفر عن مقتل تسعة جنود بينهم ضابط”، واضاف: “طيران التحالف يساند القطعات الارضية بسبب عدم قدرة طيران الجيش العراقي على الرؤية لسوء الاحوال الجوية”.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، قد اتهم طيران التحالف الدولي بقصف مقر لواء من ألوية الجيش العراقي جنوب الفلوجة، فيما طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح “تحقيق فوري” في ذلك، ووصف الحادث بـ “الجريمة النكراء”، وطالب بـ “محاكمة” الطيار الذي قصف القوة.
اعتذار
وأعلن التحالف الدولي، اليوم السبت، عن فتح تحقيق بقصف طائراته لجنود عراقيين قرب الفلوجة، فيما اكد ان جميع الضربات الجوية تجري بموافقة الحكومة العراقية، وأفاد في بيان اطلعت “ايلاف” على نسخة منه، ان “قوات التحالف قامت وبناء على طلبات ومعلومات من قوات الأمن العراقية بضربات جوية ضد تنظيم داعش قرب الفلوجة في العراق”.
وأشار البيان الى ان “التحالف الدولي يتأسف ويعتذر عن مقتل ضابط وتسعة جنود عراقيين وإصابة مجموعة اخرى من الجنود في لواء 55 بسبب نيران صديقة بالقرب من منطقة النعيمية قرب الفلوجة”، وفيما قدم التحالف الدولي تعازيه على ما وصفها “الخسائر المؤسفة في أرواح قوات الأمن العراقية على الخطوط الأمامية في المعركة ضد داعش”، فانه اكد “بدء تحقيق شامل لتحديد الوقائع، وقد دعينا رسمياً العراقيين للمشاركة في التحقيق”.
وأضاف البيان ان “جميع ضرباتنا الجوية تجرى بموافقة الحكومة العراقية من أجل مساعدتهم في قتالهم ضد تنظيم داعش ونحن نتخذ التدابير الضرورية لتجنب هذه الانواع من الحوادث وحماية شركائنا في نفس الوقت وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا لم تكن هناك أي حوادث سابقة من نيران صديقة في العراق خلال مسار عملية العزم الصلب”، مؤكداً ان “التحالف ملتزم بسلامة قوات شركائنا العراقيين في الوقت التي تواصل فيه هذه القوات تدمير عدونا المشترك”.
رداءة الطقس
وحملت قيادة العمليات المشتركة رداءة الطقس في قضاء الفلوجة، مسؤولية ضرب طيران التحالف الدولي للقطعات الامنية في المنطقة، وذلك بحسب بيان لخلية الاعلام الحربي، لفت الى ان الحادث وقع أثناء تقدم قوة من الفوج الثالث لواء ٥٥ شرقي عامرية الفلوجة وبعد ان حررت مواقع استراتيجية مهمة وقتلت اعدادا كبيرة من تنظيم داعش .
وتابع البيان، أنه “واثناء عملية التقدم وبسبب احوال الطقس لم يستطع سلاح الجو العراقي من توفير الدعم الجوي اللازم لقواتنا، وتم طلب اسناد جوي لها من طيران التحالف الدولي حيث وجه التحالف ضربتين للعدو اوقعت خسائر كبيرة في صفوف الارهابيين مما دفع قواتنا للتقدم السريع واشتباكها مع العدو بمسافات قريبة تعد بالأمتار”.
وأضاف أنه “حصل بعدها تداخل بين قواتنا وداعش، اثناء توجيه ضربة جوية ثالثة من قبل طيران التحالف التي حصلت من دون تحديث لمسافات التقدم ولعدم امكانية التمييز من الجو وقعت اصابات في قواتنا أيضا”.
على اعتاب الرمادي
وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع خالد العبيدي ان القوات العراقية على اعتاب تحرير مدينة الرمادي العاصمة المحلية للأنبار من سيطرة تنظيم داعش، مبيناً ان قوات مشتركة من الجيش والشرطة ومقاتلون من عشائر الانبار يقومون بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش لاستعادة مدينة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم في آيار الماضي بعد انسحاب للقوات الأمنية من هناك.
وقال العبيدي في مؤتمر صحفي بحضور جميع مسؤولي وزارة الدفاع لتقييم مجمل نشاطات الوزارة والمعارك خلال عام 2015 ، إن “قوات الجيش العراقي أصبحت على اعتاب تحرير الرمادي من سيطرة داعش الذي لم يعد يسطر الا على 17 بالمئة من الأراضي بعد ان كان يحتل 40 بالمئة من الاراضي العراقية.
وعن احصائيات ونتائج العمليات العسكرية التي تخوضها القوات الأمنية قال العبيدي، ان “التنظيم تكبد أكثر من 1500 عجلة تحمل مدافع رشاش أحادية تمّ احراقها، إضافة الى تدمير أكثر من 370 صهريجاً مفخخاً وحاملاً للوقود، وتفجير نحو 250 منزلاً ملغماً”.
وقال ان “العراق سيشهد تحرير كامل اراضيه من داعش خلال عام 2016 ” معلنا ان طيران الجو العراقي نفذ 18 الف طلعة جوية خلال العام 2015 .
وفيما ابدى استعداده استقبال أي مواطن يبلغ عن الفساد، فانه اكد الغاء 18عقدا بقيمة 18 مليار دولار وتعويضها بـ 36 عقد لبت الحاجة والعتاد الذي استوردت بقيمة 600 مليون دولار فقط وهو اقل بكثير من المبالغ السابقة، وذلك في سياق عرضه لعقود التسليح.
لا عفو
وشدد العبيدي على انه ليس ثمة عفو عن المتورطين بسقوط الرمادي وان رئيس الوزراء حيدر العبادي هو صاحب القرار في ذلك، لكنه لفت أيضا الى زج ضباط كبار في الحشد العشائري لتدريب عناصره وتأهليهم، وأكد سيطرة الجيش على المحور الشمالي لمدينة الرمادي.
وأوضح، أنه “بسبب النقص الحاصل بالقوات البرية بدأنا نستعين بالحشد الشعبي”، لافتا الى “توفير معسكرات ومقرات تدريب للحشد الشعبي”. وأكد، أن “الجيش العراقي لديه انجازات كبيرة ولن يموت أبداً”، مبيناً أن “الجيش سيقوم بتحرير جميع الاراضي العراقية في العام المقبل”.