وبعد إلحاح وترغيب من قبل نقيب المباحث السعودي ( أبو لافي ) والعميل المنافق ( (سيد ) كريم الحصونة / من سكنة محافظة الناصرية ) وبعد أن شربنا الشاي سوية قلت لهما : شربتما الشاي وقمت بواجبي بالضيافة فأنسى ماقلت يا أبا لافي وأسمعني لو صادفت أهلي مرة أخرى قل لهم ينسوني خلاص لأني أختلفت معهم قبل لجوئي لكم بأيام ، ثم كرر طلبه عدة مرات الى أن يئس وغادرني وأحسست حينها بخطورة الموقف وقرب اللقاء بوفيق السامرائي مع استمرار حملات الأعتقالات الليلية داخل المخيم . وفي ليلة كنت نائماً واذا بي أصحو على ركلات أقذر خلق الله من كلاب المباحث السعودية حيث انهالوا عليّ بأخمص البنادق مع نباحهم ( گِم گِم ) يعني ( قُم ) ثم أقتادوني الى سيارتهم ، نظرت حولي فرأيت ما يقارب 10 سيارات في حملة اعتقالات بقيادة ملازم أول فايز السعودي ،سألته عن السبب فلم يرد !!! كان ذلك في الساعة 2:30 ليلاً ، سلمت أمري لله وألتزمت الصمت ، وبعد أن تم اعتقال المزيد من المطلوبين من قبل وفيق السامرائي( الذي أصبح بعد سقوط اِلهَهُ الصنم مستشاراً أمنياً للرئيس جلال الطلباني ) تم التوجه الى مقر المباحث في مقر قيادة المعسكر السعودي المشرف على مخيم اللاجئين ،أمرونا بالترجّل من السيارات والإنبطاح على الأرض وأنهالوا علينا بالضرب بوحشية دون سبب !!!! وفي فجر تلك الليلة خرج شخص من الكرفان من مكتبه وقال : مين فيكم استاذ كامل ؟؟ قلت : نعم ، فقال : تفضل عندي بالمكتب . ذهبت لمكتبه وعرّفني بإسمه نقيب مباحث عبد العزيز( الله أعلم بصحة منصبه وأسمه ) المهم قال : حِنّا آسفين يا أستاذ أعتقلناك استناداً الى تقرير اخباري من خويّك كريم الحصونة يقول انك تتاجر بالمخدرات وتؤوي متسللين من العراق وحِنّا فتشنا خيمتك وما وجدنا فيها شي !!!!! قلت له : تقصد ما وجدتوا متسللين ولا مخدرات ؟ قال : لا والله ما وجدنا الا الخير . قلت : ألم يقل الله في كتابه ( …..ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ؟؟ قال : بلى والله . قلت : فكيف تصدقون الفاسقين ؟؟؟ قال : ( والله يا أخي حِنا ما كنا نعرف تقارير اخبارية وما نفهم فيها لكن أنتم علمتونا وشوف بعينك هاذي الصناديق كلها تقاريركم ولو تعدها تطلع أكثر من عددكم وكأن كل واحد كاتبين عليه خمسة أشخاص والا عشرة والعياذ بالله ) ،ثم قال المهم نعتذر ونوصلك الحين لخيمتك ، ثم نادى على الجندي السائق وأوصلني الى خيمتي ، دخلت الخيمة واذا بها مقلوبة رأس على عقب وتناثر كل ما فيها !!!! كفرت حينها بالعراق وبشعب العراق ولعنت أجدادنا الذين ظلموا الحسين وأهله وأحفادهم الذين ظلموني وظلموا أكثر من 2500 من خيرة الشباب المثقفة بإبعادهم الى الحدود لإعدامهم ، وظلموا كل ضحايا المقابر الجماعية في زمن البعث بتقاريرهم الأخبارية ، المهم نمت قليلاً لأنسى آلام جلد الكلاب السعوديين وجرح المنافقين العراقيين الذي لازال ينزف ، وبعد فترة أستيقظت من النوم ولملمت أشيائي المبعثرة وحمدت الله على عودتي دون اللقاء بوفيق السامرائي ، ولا أعرف الى أين أخذوا الشباب وماذا حل بهم (يرحمهم الله) ، المهم أنتظرت حتى الساعة التاسعة صباحاً حيث وقت جولة جون ممثل الأمم المتحدة بسيارته في المخيم ، رأيته قادما بسيارته فوقفت في وسط الطريق وأوقفته ، قال : ما الأمر ؟ فأخبرته بما جرى ليلة أمس وأطلع على آثار الجلد على ظهري وأخبرته بموقفي من نظام صدام وصدور أحكام الأعدام بحقي عن لجوئي ولجوء كل جندي وسلاح كل جندي والتجهيزات ووووألخ . قال : سأذهب حالاً الى قائد المعسكر وأعود لك بعدها ، أعطني رقم الخلية والمربع ، فأعطيته ، ثم أدار سيارته ليعود الى قيادة المعسكر لاغياً جولته في المخيم. وبعد أقل من ساعتين عاد لي وقال : تحدّثت لقائد المعسكر وضباطه وأستنكرت ما حدث وطلبت منهم أنهم لن يتعرضوا لك وأوعدتهم أني سأرشحك لأقرب وفد قادم للمعسكر وهو الوفد الكندي فأطمئن ستغادر المخيم قريباً . شكرته كثيرا وغادرني ، وأحسست بمشاعره وخوفه عليّ أكثر من أبناء شعبي . وبعد دقائق زارني عدد من الضباط العراقيين وبعض اللاجئين للأطمئنان وجاء المنافق كريم الحصونة قائلاً : ( سلامات يا طيب مابيك غير العافية ، شلون صارت هيج والله بالحرام ما عرفت الا هسه الجماعة گالولي شنهي سبب أعتقالك ؟ ) ، قلت : ولايهمك بسيطة ، المنافقون الخنازير القذرة يملئون المخيم وأرادوا قتلي لكن الله كان معي . بلعها وأستأذن وولّى ، وتصاعد القلق حينها وبدأت مرحلة جديدة بالتنقل في خيم بعض الأصدقاء تحاشياً لعملية الأعتقال والإبعاد ، فيوم في خيمة غسان ويوم في خيمة ناجي وهكذا الى أن جاء الوفد الكندي وأعلن الأسماء ووجدت اسمي في قوائم المقابلات وحمدت الله وقابلت الوفد في يوم الجمعة 24/3/1995 ولازال الخطر قائماً ولازلت أتنقل بين الخيم وبعد فترة ظهرت نتائج المقابلة وتم قبولي والحمد لله ،وفي يوم الأثنين 26/6/1995تم ارسالنا الى المستشفى لغرض الفحص الطبي وتم بعون الله ، وفي يوم الأربعاء 22/11/1995 تم إملاء استمارة السفر مع تزويدهم بصورة وما بقي الا السفر ، وفي يوم الأحد 3/12 /1995 وفي الساعة 1:15 ظهراً صعدنا الباصات وغادرنا المخيم متوجهين الى مطار رفحاء ، وصلنا المطار في الساعة 1:45 في جو ممطر صعدنا الطائرة وأقلعت في الساعة 4:20 عصراً متجهة الى مطار الظهران ووصلنا في الساعة 5:35 عصراً ، وفي الساعة 10:15 ليلاً نمت قليلاً في قاعة المطار وأستيقظت فجأة على طرق باب بيتي وكان حلماً فحمدت الله !!! وفي الساعة 1:15 استلمنا أوراق الهجرة في مطار الظهران وفي 3:10 ليلاً أقلعت بنا طائرة الخطوط الهولندية KLM متوجهة الى أمستردام / هولندا ، طارت الطائرة وحلقت في سماء السعودية وكان معي الصديق ناجي البغدادي ، سألني : هل أنت مطمئن الآن ؟ قلت : لا ، أنا لا ولم ولن أئمن العرب وهم أشد كفراً ونفاقا ، قد تهبط الطائرة في بغداد والله أعلم ، وأستمرت الطائرة في التحليق وقال الطيار أننا عبرنا حدود السعودية ، فقال ناجي : مبروك . قلت لاتفرح حتى يأتيك اليقين فنحن الآن في سماء عراقنا الحبيب أو قريب منها !!! وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات من الطيران قلت لصاحبي : الآن بدأت أتنفس بعدما عبرنا بلاد العُرب أوطاني !!!!وبعد 7 ساعات تقريباً بدأت الطائرة بالهبوط تدريجياً وأقتربت من مدينة أمستردام الجميلة نظرت من نافذة الطائرة ورأيت البنايات والطبيعة الرائعة فأدمعت عيناي دون إرادتي وقلت لصاحبي : الحمد لله لقد نجونا من القوم الظالمين ، توقفنا في أمستردام (ترانزت) وذهبنا الى أقرب هاتف للأتصال بالأهل في بغداد ولأول مرة بعد خمسة سنين !!!!! . يتبع
[email protected]
وبعد إلحاح وترغيب من قبل نقيب المباحث السعودي ( أبو لافي ) والعميل المنافق ( (سيد ) كريم الحصونة / من سكنة محافظة الناصرية ) وبعد أن شربنا الشاي سوية قلت لهما : شربتما الشاي وقمت بواجبي بالضيافة فأنسى ماقلت يا أبا لافي وأسمعني لو صادفت أهلي مرة أخرى قل لهم ينسوني خلاص لأني أختلفت معهم قبل لجوئي لكم بأيام ، ثم كرر طلبه عدة مرات الى أن يئس وغادرني وأحسست حينها بخطورة الموقف وقرب اللقاء بوفيق السامرائي مع استمرار حملات الأعتقالات الليلية داخل المخيم . وفي ليلة كنت نائماً واذا بي أصحو على ركلات أقذر خلق الله من كلاب المباحث السعودية حيث انهالوا عليّ بأخمص البنادق مع نباحهم ( گِم گِم ) يعني ( قُم ) ثم أقتادوني الى سيارتهم ، نظرت حولي فرأيت ما يقارب 10 سيارات في حملة اعتقالات بقيادة ملازم أول فايز السعودي ،سألته عن السبب فلم يرد !!! كان ذلك في الساعة 2:30 ليلاً ، سلمت أمري لله وألتزمت الصمت ، وبعد أن تم اعتقال المزيد من المطلوبين من قبل وفيق السامرائي( الذي أصبح بعد سقوط اِلهَهُ الصنم مستشاراً أمنياً للرئيس جلال الطلباني ) تم التوجه الى مقر المباحث في مقر قيادة المعسكر السعودي المشرف على مخيم اللاجئين ،أمرونا بالترجّل من السيارات والإنبطاح على الأرض وأنهالوا علينا بالضرب بوحشية دون سبب !!!! وفي فجر تلك الليلة خرج شخص من الكرفان من مكتبه وقال : مين فيكم استاذ كامل ؟؟ قلت : نعم ، فقال : تفضل عندي بالمكتب . ذهبت لمكتبه وعرّفني بإسمه نقيب مباحث عبد العزيز( الله أعلم بصحة منصبه وأسمه ) المهم قال : حِنّا آسفين يا أستاذ أعتقلناك استناداً الى تقرير اخباري من خويّك كريم الحصونة يقول انك تتاجر بالمخدرات وتؤوي متسللين من العراق وحِنّا فتشنا خيمتك وما وجدنا فيها شي !!!!! قلت له : تقصد ما وجدتوا متسللين ولا مخدرات ؟ قال : لا والله ما وجدنا الا الخير . قلت : ألم يقل الله في كتابه ( …..ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ؟؟ قال : بلى والله . قلت : فكيف تصدقون الفاسقين ؟؟؟ قال : ( والله يا أخي حِنا ما كنا نعرف تقارير اخبارية وما نفهم فيها لكن أنتم علمتونا وشوف بعينك هاذي الصناديق كلها تقاريركم ولو تعدها تطلع أكثر من عددكم وكأن كل واحد كاتبين عليه خمسة أشخاص والا عشرة والعياذ بالله ) ،ثم قال المهم نعتذر ونوصلك الحين لخيمتك ، ثم نادى على الجندي السائق وأوصلني الى خيمتي ، دخلت الخيمة واذا بها مقلوبة رأس على عقب وتناثر كل ما فيها !!!! كفرت حينها بالعراق وبشعب العراق ولعنت أجدادنا الذين ظلموا الحسين وأهله وأحفادهم الذين ظلموني وظلموا أكثر من 2500 من خيرة الشباب المثقفة بإبعادهم الى الحدود لإعدامهم ، وظلموا كل ضحايا المقابر الجماعية في زمن البعث بتقاريرهم الأخبارية ، المهم نمت قليلاً لأنسى آلام جلد الكلاب السعوديين وجرح المنافقين العراقيين الذي لازال ينزف ، وبعد فترة أستيقظت من النوم ولملمت أشيائي المبعثرة وحمدت الله على عودتي دون اللقاء بوفيق السامرائي ، ولا أعرف الى أين أخذوا الشباب وماذا حل بهم (يرحمهم الله) ، المهم أنتظرت حتى الساعة التاسعة صباحاً حيث وقت جولة جون ممثل الأمم المتحدة بسيارته في المخيم ، رأيته قادما بسيارته فوقفت في وسط الطريق وأوقفته ، قال : ما الأمر ؟ فأخبرته بما جرى ليلة أمس وأطلع على آثار الجلد على ظهري وأخبرته بموقفي من نظام صدام وصدور أحكام الأعدام بحقي عن لجوئي ولجوء كل جندي وسلاح كل جندي والتجهيزات ووووألخ . قال : سأذهب حالاً الى قائد المعسكر وأعود لك بعدها ، أعطني رقم الخلية والمربع ، فأعطيته ، ثم أدار سيارته ليعود الى قيادة المعسكر لاغياً جولته في المخيم. وبعد أقل من ساعتين عاد لي وقال : تحدّثت لقائد المعسكر وضباطه وأستنكرت ما حدث وطلبت منهم أنهم لن يتعرضوا لك وأوعدتهم أني سأرشحك لأقرب وفد قادم للمعسكر وهو الوفد الكندي فأطمئن ستغادر المخيم قريباً . شكرته كثيرا وغادرني ، وأحسست بمشاعره وخوفه عليّ أكثر من أبناء شعبي . وبعد دقائق زارني عدد من الضباط العراقيين وبعض اللاجئين للأطمئنان وجاء المنافق كريم الحصونة قائلاً : ( سلامات يا طيب مابيك غير العافية ، شلون صارت هيج والله بالحرام ما عرفت الا هسه الجماعة گالولي شنهي سبب أعتقالك ؟ ) ، قلت : ولايهمك بسيطة ، المنافقون الخنازير القذرة يملئون المخيم وأرادوا قتلي لكن الله كان معي . بلعها وأستأذن وولّى ، وتصاعد القلق حينها وبدأت مرحلة جديدة بالتنقل في خيم بعض الأصدقاء تحاشياً لعملية الأعتقال والإبعاد ، فيوم في خيمة غسان ويوم في خيمة ناجي وهكذا الى أن جاء الوفد الكندي وأعلن الأسماء ووجدت اسمي في قوائم المقابلات وحمدت الله وقابلت الوفد في يوم الجمعة 24/3/1995 ولازال الخطر قائماً ولازلت أتنقل بين الخيم وبعد فترة ظهرت نتائج المقابلة وتم قبولي والحمد لله ،وفي يوم الأثنين 26/6/1995تم ارسالنا الى المستشفى لغرض الفحص الطبي وتم بعون الله ، وفي يوم الأربعاء 22/11/1995 تم إملاء استمارة السفر مع تزويدهم بصورة وما بقي الا السفر ، وفي يوم الأحد 3/12 /1995 وفي الساعة 1:15 ظهراً صعدنا الباصات وغادرنا المخيم متوجهين الى مطار رفحاء ، وصلنا المطار في الساعة 1:45 في جو ممطر صعدنا الطائرة وأقلعت في الساعة 4:20 عصراً متجهة الى مطار الظهران ووصلنا في الساعة 5:35 عصراً ، وفي الساعة 10:15 ليلاً نمت قليلاً في قاعة المطار وأستيقظت فجأة على طرق باب بيتي وكان حلماً فحمدت الله !!! وفي الساعة 1:15 استلمنا أوراق الهجرة في مطار الظهران وفي 3:10 ليلاً أقلعت بنا طائرة الخطوط الهولندية KLM متوجهة الى أمستردام / هولندا ، طارت الطائرة وحلقت في سماء السعودية وكان معي الصديق ناجي البغدادي ، سألني : هل أنت مطمئن الآن ؟ قلت : لا ، أنا لا ولم ولن أئمن العرب وهم أشد كفراً ونفاقا ، قد تهبط الطائرة في بغداد والله أعلم ، وأستمرت الطائرة في التحليق وقال الطيار أننا عبرنا حدود السعودية ، فقال ناجي : مبروك . قلت لاتفرح حتى يأتيك اليقين فنحن الآن في سماء عراقنا الحبيب أو قريب منها !!! وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات من الطيران قلت لصاحبي : الآن بدأت أتنفس بعدما عبرنا بلاد العُرب أوطاني !!!!وبعد 7 ساعات تقريباً بدأت الطائرة بالهبوط تدريجياً وأقتربت من مدينة أمستردام الجميلة نظرت من نافذة الطائرة ورأيت البنايات والطبيعة الرائعة فأدمعت عيناي دون إرادتي وقلت لصاحبي : الحمد لله لقد نجونا من القوم الظالمين ، توقفنا في أمستردام (ترانزت) وذهبنا الى أقرب هاتف للأتصال بالأهل في بغداد ولأول مرة بعد خمسة سنين !!!!! . يتبع
[email protected]