بالنسبة لي شخصياً ، لاتهم التسميه كوني اعرف شعور ابناء بلدي تجاهه عندما عشت عقداً من الزمن او اكثر في الغربة ، ومتيقن من ان ابن الرافدين مهما دارت به الايام في اصقاع الارض الجميلة يشعله الحنين الى بلده المتخم بالمشاكل والمنغصات.
على الرغم من مرور وقت طويل على موضوع استقدام لاعبي الكرة العراقيين المنتشرين في بلاد الغربة لارتداء فانيلة المنتخب الوطني ، الا انه اصبح تفاصيله تطرح بين الفينة والاخرى كأفكار ، بين مؤيد ومعارض وبين الساعي الى الاستفادة من خدمات المميزين منهم ، وبين من يعارض الفكرة ويحاول عرقلتها لاسباب غير واضحة قد تصل لحد الحقد والضغينة ، وللجميع الحق في طرح اسبابه وموجباته .
لنعترف اولاً بأن الخطوة التي اقدم عليها بعض من محبي الكرة العراقية باستقدام ابناء العراق المحترفين او المغتربين الى منتخباتنا الوطنية ، كانت ينقصها الكثير من التروي والدراسة والتمحيص ، على الرغم من ان هؤلاء المحبين شدهم النجاح الكبير الذي شهدته الكرة الجزائرية باستقدام ابناء المهاجرين ليكونوا منتخباً وطنيا جزائريا رائعا استطاع ان يثبت علو قدمه في المحافل القارية والعالمية ، الا ان ذلك الامر خضع للكثير من الدراسات المعمقة من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم باشراف رئيسه محمد روراوه ، فيما غابت تلك الدراسات عن خطوتنا الفتية وغاب اتحاد الكرة العراقي عن المشهد الا بعد حضور اللاعبين المحترفين مع المنتخب ، اي ان الموضوع لم تتم له تهيئة عوامل ومناخات صحيحة وصحية ، مثل وضع قاعدة بيانات عن اللاعبين المحترفين العراقيين وتصنيفهم ضمن مستوياتهم الفنية من خلال تواجدهم في الفرق التي ينتمون اليها او من خلال الفئة العمرية التي هم فيها ، ليتم بعد ذلك اختيار الافضل والاجهز لمنتخباتنا الوطنية بدءً من منتخب الناشئين وانتهاءً بالمنتخب الوطني الاول .
مشكلتنا في ملف اللاعبين ” المحترفين او المغتربين ” ، لنسمهم مانشاء ، كانت تكمن في الجهل الاداري الذي يغلف عملنا على جميع الصعد ومن ضمنها هذا الملف ، أدخلنا في دوامات عديدة من اهمها اندماج هؤلاء
اللاعبين مع اللاعب المحلي الذي قد يشعر بان هذا اللاعب جاء ليأخذ مكانه من دون وجه حق ، او من خلال اختلاف الثقافات المعيشية بين المحترف والمحلي التي ظهرت من خلال بعض التصرفات والتي من اهمها حادثة تصوير الفيديو المسرب للاعب نادي سويندن تاون الانكليزي والمنتخب الوطني ياسر قاسم بعد مباراة تايوان الاخيرة في التصفيات المشتركة ، بالاضافة الى بعض التصرفات التي بدرت من القادم من الدوري الدنماركي احمد ياسين والتي من خلال فهمي لشخصية الشاب في المجتمعات الاسكندنافية التي عاشها احمد تعتبر طبيعية فيما فُهمت من قبل الاخرين بانها تعالى او ردات فعل غير طبيعية .
نحن نعيش مع هذا الملف منذ سنوات طويلة قاربت على عقد من الزمن الا اننا لم نستطيع ان نعالج ثغراته ومازلنا نتعثر بها ، واعتقد اننا قادرين على حلها من خلال معالجته بصورة ادارية بحته من خلال تشكيل لجان متابعة في الداخل والخارج والتواصل مع اللاعب شخصياً وعائلته وناديه واشعاره بانه جزء من منظومة الكرة العراقية ، وانشاء قاعدة معلومات متكاملة نتمكن من خلالها معرفة مالدينا من طاقات والاستفادة منهم لنستطيع من خلالها اخراج كرتنا من محنة ” المحترف والمغترب ” .
ولنا عودة ان شاء الله.