وزير النقل السيد باقر الزبيدي يدَّعي أن هنالك “مؤامرة” و”مخالفة عمدية” نفذها أحد طياري الخطوط الجوية كانت وراء منع العراقية من الطيّران في الاجواء الاوروبية
وهذا الكلام يُدين الوزير نَفسه ،،،،كيف يمكن لأي طيّار أن يُغادر المطار دون استكمال الترتيبات الادارية و اللوجستية ،،
من أعطاه أذناً بالطيران ،،، وأين سياقات العمل المُتبعة في المطارات العراقية ،،، ولما لم يُأمَرْ الطيار المتآمر بعد أكتشاف أمرهِ بالعودة قبل مغادرة الاراضي العراقية ،، وكيف يمكن للسيد الوزير أن يُقنعنا أن مُنظمات الطيران العالمية يُمكن أن تتخذ قراراً سيادياً بهذا المستوى من خطأٍ واحد أرتكبهُ طيّار غير مهني !!!! أذا كان أي سائق نقل عام في مرآبٍ داخلي لايستطيع أن ينتقل بين محافظة وأخرى دون ترتيبات مع أدارة المرآب ودفع رسوم وموافقة المشرفين على (الخط ) فضلاً عن موافقات أمنية لشخص السائق نفسه حتى يستطيع ان يغادر بمسافريه ،، فكيف يمكن لطيّار أن يقرر الاقلاع الى دولة أخرى دون أن يستكمل الاجراءات المطلوبة ،،،، الموضوع أكبر بكثير من مخالفة متعمدة لاحد الطيارين سيادة الوزير لأن مشكلة الخطوط حصلت منذ وقتٍ بعيد ،، وقد تم الحديث عنها طويلا ً وسُلِّمَتْ للعراق العشرات من الانذارات ، بعد أن مُنعت الطائرات العراقية أولاً من الهبوط في مطارات النمسا لعدم استكمالها للبيانات المطلوبة وبعدها مُنعت من الهبوط في مطار مالمو السويدي ،، وقدعبرت مُنظمات الطيران الاوروبية عن أستغرابها من عدم رد المسؤولين العراقيين على مطالبهم بضرورة الالتزام بمعايير السلامة وأعطاء جميع البيانات المطلوبة ،،،
لذلك ماحصل ،، هو خلل أداري مُتعمد ، وأنعدام للمهنية سببهُ عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية والتهاون مع سمعة العراق وسوء أدارة للمال العام ،،هذا الخلل يستطيع اي مواطن أن يَلمسهُ من خلال مقارنة خدمات ناقلنا الوطني مع خطوط طيران دول مجاورة مثل الاردنية والتركية والخطوط الاماراتية التي انطلقت بعد العراقية بخمسين عاماً؟؟؟؟ ،،، فبالرغم من أن الاسطول العراقي يمتاز بطائرات حديثة ،، الا أن نظافة الطائرات والوجبات التي تقدم للمسافر والطريقة البدائية للحجز تعبر عن أدارة سيئة وفساد مستشري في كل أروقة الخطوط العراقية وأهمال مُتعمد ولايُمكن مقارنتهُ باي حالةٍ أخرىٰ ،،، مثلما لايمكن مقارنة الخدمات التي تُقدمها حكومتنا لمواطنيها باي حكومةٍ أخرى في العالم ،،،،
أعتقد ان ماحصل نتيجة طبيعية لدولة المحاصصة والفساد وأنعدام المسؤولية والمحاسبة وفشل آخر يُضاف لوزاراتنا الحزبية وماحصل مع الخطوط الجوية يمثل مساساً بكرامة العراق وأنتقاصا من مكانتهِ ،، ويأتي استكمالاً للاساءات السابقة للوطن في المحافل الدولية ، بعد أن تراجع تصنيف جامعاتهِ ولم يعترف بالكثير منها في الأوساط العلمية ،، وبعد أن ساءَ قضائه ولم تَعُد قراراته مُلزمة للانتربول الدولي ،،، وبعد أن فقدت الدولة العراقية هيبتها وأحترامها ولم يعد جوازها الدبلوماسي يحمل أي قيمة أعتبارية ،،،،،،،،
ظاهرة الشخصيات الحزبية التي تقلدت مناصب وزارية وأثبتت فشلها لاتخص حزباً دون آخر و تنطبق على الجميع دون أستثناء (الدعوة والتيار الصدري والمجلس الاعلى والفضيلة والبدريين بالاضافة للاحزاب الكردية وأتحاد القوى ) ،،
لذلك لايمكن تحسين الاداء الاداري للعراق كما لايمكن للدولة العراقية أن تَستعيد حضورها و هيبتها على المستَويّين الداخلي والخارجي ،،بدون أستبدال كل الشخصيات الحزبية في الوزارات والمديريات بكفاءات وخبرات مهنية مستقلة ،،تعمل بعيدا عن المصالح الطائفية والحزبية والفؤية ،، ترتبط بجهاز تنفيذي محترف حريص على سمعة البلد ،، وبرلمان نزيه يحترم القسم الدستوري في حماية كرامة و سيادة ومصالح العراقيين ،،