كل بلد له سياسة، وسيادة، مستقلة، يدير بها شؤونه، واوضاعه، ويقوم بتنمية اواصر العلاقات مع البلدان المجاورة، وهو ما يضمن التعايش السلمي، بين البلدان، وبالتالي يحقق المصلحة للبلدين معا، اذا ما سعيا، لتحقيق ذلك، وفق الاسس الدبلوماسية الرصينة، والتي تبنى على الود.
قديما كانت الهمجية تسود معظم دول العالم، وتسيطر على معتركات الحياة فيه، فترى الغارات، والفتوحات، والحروب الطاحنة، للسيطرة، والاستعباد، وسلب كل حقوق، ومقومات العيش لدى الاخرين، ارساءا لسياسة التسلط، والنفوذ، ونهج الطبقية المقيتة بين افراد المجتمع، وقتل روح الود، والرحمة، على اساس البيروقراطية، والبرجوازية، من قبل اصحاب القرار.
كردستان الحالمة بالانفصال، والتي حققت لها اول الآمال في 11/3/1970، كافحت للحصول على سيادتها، وتقسيم العراق، حتى اصبحت تحت الرعاية الأمريكية، بعد اجتياح الكويت، من قبل النظام البائد، حيث حصلت على الحكم الذاتي، لازالت تواضب على كل شيء مهما كانت مساؤه، في سبيل اعلانها دولة مستقلة، وتعامل على انها بلد له استقلاليته، وحدوده، ونظامه، بعيدا عن كل ما يمد للعراق بصلة، اذ يسبب لهم القشعريرة، بمجرد مرور حروف ذلك الوطن.
عانقت كردستان اسرائيل، واصبحت حليفتها الجميلة، والولد المدلل لها، فتصدر النفط لهم، وسفارة اسرائيلة، تحضى بتملق البرزاني، في اراضيه، اراضاءا لامريكا، وحلفائها، وتحقيقا لمصالحه، ثم عقدت الوفاق مع تركيا، والتي تحلم بضم الموصل، لاعادة هيكلة الدولة العثمانية، والتي اكل الدهر عليها وشرب، وكل ذلك لاجل تقطيع الكعكة، مهما بلغت وكلفت الوسائل لذلك.
تركيا تجتاح العراق، وكأن الماضي يعود لهمجيته، والحكومة العراقية، في صمت وخوف، وتردد، وكأن جيثوم اردوغان، يلاحق العبادي حتى في يقضته، وكردستان تأمل بالخط الفاصل الثاني، ومن بعدها ديالى، ليستمر التمادي لأكمال الخارطة التي رسموها مسبقا، ومهلة العبادي، ستترجم لعطلة نهاية الاسبوع لراحة رعناء.
العراق بلد مستقل، وله سيادته التي انتهكت، ولابد من رد حاسم ليعيد الغير حساباتهم، ولابد لكلمة فصل، وتحرك ينبئ عن جدية في ادارة هذا البلد، فهل ياترى سيبقى الوعد والوعيد، فقط في دائرة الاعلام؟، ام سينتقل الى صورة فعلية الى ارض الواقع؟.