23 نوفمبر، 2024 6:43 ص
Search
Close this search box.

أمة بلا دولة!! أمة بلا دولة!!

أمة بلا دولة!! أمة بلا دولة!!

أمم الدنيا تعيش في دولة إلا أمة العرب فهي أمة بلا دولة!!
فالعرب أمة عاجزة على أن تكون في وعاء دولة , وعلى مدى القرن العشرين وحتى اليوم فشل العرب في إقامة كيان الدولة بمعانيه السيادية والإقتدارية , وإنما إرتضوا صيرورة الكينونات التي تسمى أقطارا أو أوطانا , وهي منقوصة السيادة ولا وجود فيها لكيان الدولة ومؤسساتها , بل مضت تتدحرج في دروب التشظي والتناثر , وفقا لإرادات فردية وحزبية وعائلية , حتى وصل بها الأمر إلى أن تمعن في التفتت , فتجعل من أسباب قوتها مؤهلات ضعف وضياع.

فحال العرب لن يتغير لأنه يمضي في طريق منحرف ومعوج , ويحيد عن الطريق الواضح المستقيم , الذي يستدعي وضع جميع الطاقات والقدرات في وعاء الدولة العربية الواحدة أو المتحدة.

وبما أنهم لا يريدون التفكير مثلما تفكر البشرية في عصرنا العولمي الحيتاني الطباع , فأن الحيتان ستتحاوطهم وسيعيش كل كيان في بطن حوت , يهضمه ويمزقه ويحرر ما فيه من الطاقات للحفاظ على قوته وسطوته.

فكل مقسم يتقسم , لأنه قد صار هدفا لإنزيمات الهضم الحضاري , التي تتسبب في تحويل الهدف إلى مواده الأولية القابلة للتمثيل الغذائي في بدن الإقتدار الفاعل.

ومن الواضح أن إنزيمات الإتلاف الحضاري تسعى إلى تحويل العرب إلى موادهم الأولية وتفتيت اي كيان مقتدر فيهم , ويتم طبخهم أيضا وتقديمهم أطباقا على موائد المفترسين الجياع , المنهمكين بصناعة أحابيل الشرور والصراعات الكفيلة بصيد ثمين ووفير.

هكذا هي أحوال العرب , وناعور ويلاتهم الذي يغرف من دمائهم وأحلامهم وحقوقهم , ويسكب في رمضاء الوجود السقري الفيحاء , وما إستيقظوا وإستفاقوا من مأزق العدم والتصاغر والتداعي والإنهيار في أحضان الطامعين , المكشرين أنياب وعيدهم والرافعين مخالب أحقادهم المتوثبة للإنغراز في عيونهم المشوهة بالقذى!!

فهل سندرك أن العزة والسلام والإستقرار في الوحدة والإتحاد , والتواصل الإيجابي ما بين الكيانات العربية , التي عليها أن تخرج من بطن حيتانها وتكون مع بعضها قوة كبيرة وكتلة عظيمة تهابها جميع الحيتان؟

هذا تساؤل فشل العرب عن الإجابة عليه على مدى عقود , لكن مصيرهم اليوم أصبح على شفا النهايات المؤلمة , وما عليهم إلا أن تتشابك أياديهم وعقولهم وقلوبهم , لكي يكونوا أكبر من أية حفرة وخديعة وفم ومؤامرة , فالقطيع المتماسك تهابه الذئاب والأسود , فكيف بأسودٍ متماسكة وإرادات متفاعلة , متنورة بقوة الإتحاد والمصير المشترك والمصالح الثابتة الواضحة الواحدة؟!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات