23 نوفمبر، 2024 6:27 ص
Search
Close this search box.

السعودية وايران وحلف الفضول

السعودية وايران وحلف الفضول

حلفت لنقعدن حلفا عليهم وإن كنا جميعا أهل دار
نسميه الفضول إذا عقدنا يعز به الغريب لدى الجوار
في الغالب العام الدول العربية والاسلامية مقتنعة بأن صناعة وتكوين بعض الحركات والمكونات والمنظمات من دول خارجية وعربية واسلامية بات يشكل معضلة سياسية وامنية وفكرية تؤشر امراً خطيراً على صورة الاسلام الحضارية والانسانية وتهدد وجوده وتعايشه مع المجتمعات العالمية . الحاضر ليس كالماضي ” الاسلام دين وأمة ودولة ” هكذا كان . علينا كمسلمين الحفاض على النزر القليل على وجودنا كبشر

في بادرة منها السعودية تعلن تشكيل تحالف اسلامي عسكري لمحاربة الارهاب يضم 34 دولة . من يتمعن بالتاريخ الحديث للمنطقة العربية والاسلامية ومراحل الصراع التي دارت رحاها فيها وما نتج عنها ودوامة الاختلافات والأتلافات بين دول المنطقة نتيجة تفاعلات الصراع وتداعياته والمشاكل السياسية والاقتصادية التي واجهتها دول العالم الاسلامي والعربي عوامل خارجية بالدرجة الاساس وداخلية في احيان اخر . برزت حركات وتيارات مختلفة كانت في عمومها تدعو للوحدة وبأشكال مختلفة ومديات متفاوتة ومن هذه التيارات التيار القومي والشيوعي والديني لها فلسفاتها الخاصة في موضوع الوحدة داخلة فيها عوامل مختلفة تاريخية وعوائق وضروف معاشة في مرحلتها يرافقها ان العديد من الدول العربية والاسلامية كانت تتمسك بالقطرية والابتعاد عن مفهوم التوحد الكامل الشامل في كافة المجالات العاكسة لصورة الدولة الواحدة او الكيان الواحد مثل المجال العسكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي انبثقت حالات مختلفة ومتباينة في النظرة والثقافة السياسية والاقتصادية مثل حلف بغداد الذي كان يضم مجموعة من الدول الاسلامية علاوة على بريطانيا المسيحية مختلفة في خصائصها الاجتماعية مثل القومية واللغة والدين , وتأسيس الجامعة العربية , والمبادرات الوحدوية بين بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا والعراق والاردن ” الاتحاد الهاشمي ” ودول المغرب العربي ودول التعاون الخليجي , المبادرات والتوجهات لم تأخذ نصيبها من التحقق نتيجة للضروف والضغوط الموضوعية والذاتية الخارجية والداخلية ابرزها تعدد واختلاف هذه الدول في مناهجها واهدافها و التباين الاقتصادي والاهمية المختلفة درجاتها لمواجهة المشاكل والصعاب التي تعيشها وتتوقعها حالية او مستقبلية , وكذلك عدم القدرة على البناء بشكل علمي وحضاري متطور على الاسس المتفق عليها يضاف لها الشكوك وعدم الثقة في الآخر . التوجهات العامة نحو الوحدة والتوحد بدل ان تكون مصدر جذب للآخرين خلقت مجالات صراع مختلفة على كافة الاصعدة . فيما يخص السعودية سعت الى تكوين مجلس التعاون الخليجي والاتفاق على الاستفادة والتعاون في المجالات العسكرية والسياسية المحدودة لكنها في الغالب ضلت متناقضة مع التيارات الأخرى القومية والدينية والشيوعية , ملتزمة ومنغلقة مبتعدة عن دول المنطقة بشكل خاص والدول العربية والاسلامية بشكل عام ملتزمة بالتيار الرأسمالي التي تقوده دول اوربا الغربية واميركا .

حاربت السعودية جمال عبد الناصر وما كان يدعو اليه في الوحده , وحاربت صدام حسين في ذلك ايضاً , وعارضت وحاربت التيار الديني الموجود بشكله الذي كان عليه ” الاخوان المسلمين ” و ” التكفير والهجرة ” حاربت ايضاً التوجه الشيوعي الذي كان يدعو للتوحد على اساس الشمولية العالمية . تكوين الانظمة العربية نظرياً تأمن بالوحدة بأعتبارها قوة مثالية لمواجهة المعضلات والمشاكل التي تواجهها لكن عمليا غير قابلة للتحقيق وغير محبذة بأعتبارها حسب اعتقاد هذه الانظمة وخاصة الملكية منها تهدد كياناتهم ومركزيتهم في السلطة . عموماً الأغلبية الغالبة وخاصة السعودية ودول الخليج تدور في فلك الامبريالية الاميركية , لماذا لم تدعو السعودية للوحدة الاسلامية لمواجهة حالة ” اضطهاد الشعب الفلسطيني واحتلال بيت المقدس ” ومواجهة حالة ” كام ديفد ” ولماذا لم تتحرك لمواجهة ما تم تنفيذه على العراق وعلى ليبيا وغيرها من الدول من قبل الدول الاستعمارية بقيادة اميركا . بادرت عند تحرك الشيعة المنقادين من ايران في البحرين واليمن لأنها مست دول الخليج اما العراق وليبيا فحساباتهماغيرها في الاماكن الاخرى . هذا الأتلاف والاتفاق ينبغي ان يحدد دول العدوان ومصادر الارهاب في المنطقة مثل اميركا واسرائيل وايران كمصادر لنشر الارهاب ومحاربة العرب والمسلمين يضاف لهم بعض دول الاستعمار الاوربي الغربي مثل بريطانيا وفرنسا , لكن من المعروف والثابت استحصال السعودية موافقة اميركا على ما اقدمت عليه وجاء هذا في تصريحات الساسة الاميركان . فحواه ان التحالف يتماشى معنا على ما يبدو . وزير الدفاع الاميركي ” أشنون كارتر ” يرحب بذلك ويعتبره استجابة لدعوات واشنطن في اضطلاع الدول السنية بدور اكبر في محاربة تنظيم داعش ” الدولة الاسلامية ” و وزيرة الدفاع الالمانية ” أورسولافون ” رحبت بأنشاء التحالف وتقول هذا التحالف جزء من عملية ” فينّا لمكافحة الارهاب ” والتي تضم جميع الدول مثل اميركا وروسيا وتركيا والسعودية وايران والصين وتركيا . تحاول اميركا و اسرائيل ومن يواليهم مثل فرنسا وبريطانيا وعدد من الدول الاوربية يحاولون ربط ” الارهاب بالاسلام “

السعودية تقول هذا التحالف ليس سنّياً :

يعني بأمكان ايران الدخول فيه والانظمام اليه وبالنتيجة يتبعهم اتباعها في العراق وسوريا وإن دخلوا فسيعملون على تخريبه . وهذه حالة منطقية لكنهم اعترضوا على هذا التحالف واعتبروه محاربة للشيعة في العالم كما جاء بتصريحات عدد من المسؤولين العراقيين التابعين لأتلاف دولة القانون ” التجمع الشيعي الحاكم ” وتصريحات رئيس الوزراء العراقي ” حيدر العبادي ” وهؤلاء لا ينطقون عن الهوى الا بوحي من ايران . وهذا يدلل بالبرهان القاطع بأن ايران والنظامين العراقي والسوري ودول اخرى هم من خلق ” داعش ” ويحرصون على عدم انهائها وادامتها وكذلك الاصرار على تدخلاتهم في الدول العربية والاسلامية التي يتواجد فيها الشيعة بغية الاستيلاء على ما يمكن الاستيلاء عليه وجعله كمركز نفوذ ايراني واثارة الفتن الطائفية ومحاربة السنّة والجماعة . والا ما هي الحكمة لمعارضة هذا التحالف ونعرف بان كل هؤلاء منتمين لتحالف ” فينّا لمحاربة الارهاب ” حكومة لبنان اختلفت على هذا الموضوع الاختلاف بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية والخلاف طائفي هذا اذا ما عرفنا ان السعودية تصنّف ” حزب الله اللبناني ” الشيعي كمنظمة ارهابية , وسعد الحريري زعيم تيار 14 آذار المناهض لحزب الله وايران يشيد بمبادرة السعودية واصفاً اياها بأنها خطوة تاريخية على الطريق الصحيح , عكس ذلك اعتراض وزير خارجية لبنان المحسوب على قوى الثامن من آذار بقيادة حزب الله .

سلطنة عُمان من جانبها أعلنت أن دستورها يحرّم ذلك ” إن قوات السلطان المسلحة محضورة المشاركة بتجمعات امنية خارج مجلس التعاون الخليجي ” .

الامتداد الايراني الغير المعقول والغير مبرر بات يشكل هاجس غير مريح ومقلق للكثير من الدول العربية والاسلامية . ملك السعودية الملك عبدالله طرح قبل وفاته موضوع التوحد بين دول مجلس التعاون الخليجي بشكل اعمق واشمل مما هي عليه الان لم يلاقي الاستجابة للحالات التي ذكرناها ” الاعتزاز بالفردية والمركزية والاستقلالية في القرار مركزية السلطة المطلقة ” . على العموم هذا التحالف مطلوب بشدة بالغة الاهمية في المرحلة الحالية على ان يتجاوز ما مضى والعمل على توفير المناخ الملائم والاسباب التي تديمه وتقويه وتطوره وتحافض عليه وعلى استمراريته معتمداعلى تفاصيل أوسع وتأثيرات أعمق مثل التوحد والتعاون في الجانب الاقتصادي والاجتماعي وتبني فلسفة وثقافة سياسية عامة شاملة للجميع وبشكل عادل ولا يقتصر على الجانب العسكري والامني سيكون ذلك من الافضل يرافق ذلك تعميم ومعرفة اساليب مواجهة الدول والمنظمات والحركات المعادية المروجة للأرهاب ” لأن الشيطان يدخل في التفاصيل ” حتى تكون الدول المنتمية والتي تنوي الأتلاف على بينة من هذا الامر بحسب قدراتها . والتأكيد وبشكل جازم تحريم ومنع أذية المسلمين والاسلام من اي مصدر كان داخلياً او خارجياً واعتبار المسلم الذي يؤذي المسلمين او يسعى في اذيتهم ” خارج عن الملّة ” يقاوم بكل الوسائل المتاحة ولا يقتصر على الاستنكار فقط . المسلمين يُقتَلون بدم بارد في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين ونيمار ووراء ذلك جهات معروفة اجنبية واسلامية . هذه الامور ان وضعت في اطار معرّف واضح سيكون من الافضل ويضع الامة العربية والاسلامية حاضرها ومستقبلها في حال افضل آمن وقوي يحقق مصالحها في تطورها واستقرارها , ويكون حالة ومرحلة جديدة تاريخية جديرة بالتبني والارتكاز عليها كمصدر قوة كبيرة معتبرة في المجالات كافة العسكرية والاقتصادية والسياسية تعتمد التكامل العام للدول المنتمية لهذا التحالف . وبالتأكيد سيلاقي هذا التحالف معارضة و محاربة ووضع العراقيل من الاطراف العربية والاسلامية التي لديها مصالح  ذاتية خاصة بها خارجة عن الآخرين واجماعهم وكذلك من دول اجنبية معروفة العداء للعرب والمسلمين . أنها حالة صعبة وكبيرة نرجوا ان لا تكون مثل سابقاتها اسم بلا مسمى وكتابة آمال وهمية غير قابلة للتحقيق على الورق ونعود للشعار المعروف ” اتفق العرب على ان لا يتفقوا “

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات