لا ريب أن المنطقة العربية تواجه مشاكل كبيرة وقضايا خطيرة وشائكة تحتاج لمشروع تنموي سياسي واقتصادي وثقافي شامل .
فهنالك أزمة كبيرة في النظام السياسي الرسمي ، وغياباً للموقف العربي ، وتنامياً لموجة التطرف الديني والارهاب التكفيري . كذلك فإن النظم السياسية العربية مشرذمة ومفككة وأسيرة السياسة الامريكية ، وتتآكلها الصراعات الطائفية والعشائرية والمذهبية ، وأصبحنا نحن العرب غير مؤثرين وغير فعالين في الساحة الدولية ما اعطى المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة فرصة كاملة لتحقيق ما تريد من فرض الوقائع وتنفيذ مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ومنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة .
إننا بحاجة ماسة الى الديمقراطية لحل قضايا مجتمعاتنا العربية ومشاكلها وأزماتها الاجتماعية والاقتصادية ، وبحاجة ايضاً للحرية السياسية وبناء الذات ، وهذا يتطلب مشروع شامل للتغيير الديمقراطي والتصدي لكل ما يعيق مسيرة التحرر والتقدم والبناء والمستقبل الانساني ، والقيام بمراجعة شاملة لجوانب حياتنا ، ومواجهة شجاعة لمشاكلنا ، ومكاشفة حقيقية لشعوبنا تختفي فيها حالة الخوف والتردد والازدواجية والتشرذم ، وتتقدم الشفافية لتبني مجتمعاً عربياً حضارياً متنوراً ومزدهراً تسوده قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة الانسانية .
