بانتهاء مهلة 48 ساعة الليلة الماضية والتي حددها العراق لتركيا لسحب قواتها من اراضيه او يشكوها الى مجلس الامن الدولي فقد دعت انقرة بغداد الى مباحثات لزيادة أو تقليص عدد العسكريين الاتراك على الاراضي العراقية لتدريب المتطوعين لتحرير الموصل.
وبانتظار رد فعل العراق بعد انتهاء المهلة التي حددها لتركيا لسحب قواتها من اراضيه فقد قالت السفارة التركية في بغداد في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى “أيلاف” الليلة الماضية انه في إطار العلاقات الوثيقة بين تركيا والعراق والإسهامات التي تقدمها للعراق في إطار مكافحتها لتنظيم داعش فأنها نرى أن يتم بحث هذا الموضوع بين وزيري الدفاع في البلدين واتخاذ مايلزم من إجراءات لزيادة أو تقليص عدد العناصر العسكريين الاتراك على الاراضي العراقية وفقاً للاتفاق الذي سيتوصلان إليه بخصوص الأنشطة التي تجريها تركيا من أجل تدريب المتطوعين العراقيين في بلدة بعشيقة للمشاركة في تحرير الموصل من سيطرة تنظيم “داعش” وعدد العناصر الأتراك المتواجدين هناك.
تركيا تؤكد دعمها لنضال العراق ضد داعش
واضافت السفارة ان تركيا ترى “في تنظيم داعش الإرهابي وفي تواجده في المنطقة تهديداً كبيراً على أمنها القومي وتحرص على بذل الجهود من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة للقضاء على هذا التنظيم، وتصحيح الظروف التي أدت إلى ظهوره” . واشارت الى انه “انطلاقاً من هذا المفهوم، ساهمت تركيا منذ اليوم الأول ومازالت – وبشكل فعال – في أعمال التحالف الدولي الذي تشكل من أجل مكافحة تنظيم داعش، وتقدم الدعم أيضاً لنضال جارتها وصديقتها العراق التي يقع ثلث مساحة أراضيها تحت احتلال هذا التنظيم.”
وقالت انه في هذا الإطار قامت تركيا بتدريب أكثر من 5 آلاف عنصر عراقي لغاية اليوم إضافة إلى تقديمها شتى أنواع المعدات العسكرية للحكومة العراقية ولإدارة الإقليم الكردي العراقي على سبيل المساعدات.
واضافت انه تم في الآونة الأخيرة تداول أخبار وتعليقات مبيّتة ومبالغ فيها وخاطئة حول الأنشطة التدريبية التي تجريها تركيا منذ شهر آذار (مارس) عام 2015 في المنشأة التدريبية المُقامة في بعشيقة والتدابير الأمنية المتخذة لضمان أمن وسلامة المعسكر والمدربين الموجودين فيه في اشارة الى معسكر الحشد الشعبي للمتطزعين لتحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية التي يسيطر عليها تنظيم “داعش” منذ حزيران (يونيو) عام 2014 . واوضحت ان العناصر الأتراك الموجودين في بعشيقة مكلفون بتدريب المتطوعين العراقيين في إطار مكافحة تنظيم داعش ولم يتم تكليف هذه القوات بأية مهام ومسؤوليات قتالية.
حساسية تركية تجاه سيادة العراق
وشددت السفارة على ان تركيا تملك حساسية كبيرة تجاه سيادة العراق وحماية وحدة أراضيها، وتنتظر من جميع الدول أيضاً أن تحذو حذوها في هذا الخصوص، ولذلك لا يمكن القبول – حتى – بمجرد التفكير في اتخاذ خطوة من شأنها النيل من هذه الحساسية أو إضعافها. وقالت انه انطلاقا من هذا المفهوم “قمنا قبل يومين بوقف انتقال القوات إلى بعشيقة بسبب الحساسية التي تولدت لدى السلطات والرأي العام في العراق الصديقة والشقيقة نتيجة الأخبار التي تم تداولها بشكل مبالغ فيها”.
واوضحت ان مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية وعصمت يلماز وزير الدفاع الوطني التركيين قاما خلال اليومين الماضيين بالاتصال هاتفياً بنظيريهما العراقيين ونقل هذه الأمور إليهما كما أرسل أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي رسالة إلى حيدر العبادي رئيس وزراء العراق حول الأنشطة التي تجريها تركيا في بعشيقة.
وقالت انه في إطار العلاقات الوثيقة بين تركيا والعراق “والإسهامات التي نقدمها للعراق في إطار مكافحتها لتنظيم داعش، نرى أن يتم بحث هذا الموضوع بين السيدين وزيري الدفاع في البلدين واتخاذ مايلزم من إجراءات لزيادة أو تقليص عدد العناصر العسكريين وفقاً للاتفاق الذي سيتوصلان إليه بخصوص الأنشطة التي تجريها تركيا من أجل تدريب المتطوعين العراقيين في بعشيقة، وعدد العناصر الأتراك المتواجدين هناك.”
واشارت السفارة التركية في الختام الى ان تركيا باعتبارها دولة تضررت كثيراً من الإرهاب وقدمت الدعم للعراق في كفاحها المرير فأنها “ستواصل تقديم العون والمساعدة اللازمة للحكومة العراقية في مكافحتها لتنظيم داعش الذي يعتبر عدواً مشتركاً لنا وذلك في إطار التشاور والتنسيق معها.”
وقد تظاهر مئات العراقيين امس امام مقر السفارة التركية في بغداد احتجاجا على دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية.
وطالب المتظاهرون الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الاراضي العراقية مؤكدين ان دخولها امر يخالف القوانين الدولية ويعتبر انتهاكا لسيادة العراق. ودعوا الجامعة العربية والامم المتحدة الى اتخاذ موقف حازم تجاه تركيا وانتهاكها لسيادة العراق .. مشددين على ان سيادة البلد خطا احمر لا يمكن تجاهله ولا يمكن السماح باي وجود عسكري اجنبي بدون موافقة الحكومة.
انقرة : عسكريون اتراك يدربون متطوعي تحرير الموصل
ومن جهته اوضح المتحدث باسم الخارجية التركية طانجو بيلغيج أن “التدريبات التركية لقوات الحشد الوطني في معسكر بعشيقة (30 كيلومتر شرق الموصل) تتم بعلم الحكومة العراقية” مشيرا أن بلاده “تقدم تدريبها في المعسكر منذ آذار/ مارس الماضي”.
وأضاف في مؤتمر صحافي بمقر في أنقرة امس الثلاثاء أن “تنظيم داعش يشكل تهديداً على الأمن القومي لتركيا وأن قسماً من الأراضي العراقية واقع تحت سيطرة داعش ولهذا السبب قدمنا دعماً للبيشمركة، و الحشد الوطني”. وأشار الى أن “تركيا اتخذت تدابير أمنية من أجل سلامة معسكر التدريب”.. لافتاً أن “الصحافة بالغت في موضوع تبديل الجنود الأتراك بالموصل وقد تواصل رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ووزير الدفاع عصمت يلماز مع نظرائهما العراقيين في هذا الصدد”. واكد ان “بلاده تحركت منذ البداية بتنسيق مع سلطات بغداد وإقليم شمال العراق وأنها ستواصل دعمها الذي تقدمة من أجل مكافحة تنظيم داعش بتنسيق مع السلطات العراقية”.
وكانت تركيا ارسلت الجمعة الماضي الى ناحية بعشيقة القريبة من مدينة الموصل حوالي 150 جنديا إلى عن طريق البر لاستبدال وحدتها العسكرية في المنطقة كما تمّ استقدام ما بين 20 و25 دبابة خلال عملية التبديل . وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث الرسمي باسم الحكومة في تصريحات صحافية إن “القوات التركية الموجودة في تلك المنطقة مكلفة بتدريب قوات البيشمركة والحشد الوطني من أجل استعادة الموصل وذلك بدعوة من محافظ نينوى عقب تشكيل الحكومة الجديدة في العراق آنذاك”.
وأضاف قورتولموش أن “وجود القوات التركية في شمال العراق لايعد شيئا جديداً بل يعود إلى 27 أيلول (سبتمبر) عام 2014 كما أن القوات التركية تتولى مهام تدريبية في معسكر بعشيقة منذ آذار (مارس) 2015 وفي إطار ذلك تم تدريب حوالي 2400 عنصراً من الحشد الوطني”.
يذكر ان الحشد الوطني قوات شكلت من متطوعي أبناء محافظة نينوى إلى جانب عناصر من الشرطة والجيش العراقي بعد سقوط مدينة الموصل بقبضة تنظيم “داعش” في حزيران (يونيو) عام 2014 حيث يتولى تدريب القوات ضباط عراقيين بمشاركة ضباط من عدة دول، بينها تركيا، استعدادا لمشاركتها في عملية تحرير الموصل.