لم تكن مفاجأة هيلري كلنتون التي فجرتها مؤخراً عبر مذكراتها الموسومة ( خيارات صعبة ) مفاجأة لنا كما مثلت ذلك للكثير من المراقبين والمتابعين للوضع العالمي المتأزم بعد ظهور ما يسمى (بداعش ) . فما كان ذلك يمثل لنا اكثر من كونه توثيقاً لما ورد في مقالتنا المنشورة في نيسان 2015 في عدد من المواقع تحت عنوان ( الارهابي اوباما يعترف .. هدفنا تحجيم الشيعة ).
وكان نشر هكذا مقالة آنذاك يعد نوعاً من التطير ان لم يكن مغامرة فقد اعتبره البعض نوعاً من انواع الهذيان وهي تتكلم او قل تتهم رجلاً حائزاً على جائزة نوبل للسلام، فهيئة منح هذه الجائزة وضعت نفسها تحت التسائل المشروع والشك في امرها وموازينها في منح هكذا جائزة بعد منحها لهذا الارهابي، ثم اين منظمات حقوق الانسان من هذه المهازل؟!. ولكن لاغرابة في ذلك عندما نعلم ان السعودية على راس منظمة حقوق الانسان الدولية !!!. فلا تعليق هنا الا ان نقول لقد هزلة ورب الكعبة.
ولكن ها هي كلنتون تفصل الموضوع بشكل واضح وهي تزيل الغبار عنه لتبين ان امريكا صنعت داعش كاحسن اسلوب لتمزيق الشرق الوسط وهو المنطقة الاهم في العالم التي يمكن الاستفادة من خيراتها ونفطها بالخصوص من جانب وترويضها وتطويعها وربما السيطرة عليها للاطمئنان على صنيعتهم المدللة اسرائيل من جانب آخر.
وواضح جداً ان قرار الامريكان باستعمال المسلمين كورقة صفراء او كحصان طروادة في تحقيق هذا الغرض التاريخي المخزي يدلل على مدى سذاجة وغباء هذه الملة من جهة وعدم انسجامها بمذاهبها وطوائفها المتعددة من جهة ثانية ومدى سهولة اختراقها حسب طريقة فرق تسد من جهة ثالثة ومدى تواجد جهات خسيسة جاهزة للامتطاء من قبل الغير في أي وقت لتحقيق مصالحها من جهة رابعة وهي امور لا تبعث الا على الاسى والسخرية والالم بل والاشمئزاز من الحالة التي وصل اليها العالم الاسلامي الامر الذي ادى بنا الى نشر مقالة سابقة في هذا الشأن اوضحنا فيها عدم جدوى المؤتمرات الاسلامية تحت عنوان ( المؤتمرات الاسلامية فاشلة.. حكم مع سبق الاصرار والترصد ) المنشور في كانون الاول 2014 ، هذا اضافة الى ما اتينا عليه من سرد واضح وصريح لحالة المسلمين في سلسلتنا الموسومة ( نحن والاسلام ).
ولم يبد اوباما نفسه ولا الامريكان خصوصاً ولا حتى الغرب عموماً أي تعليق حول كشف كلنتون لهذا المخطط الدنيء ولكن الاتعس من هذا هو صمت الاعلام العربي الخسيس عن هذه الفضائح ومن اهم ادواته فضائية “العربية الحدث” كونها احدى ادوات الاعلام السعودي الداعشي النجس الذي اضحت اساليبه والاعيبه تنكشف الواحدة تلو الاخرى امام الرأي العالمي الشريف.
ان مخططات الخبث الامريكي لن تنتهي مادام النفط في الشرق الاوسط ومادامت اسرائيل موجودة ومادامت الدول العميلة الخسيسة كالسعودية وقطر والاردن موجودة فيه هي الاخرى
ومادام استخدام هؤلاء الارهابيين الاغبياء يغنيها عن سفك دماء الجنود الامريكان خارج بلادهم. فهنالك عوامل عظمى لدفع امريكا لتبني هذا المخطط بعد ان اصبحت القطب الاوحد في العالم بعد احداث 11 سبتمبر الشهيرة او مايسمى ( one word order )،
* فامريكا منزعجة من تنامي القوة النووية الايرانية
* وهي تخشى اعادة ترتيب الاوضاع الروسية على يد بوتين
* وغير مطمئنة لتنامي القوة الصينية التي تتحدى قوتها على الجانب الاخر من العالم
* هذا اضافة الى عدم ارتياحها لغزو الاسطول الياباني الصناعي للعالم بشكل مقلق لمصالحها.
لهذا فمفتاح الشرق الوسط والسيطرة عليه وعلى خيراته واعادة ترسيم خريطته بالشكل الذي يتماشى ومصالحها يستحق عمل كل شيئ عل شاكلة الدواعش وان كلف الامر بدفع بعض الاثمان البسيطة لذر الرماد في العيون على طريقة ذبح بعض الغربيين الذين قد تكون امريكا منزعجة منهم وتريد الخلاص منهم باي شكل او بعض الحوادث البسيطة في دويلة عميلهم الكيان السعودي لابعاد الشبهة عنه وهكذا فالعمل تاريخي عظيم يستحق الاكثر وربما الاغلى.
ولكن فات الامريكان نقطة في غاية الاهمية لابد من الاشارة اليها هنا، وهي ان الكثير من هؤلاء الارهابيين المتاسلمين ربما يضعون في مخططاتهم الدفينة مستقبل الانقضاض على المصالح الغربية لعدائهم لها بعد استقوائهم بالسلاح الغربي فهم بحاجة للحصول عليه ولو على طريقة الغاية تبرر الوسيلة وهم بهذا وجهان لعملة واحدة ليصبحو خير مثال للظالم الذي وصفه الحديث الشريف ( الظالم سيفي انتقم به وانتقم منه ).
ولكن وجب علينا وضع الاصبع على الورم لكشف كل الامور مبكراً كما فعلنا وعلينا اعطاء الحلول المبكرة وهو ماستبينه الحلقات القادمة باذن الله.
وهو تعالى من وراء القصد.