لكي نسد الطريق أمام الجهّال والمتصيدين بالماء العكر والمتملقين الذين لا يفرقون بين الناقة والجمل نقول أن القومية والانتماء لبلد معين ومسقط الرأس ليس له علاقة ولا مدخلية بالاجتهاد والأعلمية وتحقق شروط المرجعية بل أن شروط المرجع البحوث الفقهية والاصولية الدالة على إجتهاده وأعلميته بالإضافة الى شروط اخرى كالعقل والايمان والعدالة والذكورة وطهارة المولد الخ…فأن تكون مرجعاً أعلماً وانت عراقي او باكستاني او ايراني او افغاني فهذا تحصيل حاصل ولا يعني لأنك عراقي فيلزم ان تكون أعلماً ولا يعني انك ايراني فيلزم ان تكون أعلماً وأي اشكال يرد على ابراز عنوان المرجعية العراقية فأنه يرد بالمثل على من يبرز عنوان المرجعية الاعجمية بتفصيله كالمرجع الباكستاني والمرجع الافغاني والمرجع السيستاني مع ترجيح احقية من يبرز عنوان المرجعية العراقية هنا في بلده وفي مثل هذه الظروف والتحديات والمخططات التي تهدف الى تميع الهوية العراقية والانتماء للوطن , وهنا نقول لوكان المرجع أعلماً وعراقياً بذات الوقت يكون نورا على نور وان كان المرجع أعلما ًواعجمياً يبقى نوره غير تام وناقص لأننا نحتاج الى تقيم دوره ومواقفه للوطن الذي يعيش فيه ومسؤوليته تجاه الشعب ومدى اخلاصه وصدقه وهدايته وحرصه عليه فان ثبت القصور والتقصير في هذا فانه يسقط عدالته وبالتالي تسقط دعواه بالمرجعية والأعلمية, وبعيدا عن التفصيل والتفضيل والتحقيق في البحوث الفقهية والاصولية لمعرفة الارجح ولكن بنظرة واقعية ونتيجة تجارب وسيرة ومواقف وشواهد محسوسة ومعاشة تكشف لنا اجمالاً وضمنا من الارجح علميا لأنها تكشف عن الأخلص والأحرص والأصدق والاوسع ذهناً والاكثر تسديدا هذا اذا كان التفاضل بين مرجع ومرجع فكيف اذا كان التفاضل بين مرجع واحد مع اربعة مراجع او ثلاثة فهنا يكشف مدى جهل وتخبط وقصور هؤلاء وضمنا يكشف مدى علمية ورجاحة وذهنية وذكاء المرجع الذي في قبالهم !
وهنا نأخذ جزئية ومورد واحد للمقارنة بين المرجعية العراقية المتمثلة (بالسيد الصرخي الحسني) وبين المرجعية الاعجمية المتمثلة (بالسيد السيستاني والشيخ بشير الباكستاني والشيخ الفياض الافغاني …) وبالتحديد بالانتخابات النيابية 2004 حيث كان للمرجعية العراقية والمرجعية الاعجمية موقفين متضادين تماما
1- موقف المرجعية الأعجمية (السيستاني والباكستاني والافغاني ومن معهم بالولاء والانبطاح) كان موقفاً مؤيداً مرحباً داعماً مبشراً بالانتخابات التي وعد بها المحتل الامريكي وأسس لها خلف الكواليس بدعوى الحرية والديمقراطية سبق وتزامن مع هذا الأمر تنسيق واتصال ورسائل متبادلة بين السيستاني وبريمر الأمريكي كشفها الأخير في مذكراته وأيضاً ماكشفه رامس فيلد من تسليم السيستاني رشوة بقيمة 200 مليون دولار مقابل مواقف عند الطلب !!, فالمرجعية الاعجمية منبطحة خاضعة مندمجة مع المشروع الامريكي بكل تفاصيله دون ان يكون لها موقف او توضيح او بيان فقط اقرار وإمضاء وتأييد ولهذا انساق السواد الاعظم خلفها يطبل للانتخابات ويهتف باسماء من جاء مع المحتل جهلاً وغرورا, المهم كان موقف المرجعية الاعجمية مؤيداً وأصدرت الفتاوى التي توجب وتلزم الناس على انتخاب العملاء الفاسدين وصوّرتهم بالثقاة والإباة
والمخلصين وحماة الدين الذين سيحققون الحلم الذي راود المظلومين لعقود طويلة ونشروا وثقفوا وحرموا الزوجات وحركوا كل ماكناتهم الاعلامية والمادية في الانتخابات الاولى 2004 والتي كرست المحتل وابقته لمدة سبع سنوات اخرى , وكرست واسست وعمقت المذهبية والطائفية والمحاصصة والتقسيم والقتل والتهجير والانهيار الاقتصادي والزراعي والامني وفقدان الامن والامان وكثرة الايتام والارامل والفقراء ونهب الثروات وتهريبها وفساد عام لم يكن له مثيل في تاريخ العراق كل هذا جرى بعد انتخابات 2004 بحث وترغيب وفتاوى المرجعية الاعجمية وعلى رأسها السيد السيستاني !!!
2- بينما كان للمرجعية العراقي المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني موقفاً رسالياً وخطاباً معتدلا وقراءة تحليلية سياسية فكرية دينية اخلاقية وطنية موجهاً ومنبهاً ومحذراً وكاشفاً لكل ماسيحصل من مكر وغدر ودمار وخراب وطائفية ومذهبية وتكريس للمحتل وتأسيس للفتن وتسبيب للازمات وما تنطوي عليه الانتخابات ودعاوى الحرية والديمقراطية الكاذبة التي جاء بها المحتل وطبلّت لها المرجعية الاعجمية من غير تدبر ولا مسؤولية فلو طبق ماقالته هذه المرجعية العراقية لما حدث بالعراق ماحدث حيث قال دام ظله في بيانه رقم 17 (المرجعية العليا والانتخابات ) (…..فيُحكم بحرمة المشاركة شرعاً وأخلاقاً إذا كان المتوقع من الانتخابات:
-1تكريس الإحتلال وما رشَحَ عنه من فساد وإفساد وجور وظلم وقبح وضلال.
-2تعميق الخلافات القومية والدينية والمذهبية والدنيوية بين أبناء العراق الحبيب, وهذا يعني بقاء ودوام وتأصيل الحالة المأساوية المرعبة من إنتهاك حرمات وسفك دماء وزهق أرواح.
ثانياً: نحذّر أنفسنا والآخرين ممن يتصدّى للمرجعية ظاهراً ، من الإنزلاق في الّلعبة السياسية والوقوع في شركها
…… رابعاً: والآن نسأل أنفسنا هل إجراء الانتخابات في الموعد المحدّد ووجوب المشاركة فيها سيحقق ذلك الهدف السّامي الإنساني من إيقاف نزيف الدماء وإشباع الجياع وسيادة الأمان وتقويم الإعوجاج
…….. خامساً: وأي عاقل يرضى على عمل راعٍ يوجه رعيته إلى مرعى وحقل ملئ بالذئاب والسباع والمصائد والشراك , يوجهها فقط ويتركها في ذلك المرعى دون مراقب وموّجه وراعٍ ؟؟!! , وأي عاقل يرضى على المرجعية توجيه الناس إلى الانتخابات ووجوب المشاركة فيها , وسط ما يحيط فيها من ظروف وملابسات وتناقضات كثيرة وكثيرة من دون أن تقدم لهم المرجعية أي مشروع سياسي ولا فكري ولا روحي ولا أخلاقي ولا اجتماعي فتترك الناس في تيه وفي كل واد تهيم , يأخذها ذئب من هنا , وثعلب من هناك , وحيّة في مكان , وهكذا الشراك وشبهات وفتن الماكرين والمخادعين والمنافقين.
…….. سابعا: ليخرج المرجع من صمته القاتل ولِيُوّجّه خطاباً إلى الأمة ويُصدر ما عنده من فكرٍ ونصح وتوجيهٍ وتشخيص للمهم والاهم , وللنافع والضّار والفاسد حتى يُثبتَ للأمة أن المرجعية ليست فارغةً وليست جهةً إعلامية أو دائرة نفوس أو إحصاء تابعة للحكومة عملها فقط وفقط توجيه الناس لتسجيل أسمائهم في سجلّ الناخبين والمشاركة في الانتخابات ، بل المرجعية أثر فعلي واقعي وتربية فقهية
وأصولية وفكرية وروحية وأخلاقية وتفاعل وإحساس واهتمام بالآخرين والتألّم لآلامهم ومعاناتهم ، فالمرجعية ليست شكليّة صنميّة ولا إعلامية ولا وجاهتية ، بل خدمة وتفاني وإيثار وتضحية. …….) إنتهى
وهنا وبعد شاهدة الواقع الذي هو خير دليل ووضوح الحقيقة كالشمس في رابعة النهار نقول…. ألم ترسخ الانتخابات التي أوصلت أقبح وأفسد ساسة في التاريخ ألم ترسخ وجود المحتل الى 2011 وبقى متواجدا باشكال ووجوه اخرى كشركات امنية وسفارة كأكبر مؤسسة استخباراتية في الشرق الاوسط….ألم تعمق الخلافات القومية والدينية والمذهبية والدنيوية بين أبناء العراق الحبيب وحصل الذي حصل من قتل على الهوية ودمار وطائفية وتشريد وكل يوم من سيء الى أسوأ !!! هل اوقفت الانتخابات برموزها الفاسدين العملاء الخونة السارقين المستخفين بدماء ومشاعر العراقيين هل اوقفت نزيف الدماء وإشبعت الجياع وساد الأمان وتقوّم الإعوجاج !! وهل تحقق الامن والامان والاصلاح والديمقراطية !!!
ألم يحصل ويحدث ان توجه المرجعية الاعجميةرعيتها إلى مرعى وحقل ملئ بالذئاب والسباع والمصائد والشراك , يوجهها فقط ويتركها في ذلك المرعى دون مراقب وموّجه وراعٍ.. وتركت الناس في تيه وفي كل واد تهيم , يأخذها ذئب من هنا , وثعلب من هناك , وحيّة في مكان , وهكذا الشراك وشبهات وفتن الماكرين والمخادعين والمنافقي. !!!! وبعد كل الذي حصل ولسنين طوال هل خرجت المرجعية الاعجمية من صمتها الطويل الطويل القاتل ام مازال صامتاً كصمت القبور !!
كل هذا حصل حسب ما توقعته وقرأته المرجعية العراقية بأنوارها الاصولية وفكرها الوطني الصادق الاصيل والتسديدات الالهية بما ينفع الناس ومكوثه في الارض !
أما الزبد الجفّاء فكان من المرجعية الاعجمية …وهنا نسأل لايخلو امرها من احتمالين يمكن ان يجتمعان ولكن لا يرتفعان معاً فأما هي عميلة حد النخاع بصورة مباشرة علنية وتعلم يقينا كل ما ستؤول اليه الامور والذي حدث بعد الانتخابات وبذلك تسقط وتلعن في الارض والسماء واما ان تكون جاهلة اصلا متقمصة لهذه المسؤولية طمعا لذا اصبحت لعبة بيد اعداء الاسلام والمذهب والعراق وشعبه مقابل فتات وبقاء في المنصب وبذلك ايضا تسقط وتلعن في الارض والسماء , واقول ان الارجح جدا جدا ان الاحتمالين يجتمعان معا (عميلة خائنة حاقدة على العراق واهله وجاهلة متقمصة لدور المرجعية ) فهلا تحرر العبيد من عبوديتها دون الله تعالى وقد امهلهم لسنين طوال وبين لهم الحقيقة وضلال ما كانوا يتبعون ! hasany.com/?p=1880-https://www.al
بيان رقم 17 (المرجعية العليا والانتخابات ) / 2-11-2004