عندما كنا صغارا تستهوينا لعبة الشطرنج..فهي لعبة العقلاء من الملوك..لذلك نحاول أن نتعلمها حتى نصل لعقل مدبر وحكيم..هي ساحة منازلة..فيها البقاء للراجح عقله..وليس شرطا أن يكون الصراع مسلحا..فينتج الخسائر..فحسب النظرية السياسية التي تقول ..أسوأ الحكام هو من يزج بلاده في حروب حتى ولو منتصره..لكن الشاعر العراقي وجد الروح حملنا في منازلة أخرى ..فيها المتعة واللذة..وهي الوصول لجماليات ذلك الجسد الجميل ..في تلك المخلوقة الاسطورية..المرأة..
يا رقعة الشطرنج
ايتها المرأة الخالية من التسميات
أخترقي عالمي الموبوء بحروب الجنس…والايماءات
.
.
ثيري رجولتي..حيويتي
توغلي في جسدي بلا …..مشاكسات
.
.
أنبسطي على اريكتي
بهدوء العذارى…….الناعمات
.
.
اخلعي أغطية المواقع البارزة فيك
وحددي حدود التجاوز وأستخدام…..الأدوات
.
هو نوع من ادب الايرتوك المهذب الجريء يتوغل فيه أحساس الشاعر بلهفة جامحة ..وبتفاصيل دقيقية لما وراء الشهوة التي ملأت عقول ورغبات الناس منذ الخليقة..وقد يكون شاعرنا قريب من المنهج الفرويدي ..في حساب السلوك الانساني..هي ترجمة لموضوع مهم..وسؤال اهم..هل المرأة..الجنس..هي غاية أم وسيلة..والاجابة عنده ..ان لاغاية بدون وسيلة ولا وسيلة بدون غاية..تلك الحكمة التي تقول لو كان الجنس وسيلة فقط للمتعة لضاعت كل نتاجاتها الايجابية في دوامة الفوضى الاجتماعية والنفسية والسلوكية..لكنها وسيلة مثلى وراقية لأحياء واستمرارية العلاقات الانسانية..حتى يعيش الانسان كما ينبغي ككائن مثقف وقائد للحياة..فيقول
يا رقعة الشطرنج
يااروع امرأة واجمل اللعبات
لا أدري….
أي من النصفين أحتل
الآعلى منك….ام السفل
اني ثمل وسط الخطوط …..والمربعات
.
.
اني أميل الى الجزء الاعلى
كي أوسد رأسي النشوان
على صدرك
على قلاعك……الشاهقات
.
.
أغوص فيك بعدد البيادق
والبيادق في غزواتي أول…..التضحيات..
ويبدو أن الشاعر كان مؤمنا أن الوصول يجب أن لايخالف القوانين السماوية والوضعية..فهو يسلك ذلك السلوك العقلاني الملتهب.. لقد اجتهد وجد الروح كثيرا ..فتعامل مع تلك اللذة المثلى بروحية رياضية عالية تبدأ من حيث قناعة الاخر في أن يقبل معه للوصول للذروة القصوى
يا رقعة الشطرنج
فيك…
أصول واجول برزانة الفيلة
وبرشاقة ..الرخ
بسنابك الخيول……. الجامحات
.
.
قد أتعبني وزيرك ( عقلك الراجح )
الذي يحتل كل ….المساحات
الا انني لا اريد ان اغضب
في ساعات….المهمات
.
.
أني أخضع لشروط الشرع في قانوني
وقبل ان أهجم
امارس المداعبة……والملاطفات
.
أن لعبة الشطرنج ليست كرة قدم أو أي نوع من انواع الرياضة الاخرى ..فهي لعبة الحسابات الدقيقية في الوصول واختراق حصن الملك واغتياله..وعلى الطرف الاخر الاقتناع بنتيجتها النهاية..لعبة مشروطة بالعقل ..تكتيكها المشروع يجعلك تصل للهدف الاستراتيجي..في امتلاك تاج المملكة…ومن يمتلك النهاية الايجابية له الغلبة والسيطرة ..
لم يبق لديك سوى هذه الزاوية
الضيقة من…… الممتلكات
.
.
ها أنذا
أستولي على عرش الملك
أغتصب تاج الملوكية في….النهايات
.
.
لاقول…………كش
ان الملك الثمين عندك قد مات
ولست بعد الان من عداد…العذراوات
المرأة حب ووجع ومتعة وهيام وعوامل وصفات أخرى..وتبقى اجمل اللمملكات على وجه الارض. لأنها الجنة الالهية التي استبدلها آدم ..حتى نصل لجنان الله .