لنقف اجلالا وأكبارا واحتراما لشعب كندا العظيم … حكومة وشعبا ومؤوسسات ولنقرأ هذا الحدث الجميل قراءة تأملية موضوعية بعيون عراقية صا.دقة محرومة ومحروقة من الالم والحسرة والضياع وبقلب ينبض بمعنى الحياة ….
أجل هذا الشعب الذي ربما يسميه البعض ممن يحمل هوية الاسلام السياسي الجديد الرائج يأيامناهذه حين يطلق عليهم جزافا بلاد الكفروالضلالة او يبرر مايقول دون فعل حقيقي وتطبيق صادق لقيم الاسلام السامية وروحها التي تتجسد في التعبير عن الخير والحب والحياة والسلام….
وهنا نتساءل هل هم حقا يمارسون الجاهلية والكفر والضلالة والخروج عن القيم الانسانية النبيلة …او ممارسة كل اشكال العنف … ام نحن الذين مشينا وراء شلة تتحدث بالدين وتسرق بأسم الدين وتقتل بأسم الدين وافلسونا بأسم الدين وهجروا ابناءنا وشتتونا باسم الدين …..والقائمة تطول ….
وهؤلاء هم انفسهم يستقبلون ابناءنا والمهاجرون من ديارنا والهاربون من جحيمنا وحروبنا الاهلية التي لاتنتهي ولن تنتهي مادام فيها عقول تدعوالى الكراهية ونبذ الاخر وفرض شريعة الغاب والعيش على ازمات البلاد وفسادها الذي يقف اليوم في مقدمة وواجهة حياتنا الجديدة
وهم أنفسهم الذين يتعاطفون مع المهمشين والمحرومين والنازحين والمهجرين… وكل ضحايا حروبنا القذرة …وسادة جمعنا المؤمن يسرقون الفتات الذي يأتيهم من هنا وهناك وهو لايسد رمقهم او يكفي حاجتهم ….
انظروا ايها السادة واقرأوا معي المشهد جيدا فهو يغري بالوقوف والتامل بجمال الحياة …رئيس الوزراء الكندي ((جاستن ترودوا)) بلحمه ودمه وعائلته ورموز حكومته يأتي في مقدمة المستقبلين ومع الفنانين والمثقفين ليرحبوا بهم اجمل ترحيب (( تدخون لاجئين …وتخرجون مواطنين صالحين …تحملون هوية كندا بكل فخر واعتزاز )) وليرسموا لوحة جميلة تعبيرية عن القيم الانسانية التي افتقدناها في بلاد الحضارة واصول الدين والقانون والشرائع اونفتقدها وسنظل في حالة الفقدان لاننا نفقد اعز مانملك ونفتقد الامن والامان والحياة والثقافة وا لوعي ومادمنا نتسابق في
الامنا نركض وراء الحماقات والمغامرات والتصفيات ونتمسك بالذرائع ونترك حقيقة الاشياء نصنع فشلنا وننتج سقوطنا بأمتياز تخاذلنا حين نتمسك بهذا الركام الذي يسميه البعض كتلا سياسية او طبقات سياسية وهم طبخات أفرزتها المحاصصة سيئة الصيت والمعنى…فالسياسة كما نعرفها فن المكن وتسير الحياة وهم لا امكانية لهم ولاجدوى لوجودهم فهم عالة وعلة وفساد دائم ….
ولأعود بكم الى جمالية مكان المشهد حين نقرا ما تكتب الاديبة الكندية الكبيرة الحائزة على جائزة نوبل للآداب ((اليس مونروا)) لتعلمنا الفكر والادب والثقافة التي نسيناها في خضم صراعات ساستنا (( التعاطف مع المضطهد والمحروم اعلى مراحل الانسانية …))
وانتبهوا معي وانا لااستطيع مغادرة المشهد وانا اسير جمالية المكان والحدث واشاهد هذه القلوب الكبيرة المملؤة حبا وانسانية واخلاقا عالية تعبر عن حقيقة ((رأيت اسلاما ولم أجد مسلمين))…حين يكون استقبالهم كأستقبال رسولهم الامين ((ص))عندما هاجر وأصحابه فارا من البطش والغدر والكفر والتكفير ….ليستقبلوه كاستقبالهم البدر الذي اطل عليهم من ثنيات الوداع ….الموسيقى ورسل السلام والغناء الجميل والفرقة السيمفونية ….اجل ليستذكروا رسولهم الكريم …ولتذكروا انهم في بلاد غير بلادهم ولها دين غير دينهم ولهم حياة وعادات وثقافات وتقاليد تختلف عن تقاليدهم بل يختلفون عنهم في كل شيء لكنهم يرتبطون بهم بخيوط الانسانية التي لاتنقطع ابدا…..