22 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

المانيا .. ما معنى : سياسة “الاندفاع والتسرع” ؟

المانيا .. ما معنى : سياسة “الاندفاع والتسرع” ؟

التحذير الذي وجهته الاستخبارات الالمانية للعربية السعودية وما اسمته سياسة “الاندفاع والتسرع” ، لابد وأن ينم عن امر في غاية الخطورة ، والتحذير موجه بالخصوص الى دور وزير الدفاع الجديد ونجل العاهل السعودي الملك سلمان (محمد بن سلمان).
المانيا ، وبحسب تحذيرها ، متخوفة على كل المنطقة من السياسة الجديدة التي تتبعها الآن حكومة المملكة ، وما تتبعها من استراتيجية بعيدة المدى تنظر الى ما حولها بعين عدائية ، لا سيما تجاه ايران ، اذ تعتبرها العدو اللدود لها .
وجاء في التقرير التحليلي لأوضاع المنطقة الذي قدمه جهاز الاستخبارات الالمانية : أن “سياسة الدبلوماسية الحذرة لأعضاء العائلة الحاكمة القدماء تم استبدالها بسياسة تدخل متسرعة واندفاعية”.
ما يعني أن القيادات الجديدة في حكومة المملكة جاءوا بشكل عشوائي من دون تروي وتوازن عقلي ، بمعنى آخر أن اختيار القيادات الجديدة غير موفق وربما يربك الاوضاع في المنطقة .
وهو ما ذكره التحذير بحذافيره ، اذ قال : أن “تركيز سلطات السياسة الخارجية والاقتصادية بيد ولي ولي العهد ، يحمل بين طياته الكثير من المخاطر، ويكون مثيرا خصوصا إذا حاول الأخير تثبيت أقدامه كولي للعهد في ظل ولاية والده ، فبإجراءات مكلفة أو إصلاحات باهضة الثمن سيثير غضب بقية أفراد العائلة الملكية الحاكمة وفئات واسعة من الشعب”.
فهذا الغضب الذي يتوقعه التحذير ليس من باب التخوف على الاوضاع السعودية نفسها ، وأنما الامر قد يعكس سلبا على المنطقة برمتها ، وبالخصوص على الحلفاء فأن “سياسة ولي العهد قد ترهق العلاقات السعودية مع حلفائها وأصدقائها في المنطقة عبر تحميلهم عبئا أكثر من طاقتهم”. وهذه هي صورة واضحة على الدور السلبي الذي تتبعه المملكة السعودية ، ليس في المنطقة فحسب ، بل يمتد الى ابعد من ذلك ، وربما هي اشارة الى دعم السعودية للجماعت التي تسمى بالجماعات المتشددة .
والجميع على دراية بالنشاط السعودي العسكري والتدخل السافر في اليمن منذ آذار الماضي إلى جانب تقوية مساعيها من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ، والدعم المباشر لما تسميهم بالمعارضة السورية ، الا يكفي هذا من خلق ازمة مستديمة تشغل العالم وترهق المنطقة .
والتحذير قد صور الحالة كما هي ، وبدون رتوش ، فهو يعتبر السعودية كقوة إقليمية سنية في ضوء التجاذبات بين المتغيرات التدريجية في السياسة الخارجية وبين تقوية الوضع الاقتصادي في داخل البلاد وفي ظل التنافس مع إيران”. الامر الذي ادى إلى إضعاف الثقة بالحليف الأكبر وحامي النظام الاستراتيجي في المنطقة الولايات المتحدة ، على حد قول التحذير .
وما اثار انتباهي في هذا التقرير (التحذير) ، هو أنه اعتبر تخوف السعودية من ايران تضخيم لا مبرر له . والصحيح أن عداوة السعودية وايران لا اعتقد انه ستنتهي في يوم ما ، وهما الجزء الكبير المساهم في اسباب ازمة الشرق الاوسط .

أحدث المقالات