كانت ولا زالت حياة الإنسان بعزٍ وكرامةٍ وسعادةٍ هي الهدف الذي سعى ويسعى له كل المصلحون سواءً كان هذا المصلح نبياً أو إماماً أو مرجعاً أو إنساناً صالحاً.ولا تكمل هذه السعادة إلا بالارتباط الحقيقي بالخالق جلت قدره الذي بعث الأنبياء ومن بعدهم الأئمة والمراجع المصلحين المضحين ، ومن المؤكد أن هذه السيرة
( أي سيرة أولياء الله) هي سيرة رسمت أروع وأبهج صورة لكي تصل بالفرد والمجتمع الى تكاملات إنسانية وأخلاقية في قولهم أوفعلهم ومن يشكك بتلك السيرة هم المنتفعون والمنافقون وأئمة الظلالة وما أكثرهم في هذا العصر أو في العصور السابقة التي احتوت على الآف الجبابرة والطغاة لكن تبقى المواقف خالدة ومشرفة سواءً عرفتها الشعوب في حينها أو بعد فترة طويلة أو قصيرة من الزمن وفي زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتن والمصائب والمصاعب نجد ذلك الضوء الساطع الذي يدخل الغرفة الظلماء لينير لأهلها الطريق فلقد كان ولا زال المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني (دام ظله) يخط تلك المواقف المشرّفة والزكيّة والتي هي إمتداد لتلك المواقف التي صدرت من الأنبياء وأهل البيت والصالحين الذين سبقوا هذا الزمن بحق أبناء العراق المهجرين والنازحين والأيتام والفقراء ومخاطباً زوار الإمام الحسين(عليه السلام) : (( فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على أن يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة(
فهل خرجتم من أجل إصلاح حال إخوانكم وأهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من أجل إصلاح أحوال أهليكم من الأرامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ،
وهل خرجتم من أجل إخوانكم وأهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من أجل إصلاح حال إخوانكم وعوائلهم الذين جرفت مياه السيول والأمطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وأنعامهم ،
وهل خرجتم من أجل إنسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات وإغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وأنهار من الدماء ))فمن أعظم المفاسد وأقبحها هو الكرامة المسحوقة التي سحقت ولا زالت تسحق من قبل الفاسدين المتغطرسين الذين لا خلاق لهم ولا دين ولا هم لهم الا أن يموت أبناء العراق بأبشع الطرق وأخسها جرما فلا سبيل لنا إلا أن نخرج من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي إفتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق.