لم يخطر في بال احد من العراقيين ان يصل الحال في حياتنا اليومية الى مستوى فقدان الغيرة الى حد المتاجرة بعرض وشرف النساء العراقيات وممن ؟ من الانتهازيين الدينيين والسياسيين ، فالدينيين معروفين فلم ننس ما حدث في حي الشوافع في النجف الاشرف من الطلبة الباكستانيين باعتدائهم على الخدر العراقي ، والانكى من ذلك خروج تظاهرة رمادية (عمائم سود وبيض) دعما لبقاء الباكستانيين وعدم تهجيرهم من قبل نوري فقاعة لإغراض سياسية تقاطعت مع بشير الباكستاني يومئذ .وهنا الكل اصابها الصمم بل كل الافواه صدحت بالشجب والاستنكار لما تعرض له مقام الطلبة الباكستانيين .
اما السياسيون فهم لا يقلون دياثة عن اقرانهم الدينيين ، فالى الان مازلن المسبيات الايزيديات بقبضة الدواعش ويباعن من سوق نخاسة الى آخر بين العراق والشام ، والموقف الاشد مضاضة الاف النساء في ذل وهوان ما بين صقيع البرد ولهيب الصيف وخيم نفنقر لأبسط مقومات الانسانية ومازالت الافواه في صمم لا من الدينيين ولا من السياسيين .
ولو تنزلنا – ولا نتنازل – وآيسنا ولو توجهنا بالنداء والاستصراخ الى زوار الاربعينية ، الى الملايين الى آلاف المواكب الى المنادين (هيهات منا الذلة) نقول لهم :-
الحسين الذين قصدتموه غيور جدا
والعباس الذي تندبوه غيور جدا
والسجاد الذي تترجوه غيور جدا
فهل يمكن ان ننسى واقعة الحرة وكيف كان الامام السجاد (عليه السلام) فأي روح اعظم من هذه الروح واي قلب اكبر من هذا القلب هذه هي اخلاق الانبياء التي ورثها الامام زين العابدين لقد كفل عوائل بني امية الذين سبوا عماته واخواته ونسائه من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام وقد اشتهر بين الرواة والمؤرخين ان الذين انضموا الى علي بن الحسين (عليه السلام) يزيدون على أربعمائة مع اولادهن وحشمهن وضمهن الى عياله وقام بنفقتهن واطعامهن الى ان خرج جيش ابن عقبة من المدينة.
فأين انتم من هذه السجية الاسلامية وهذه الغيرة المحمدية ؟ اين انتم يا زوار الاربعين وها هنّ النساء النازحات والمهجرات يعشن في اسوأ الحالات ، فماذا لو كان الحسين او العباس او حتى زينب (عليهم السلام) موجودين الا يهرعون لإغاثة ابنائهم النازحين والمهجرين ؟
وكل عراقي غيور يعجب كل العجب ، كيف لمن يدعي المرجعية الدينية مثل السيستاني ان يصمت كصمت القبور على ما يجري على النازحين والمهجرين ؟؟ أليس فعل المعصوم حجة عليهم فأين هم من غيرة اهل البيت (عليه السلام) ؟؟ ولا اعلم هل حقا ان العرق دساس ؟ هل ان الفارسية لها دور في الصمت والخنوع ؟ ولكن نجد في المقابل الغيرة العراقية والحمية العربية عند المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الذي طالب ان يتم تسخير كل الامكانيات المعنوية والمادية لإغاثة النازحين ومساعدة المهجرين فهو المطالب من ذي قبل المتظاهرين ان تكون تظاهراتهم من اجل النازحين والمهجرين بقوله (نحن معكم لأننا مِنْكم وفِيكم ومَعَكم وإلَيْكم ، فلَسْنا من الهند أو الباكستان أو أفغانستان أو الشيشان أو إيران أو غيرها من بلدان ، بل نحن من العراق ومن أهل العراق نشعر بمعاناتِكم ونتألّم لآلامكم ونحزن لحُزنِكم ، لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهلِيكُم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء ، والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد( وهو المطالب لملايين الزوار ان تكون توجهاتهم من اجل النازحين بقوله ( فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي)
على كل حال ويبقى النازحون والمهجرون عرضنا وشرفنا ، ونسأل الله تعالى ان يوفقنا لإغاثتهم ومساعدتهم ونصرتهم بكل ما نملك فلا حياة والعراقيين بين نازح ومهجر ومهاجر ، وكل الشرفاء بعرفون ان الحسين مع المهجرين والنازحين وان العباس معهم والسجاد معهم وكل غيور معهم ، وتعسا وترها لتلك التظاهرات الرمادية التي خرجت من اجل الدياثة والخناثة .