كل الثائرين نجحت ثوراتهم أم لم تنجح تكون ثورتهم لهدم بناءٍ أعوجٍ وإستبداله ببناءٍ سليمٍ ، فالثورة هدمٌ وبناء ، والثائر يهدم ويبني ، حتى وإن لم تنجح ثورته من الناحية المادية ، فإنه يكون قد تمكن من هدم طريقة تفكير أو إسلوب حياة منحرفين ، وبنى أو أسس لبناء طريقة تفكير صحيحة وتوضيح طريق سليم للحياة ، وعلى هذا فالثورة دائماً إذا كانت غاياتها شريفة فهي ناجحة مهما كانت النتائج ، ومن نتائج الثورات العظيمة كثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن تٌنتج ثائرين عبر الزمن واعين لأهداف الثورة مستوعبين لحركتها المستمرة يستنهضون بها الثوار ويبعدونها عن التحريف ، وخير دليل على ذلك الثائر العراقي العربي الذي حل بساحة العراق والعروبة المرجع الصرخي الذي إستطاع أن يسمو بالفهم لثورة كربلاء لتكون ثورة الجياع والمظلومين واليتامى والضعفاء والمهجرين في بقاع الأرض بدلاً من الفهم الذي يحجم كربلاء بشعائر من أجل الأجر والثواب ومغفرة الذنوب ، إنه بالفعل ثائر ضد الفهم السائد المحرف السلبي لثورة الثائرين حيث يطل علينا بين الحين والآخر ليسمو بفهم المجتمع ، فتراه يؤسس لفهمٍ جديدٍ للسائرين على طريق كربلاء ليعيدهم لحقيقة الثورة فيقول : ( فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على أن يكون خروجكم على نهج الحسين ( عليه السلام ) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار( هيهات منّا الذلة ) ، فهل خرجتم من أجل إصلاح حال إخوانكم وأهليكم النازحين والمهجّرين ، وهل خرجتم من أجل إصلاح أحوال أهليكم من الأرامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ) . إنه الصرخي ثائر يعيد للثورة صفائها ويبعد التحريف عنها ويجعل الأحرار يتوقون للتفاعل معها . http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post104904