أثارَ بعض الشكوك ، وهو يتحدث عن عيوب اللغة مما جعلَ السيدة الجالسة في مقدمة المدعوين ، أن تبدي ملاحظاتها بدءا من أراء مالارمية الى ليفي شتراوس ، ولكن أخر بين الجلاس عقّبَ على كليهما حين أسرد أمثلة عدة وأختتمها:
يمكن التعايش بين تلك الآراء ، آراء من تحدث من على المنصة عن عيوب اللغة ،والسيدة الجالسة في مقدمة المدعوين ،
ولكنها عادت مرة أخرى وأستدلت بـــ أوكتافيو باز ومن خلال (أولاد الوحل ) :
هناك قوة مضادة في أوجه التشابه تقود نحو السخرية ،
ولكي ينقلها الى عالم آخر حاججها بالأساطير ملوحا بالعودة الى (غصن شتراوس الذهبي ) ، وأنه سيصل الى إنجازات ثابتة دون الحاجة الى مصادر تعبيرية جديدة ،
المتبقي من الجلاس وهم كثرُ تداولوا قضايا حدثت في الماضي البعيد وتساجلوا في أصل اللغة وكيف نطق الإنسان الأول كالمعتوه بأصوات لايفهمها هو نفس، وكيف كانت الحاجة أساسا لربط المنظومة المحكية بقواعد إتفاقية بين مجاميع قليلة من
الجنس البشري، وكيف عندما تكاثروا وتحدوا الرّب ،كيف (بَلبَلَ) الرب لغتهم ،
وقبل أن ينفض الجلاس قالت إحداهن :
الجنس البشري أما ميو ميو أو عو عو ،
قالت السيدة الجالسة في مقدمة المدعوين
أيها الحضور ، لنذهب الى حديقة الحيوانات
هناك ، في حديقة الحيوانات عندما عوى الكلب عادوا وتناقشوا عن عيوب اللغة ،وعن أشياء لاوجود لها في الحياة من غير كلماتٍ أنيقة ،
وحين وبصوت منخفض بدأت القطة (ميو ، ميو)وهي تنظر الى سندويش الهمبركر على لوحة إعلان ،أتفق البعض الآخر على أن الميو ميو أنماط من السلوك للتعبير عن أفكار ضرورية وقادرة على تشتيت ضبابية الحياة ، بعد لحظات توسع النشاط الذهني لدى كافة المخلوقات سواء الأليفة منها وبضمنهم الإنسان، والحيوانات المفترسة وبضمنها الإنسان أيضا ،
أتفق النقيضان أن كل شيء في الحياة بحاجة لتجديد كغصن أفروديت الذي حمله ترياز في الأوديسا ،وأتفقوا بأن الرّب قادم مرة أخر(لبلبة) لغة الأشرار ، حينها صاح من في الحديقة وليس المؤتمرون فقط ، صاح الجميع ميو ميو بعد أن خلدت الكلاب في أقفاصها ،