19 ديسمبر، 2024 6:12 ص

قبلَ أن يَسقُطَ من فوقِ الباب

قبلَ أن يَسقُطَ من فوقِ الباب

كان ذلك قبل أن يسقط الببغاء المُلون من فوق الباب وينتهي صفيره ، وقبل أن يُرمم المسجد القديم، وقبل أن تتعمد الحواس، أن تتدبر وجهتها صوب الجانب الغامض من نبتة اليقطين، بعد أن رآني أنظر لسرواله المبتل بالماء وإلى قدميه الحافيتين:

إن هناك العديد من مظاهر البكاء وأنه سينال لذاتَه منها بأسرع وقت وأردف أن ذلك ليس بالموقف الإنسحابي وليس سببا رئيسا يجعلني أن أتجهم أو أفتح أزرار ردائي، وأطال في تحليله الذي وجدته أعجازيا حتى قرأ أمامي “وداعا يوم مولدي

إقتراباً يايومَ موتي”.

كانت تلك فرصتي أسأل عن شيلي قبل أن أسأله عن طاغور أو المهاتما غاندي أو بنكور أو عن محطة قطارات دلهي.

أستمعت إلى نشيد القسم البحري وإلى الكونية المركبة والى الرمز الذي أريد من الطاحونة التي تدير الهواء بحضور سيل من الغربان السُّود، وهكذا جُعل لكل شيء أحشاؤه

ضمن ما يستطع الإنسان ابتكاره من ضروب السحر والقبول بعالم التنجيم.

إعتقدت أن هناك قوة خلاقة نمت ما بين أظفار قدميه وارتهنت الأرض التي تحتضر وشرعت لقوتي بالأشواك التي في الجمجمة وسألته من يبارك من ومن سيُشغل السُّحب لتمر صلوات الخشوع البيضاء.

وفي تلك اللحظات غابت عنه الجرأة واحدودب أمام الأمواج التي لا تصل الشاطئ بل خشى النوارس التي تحوم على ارتفاعات شاهقة، فضلت أن أعيد مكاني لما كان عليه وأتقدم بخطوات لمكان آخر وشعرت أن رائحة الشاي قد انتشرت ضمن جغرافية بعيدة وأن حواء لا محالة قادمة من الغابات التي تننتشر في الهند أو في كوالامبور، وأنه سيظل بِرَقَبتي ليصل لمبتغاه المجهول وهو يرفع عينيه بحياء نحو الأفق البحري ويريد من دموعه أن تُكثرَ من الأسئلة.

أما بالنسبة لي فقد كان بمقدوري أن تكون كل الأشياء بأمر ضيافتي ولن تصرخ المنابع أو يأتي لي يونج أو فرويد ليقر باطن كلينا فينسب أزمتي لنقص في الإشباع أو تحويرا للمناطق المركبة، في ذات المعنى كثف الكون من رواياته الخيالية ونشأ نوع ما من الجدل مع الذات المبطنة بالمخفي من الظاهر فوجدت أن ليس تسلسلا في المغزى وهو ما يفيد:

ما يفيد كي يتفهم بعضنا سخرية المصادفة

ما يفيد سيُقدم لنا الشاي بعد أن نتصافح

ما يفيد أني لن أقصد أرضا أخرى رغم جاهزية ووسوعية أرض الله

وما يفيد أما الحضور التاريخي من عصر التراب أو الحضور من عصر النحاس،

كان ذلك قبل أن يسقط الببغاء الملون من فوق الباب وينتهي صفيره ،

قبل أن يُرمم المسجد القديم

قبل أن تتعمد الحواس أن تتدبر وجهتها صوب الجانب الغامض من نبتة اليقطين دون السؤال عن المواسم التي تزدهر بها الروائح ويُعطر الأموات الغرقى وتوقد الشموع على رؤوسهم وتقرأ التراتيل عليهم من القديسين والقراصنة.

سألته:

أن لا فائدة هذه الليلة من الذهاب إلى البحر وهمس في أذان صحابه:

لا فائدة من هذه الليلة، لافائدة من البحر

لا فائدة من تقدير تلك الأبعاد الرمزية

ولا فائدة من اللذات المجانية

ولافائدة إن جفت الملابسُ أو لم تَجف،

نريد أن نسمعَ من ينادي علينا قبل أن يتجه بنا الغروب.

[email protected]

قبلَ أن يَسقُطَ من فوقِ الباب
كان ذلك قبل أن يسقط الببغاء المُلون من فوق الباب وينتهي صفيره ، وقبل أن يُرمم المسجد القديم، وقبل أن تتعمد الحواس، أن تتدبر وجهتها صوب الجانب الغامض من نبتة اليقطين، بعد أن رآني أنظر لسرواله المبتل بالماء وإلى قدميه الحافيتين:

إن هناك العديد من مظاهر البكاء وأنه سينال لذاتَه منها بأسرع وقت وأردف أن ذلك ليس بالموقف الإنسحابي وليس سببا رئيسا يجعلني أن أتجهم أو أفتح أزرار ردائي، وأطال في تحليله الذي وجدته أعجازيا حتى قرأ أمامي “وداعا يوم مولدي

إقتراباً يايومَ موتي”.

كانت تلك فرصتي أسأل عن شيلي قبل أن أسأله عن طاغور أو المهاتما غاندي أو بنكور أو عن محطة قطارات دلهي.

أستمعت إلى نشيد القسم البحري وإلى الكونية المركبة والى الرمز الذي أريد من الطاحونة التي تدير الهواء بحضور سيل من الغربان السُّود، وهكذا جُعل لكل شيء أحشاؤه

ضمن ما يستطع الإنسان ابتكاره من ضروب السحر والقبول بعالم التنجيم.

إعتقدت أن هناك قوة خلاقة نمت ما بين أظفار قدميه وارتهنت الأرض التي تحتضر وشرعت لقوتي بالأشواك التي في الجمجمة وسألته من يبارك من ومن سيُشغل السُّحب لتمر صلوات الخشوع البيضاء.

وفي تلك اللحظات غابت عنه الجرأة واحدودب أمام الأمواج التي لا تصل الشاطئ بل خشى النوارس التي تحوم على ارتفاعات شاهقة، فضلت أن أعيد مكاني لما كان عليه وأتقدم بخطوات لمكان آخر وشعرت أن رائحة الشاي قد انتشرت ضمن جغرافية بعيدة وأن حواء لا محالة قادمة من الغابات التي تننتشر في الهند أو في كوالامبور، وأنه سيظل بِرَقَبتي ليصل لمبتغاه المجهول وهو يرفع عينيه بحياء نحو الأفق البحري ويريد من دموعه أن تُكثرَ من الأسئلة.

أما بالنسبة لي فقد كان بمقدوري أن تكون كل الأشياء بأمر ضيافتي ولن تصرخ المنابع أو يأتي لي يونج أو فرويد ليقر باطن كلينا فينسب أزمتي لنقص في الإشباع أو تحويرا للمناطق المركبة، في ذات المعنى كثف الكون من رواياته الخيالية ونشأ نوع ما من الجدل مع الذات المبطنة بالمخفي من الظاهر فوجدت أن ليس تسلسلا في المغزى وهو ما يفيد:

ما يفيد كي يتفهم بعضنا سخرية المصادفة

ما يفيد سيُقدم لنا الشاي بعد أن نتصافح

ما يفيد أني لن أقصد أرضا أخرى رغم جاهزية ووسوعية أرض الله

وما يفيد أما الحضور التاريخي من عصر التراب أو الحضور من عصر النحاس،

كان ذلك قبل أن يسقط الببغاء الملون من فوق الباب وينتهي صفيره ،

قبل أن يُرمم المسجد القديم

قبل أن تتعمد الحواس أن تتدبر وجهتها صوب الجانب الغامض من نبتة اليقطين دون السؤال عن المواسم التي تزدهر بها الروائح ويُعطر الأموات الغرقى وتوقد الشموع على رؤوسهم وتقرأ التراتيل عليهم من القديسين والقراصنة.

سألته:

أن لا فائدة هذه الليلة من الذهاب إلى البحر وهمس في أذان صحابه:

لا فائدة من هذه الليلة، لافائدة من البحر

لا فائدة من تقدير تلك الأبعاد الرمزية

ولا فائدة من اللذات المجانية

ولافائدة إن جفت الملابسُ أو لم تَجف،

نريد أن نسمعَ من ينادي علينا قبل أن يتجه بنا الغروب.

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات