في سابقة خطيرة ربما لم تحصل بين العراق وايران من قبل، وكان من المفترض ان لا تحصل، خصوصا في ظل الظروف الامنية الحالية التي يشهدها البلد والتي دائما ما تتشدق الحكومة واجهزتها الامنية بان اسبابها الرئيسية هو دخول مجاميع خارجية ارهابية الى العراق.
هذه الاسباب التي تروجها الحكومة واجهزتها تطورت بمرور الزمن وحسب المزاج السياسي لبعض الاحزاب المتنفذة، حتى اصبح دخول بغداد لبعض العراقيين امر شبه مستحيل، وربما تتجاوز صعوبته الحصول على فيزا من نوع (شنغن) يجوب المرأ فيها جميع دول الاتحاد الاوربي.
وبحجة التدهور الامني الذي تمثله قوى خارجية (بحسب قول بعض الجهات الحكومية والقيادات الامنية وبعض السياسيين من اصحاب الابواق الطائفية المليشاوية) اقفل جسر بزيبز امام نازحي الانبار، الهاربين من بطش داعش، بعد ان تسبب هؤلاء الطائفيين والساسة المراهقين في سقوط مدينتهم، واصبح دخول بغداد لمن هو انباري يحتاج الى موافقات وكفلاء وتزكية ومكوث لايام خلف بزيبز.
بزيبز هذا المعبر الذي اصبح علامة من علامات العار والخزي والخيانة والبخل والطائفية وغياب المرؤة، بعد ان كان غالبية العراقيين لا يعرفون ولم يسمعوا باسمه من قبل.
ومع هذه الادعاءات حول تدهور الوضع الامني، والذي يعلم اسبابه كل العراقيين دون استثناء، وقعت الكارثة الحقيقية التي صدمت كل العراقيين، واحرجت الحكومة والساسة، الطائفيون منهم والمعتدلون، المليشياويون والابواق، وجعلت الاعلام الرسمي يبحث في سجلات التاريخ عبر ارشيف العم (Google) عن حادثة مشابهة، لعلهم يجدون اعتذار يخرجهم بقليل من ماء الوجه امام الرأي العام المحلي والدولي، خصوصا وان السيد العبادي (غلس) وترك قناة العراقية وهيئة الاعلام والاتصالات بكل فروعها، تبحث عن عذر يزيل ولو قليلا بعض الخزي الذي لحق بوجه الدولة وهيبتها وسيادتها وامنها واستقرارها واحترام حدودها وعدالتها ومواساتها بين مواطنيها.
خمسمائة الف ايراني (500,000) دخلوا عبر معبر زرباطية الى العراق عنوة وبالقوة وكانهم ضمن حدود طهران او قم او كرمنشاه، علما ان السلطات الايرانية ستعدم نصف العدد لو فعلوا ذلك داخل ايران. دخلوا بعد ان كسروا ابواب ونوافذ المعبر من جهة العراق، وكل ما تعذرت به وسائل الاعلام الرسمية انه كان تدافعا!! وليس هتكا للسيادة وخروجا عن القانون وتهديدا لامن البلد، انه تدافع فحسب.
يال الخزي والعار، يال ضياع السيادة وفلتان الحدود، يال ضياع الوطن، لقد اصبح العراق في حكم حزب الدعوة حديقة خلفية لايران، خمسمائة الف، عدد هائل جدا، لا نعرف من هم وماذا يعملون، وهل جميعهم دخلوا للزيارة، هل كلهم متدينون جاؤا لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، الا يعقل ان من بينهم عصابات للخطف او السرقة او التفجير او الارهاب، الا يدور في خلد احد ان مجموعة صغير من هؤلاء ستقدم على عمل اجرامي كبير يقضي على اللحمة الوطنية العراقية، اين حنان الفتلاوي وزعيقها الذي ملأ الافاق عن السيادة والدولة؟ أين اخونا في الله عالية نصيف والتي صدعت رؤوسنا بأن حدود العراق تنتهك من قبل الكويتين والاتراك والسوريين والاردنيين والسعوديين؟ اين عباس البياتي والصيهود، اين الحاج هادي العامري والخزعلي الذين يمنعون اهالي ديالى وجرف الصخر من العودة بحجة ان لا يندس معهم بعض الارهابيين، اين المرجعية الدينية في النجف والمرجعية السياسية؟ اين السيد السستاني والسيد العبادي؟
انا اسأل سؤال؛ ماذا لو اقتحم اهالي الانبار جسر بزيبز ودخلوا عنوة الى بغداد هربا من ذبح داعش؟ كيف كان الرد؟ وما هي الاجراءات؟ وكيف تصرفت الحكومة والمليشيات والحشد؟ وهل ستسكت حنان الفتلاوي واخونا في الله عالية نصيف؟
الحقيقية ان العراق اصبح دولة او بقايا دولة غير محترمة في ظل حكم حزب الدعوة، لان ما ترسخ في اذهان الدعوجية انهم منقادون لطهران، ويريدون ان يجعلوا من العراق منقادا وتبعا لولاية الفقيه وحكم الاحزاب الدينية..