19 ديسمبر، 2024 6:27 ص

كويظم ومعول تمزيق العراق

كويظم ومعول تمزيق العراق

بات من الواضح أن الهدف من إثارة الصراعات السياسية والتصرفات الرعناء؛ هو لمنع تشكيل حكومة عراقية لها تأثير في المنطقة الإقليمية؛ عبر إظهار فشل التحالف الوطني، وأنه قوة لا يليق بها قيادة العراق، والإيحاء أن اغلبهم شواذ متخلفين لا يمكن دمجهم مع المجتمع المتحضر؟!
إعطيت للمسؤولين حصانات وإمتيازات وأموال طائلة؛ كي يكنوا مثلاً في تطبيق القانون، ولتحصينهم من النزوات والإنحراف.
كاظم الصيادي كما قال أحد اصدقائنا؛ أنه لا ينتمي الى جمعية الصيادين، ولا من حاملي السلاح في سوح المعارك، وليس من الطيور المهاجرة، وهو غراب ينعق في ديار أهله، ولا يملك الشجاعة التي لا قيمة لها بدون عقل وورع؟!
من المشين جداً أن تجد حارس القانون خارج عنه، وممثل أحد السلطات متجاوز على حق السلطة الرابعة، وتصرف الصيادي أمام وسائل الإعلام؛ يدل على الإستهتار وقلة الحياء، وكما معروف أن عمل القبح عادة في الخفاء.
لم يعد خافياً على أحد فشل الأطراف السياسية في الإنسجام على مشروع وطني موحد، وجهات لديها أهداف تسعى لتحقيقها خلال إثبات فشل الحكومة، والنتيجة أن التحالف يتحمل جزءها الأكبر، وإفهام الشعب أن هؤولاء لا علاقة لهم بالمباديء؛ وهم ينفذون مخطط تفتيت العراق وشرذمة الشعب ونشر الفوضى؟!
أول ظهور للخلافات وعدم المبدئية؛ هو بتنقل الأعضاء بين كتل مختلفة؛ يشتموها بالأمس ويمدحوها اليوم، وإيجاد مبررات عبر مزاعم الترويج للقوة والعنتريات، وتجاوز القانون، وجذب المجتمع بشعارات طائفية، والنزول الى درك التسافل اللفظي، ومناغمة عواطف حاجة الشعب، وإشعال حرب تحرق الأخضر واليابس بظاهر الدفاع عن الوطنية، وداخل إستنزاف الموارد البشرية والأموال والمقدرات، التي تعول على بناء تحالف وطني خرج من عمق المعناة الى شعارات، والنتيجة كانت نكران ما تقدم من تضحيات؟!
تجذرت الخلافات ولم يعد السبب لتبرير التنافس على الخدمة، وأستخدمت سياسة التسقيط والألفاظ النابية، وتعميم الفوضى وإضعاف الوطنية وإدخال المجتمع في فوضى الفتن والصراعات، التي تؤكد وقوف جهات لأضعاف البلاد والتشكيك بقادته، وبالنتيجة إنهيار الدولة، والقناعة بتمرير مشروع يلصق إتهام الشيعة بالرعاع؟!
إن أشاعة الخلافات هدفه الأول والأخير، هو ضرب إمكانية قيادة الدولة من التحالف الوطني، ومحو تاريخ التضحيات، ومنع مستقبل تشكيل حكومة تعتمد الديموقراطية وحكم الأغلبية، وإظهار الشيعة أغبياء همج مجرمون لا يستطيعون قيادة دولة وافرة الموارد والطاقات والتاريخ الحافل، ومن الواضح أن المستفيد هم الأعداء ومن يحملون في مشاريع لا تمت الى الوطنية بصلة؟!
الجريمة مضاعفة حينما يستغل المسؤول منصبه الحكومي؛ لتجاوز القانون وشق الصف الوطني والإستهتار بالسلطات.
لم يعد خافياً بعد الفوضى العارمة التي تضرب العراق، أن الإرهاب والفساد يعيشان عصرهما الذهبي، بعد أن شوهت صورة الشخصية العراقية، ويؤكد وجود إرادات وراء ما يجري لمنافع شخصية، وكل الحقائق والدلائل تشير الى أن مثل هذه الشخصيات؛ ليست سوى معول بيد أعداء الشعب، وتسعى لتدمير العراق بثمن بخس، حتى تعيش القوى التي تعاديه آمنة مستقرة، وشعبه يسبح في بحر الدماء؟! ويُنادى على أبناءه بالتصغير “كويظم وعليوي”؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات