19 ديسمبر، 2024 5:46 ص

نزولاً عند رغبة العديد من الأصدقاء أعيد نشر هذه المقالة التي نشرت في موقع كتابات ومواقع أخرى بتأريخ 11/2/2013. لأن ما ورد فيها ومنذ 3 سنين قد تضاعف. فالفساد أصبح أعم .والأمن قد فقد وضاع نصف البلاد . والأقتصاد مرتبك والبلد على وشك الأفلاس. والأمور من السيء الى الأسوء.وهذا رابط المقالة والتعليق لكم أحبتي

http://www.aldiyarlondon.com/2012-08-09-12-38-36/7644-2013-02-11-00-41-59

إعتادت البشر التوسل لرب العزّة بالدعاء يا مُنزِل النعم ويا مُزيل النِقم. فتتضرع له متشفعة بالأنبياء والمرسلين والأئمة والمتقين .راجين منه ألا يُزيل نعمه وألا يُنزل نقمه.ولكن العراقيين اليوم يتمنون على الله أن يُزيل النِعم فلقد حولت حياته جحيماً وذلاً.منذ أن أصبح للنفط قيمة. وبات ركنا من دعائم إقتصاد الدول وشعوب الأرض. ولكن ذاق العراقيون منه الويل وتحولت حياتهم الى معاناة وإفتقار وإنكسار , بعد أن سال لعاب الطامعين من دول صارت تتدخل في شؤونه بشكل سافر دون رادع, و لصوص أبتُلينا بهم. لا هم لهم إلا سرقة وارداته وتحويلها الى حساباتهم في مصارف أجنبية ,وفلل وعمارات وفنادق في دبي وعمان ولندن وباريس وشركات في دول الجوار ودول بعيدة وقريبة . ولم يجن المواطن العراقي شيئاً من هذه النعمة فسالت الدماء وزورت إرادة الشعب وإستحوذ أراذل المجتمع على إقتصاده, بعد أن حرموا الأمة من خيرات هذه النعمة.وصارت البطالة نصيب الشباب وبيئتهم الحاضنة. .لهذا إستأثر هؤلاء بالسلطة بكل قوة ومكر. حتى باتت هذه الثروة سهلة المنال بيد هذه الطبقة المُستحدثة الطارئة.فأمست عموم الشعب تدعو الله ان يزيل هذه النعمة . لأنها أصبحت وبالا عليه ونقمة . إذ بوجودها تواجد هؤلاء وتعاظم شرهم, وتضاعف أذاهم, فكشروا عن أنيابهم ونهمهم لأبتلاع المال الحرام , وشحذوا مخالبهم القذرة.فإبتدعوا أساليب وشرعوا قوانين لكم

أفواه من يطالب بالأصلاح, أو من ينادي بضرورة كشف الفساد والقضاء عليه.أو من يدعو الى خدمات أفضل كباقي البشر.

لو كان العراق فقيراً لا نفط فيه لكان الأمر أفضل, ولشق الشعب طريقه ونظم حاله أسوة بدول أخرى لم يهبها الله هذه النعمة التي تحولت في العراق الى نقمة .فلولا وجود هذا النفط الملعون لما وُجِد الأرهاب ولما عمَّ الفساد المالي المستشري في كل مفاصل الدولة والمجتمع. ونخر جسد الأمة. ولولا وجود النفط ما إستقتل المسؤولون على السلطة , وتمسكوا بها وتركوا البلاد قشة في مهب الريح ,وعلى شفير حفرة من نار . ولولا وجود النفط ما تشبث البعض بالدستور المضر بمصلحة الوطن وأمنه. لأن بعض ما فيه لصالحهم وليس لصالح الشعب , رغم علمهم وتيقنهم إنه دستور مجحف ,ملغوم مُفَجر للأزمات, أصبح بقاؤه والعمل به خطر على وحدة البلاد وأمنها ومستقبلها.تتوجه الناس لله عزَّ وجل وتستغيث به متشفعة برسله وأنبياءه وأوليائه بذل ومسكنة وخشوع ليُنزل المطر,فتستغاث الناس, ففيه حياة للبشر, وخير يعم. فتخضر الأرض وتُزهر وتربو, وتنبت من كل زوج بهيج.فبَنت الدول سدوداً للأحتفاظ بهذه النعمة للأستفادة منها بتوليد الطاقة وإستصلاح أكبر مساحة من الأراضي المتصحرة.فتكون مصدّات طبيعية للرياح المتربة. ولتكون هذه السدود مستودعات للمياه وأحواض ضخمة لكميات هائلة من الأسماك, التي تساهم بإطعام البشر بأجود أنواع الأغذية وأرخصها ثمناً. ولكننا في العراق ما أن تتساقط قطرات المطر حتى نتقطع الطرق, وُتقطع الأرزاق , وتغرق البيوت وتصاب العوائل بالتعاسة, بعد أن خربت دورهم وإنهار بعضها على رؤوس ساكنيها, وتحطمت آثاثهم ومقنتياتهم, وحُرم أطفالهم من الذهاب الى المدارس, وتعطلت الدوائر الحكومية, وأغلقت المستشفيات, بعد أن طافت بمياه المجاري الثقيلة المختلطة بمياه الأمطار ومياه الشرب.وعندما يتحدث المسؤولين يكون الجواب إن شبكة المجاري قديمة وغير مؤهلة. وإن مشاريع الصرف الصحي الجديدة متوقفة منذ سنتين لأستيلاء بعض المواطنين على الأراضي المُخصصة لمرور خطوط هذه المصارف الصحية.والمضحك المبكي سنتان ولا تستطيع حكومتنا بجلالة قدرها من حل مشكلة تجاوز البعض على أرض حكومية, وتعطيل مشروع

ضخم فيه مصلحة للعاصمة. وتأخيره فيه ضرر جسيم. فأي حكومة هذه ؟ والأعجب والأغرب إن بعض المسؤولين يلمحون الى إن سبب عدم تمكن الدولة من حل مشكلة المتجاوزين ,هوإن السلطة العليا أمرت ووجهت بعدم ترحيل المتجاوزين على اراضي الدولة دون أن تصنف شكل التجاوز ومقدار ضرره,وأين المسموح به وأين الممنوع منه. ولا يتطرق المسؤولون لأي حل لهذه المعضلة التي غرقوا بها , كما يغرق الطفل في شبر من الماء . فلا حل عندهم لأنهم مشغولون بالصراع على السلطة من أجل الهيمنة على ما يرد الدولة من أموال نعمة النفط التي تحولت الى نقمة فيصرخ الناس يا مُزيل النعم أزل عنا نقمة النفط وأزل عنا نقمة المطر يا دافع النقم يا الله……

ومن النعم الديموقراطية وحكم الشعوب نفسها بنفسها عن طريق صناديق الأنتخاب والتداول السلمي للسلطة.وحرية التعبر عن الرأي.ولكنها في العراق العظيم أصبحت نقمة ما بعدها نقمة. لا بل بلاء مبرم فلقد فسرها الغالبية العظمى على إن من حق الفرد أو الجماعة عمل أي شي دون الأكتراث لما يصيب عموم الشعب أو الأفراد من ضرر. كما سخَّرت الكتل السياسية المتسلطة هذه النعمة الى سوط تلهب به ظهر الشعب. فزورت إرادته وصادرت خياراته. بعد أن سنت قانون إنتخاب فُصل و خُيِط على مقاساتها ولمصلحتها . فحرمت شرائح كبيرة وكيانات سياسية هامة من الوصول الى قبة البرلمان. فتقاسمت الغنائم بمحاصصة كريهة, وعندما تختلف على نسبة القسمة تلجأ الى الصراعات والأزمات. وتسخر الأرهاب ليضرب ويقتل ويفجر دون حساب. فكَرِه الناس الديموقراطية لأنها ذريعة تمسك اللصوص والمزورين والقتلة والسفاحين بالسلطة. وعَتِبَ العراقيون على اليونانيين لتأسيسهم هذا الذهب ولعنت الأمة الديموقراطية فدعت الرب الكريم أن يُزيل هذه النعمة لأنها تحولت الى فوضى و نقمة. يا ترى ماهو السبب؟ ومَنْ المُتسَبب ؟؟ أمَّنْ يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. اللهمَّ أزل هذه النِعَم لأنها نِقَم. يا مزيل النِعَم يا الله..يا دافع النِقَم

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات