في بلد اسمه العراق يحتضن الجسد الطاهر لرمز الثورة الانسانية يدعى الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ، يعيش في اسوأ حالاته وهذه من المفارقات العجيبة ، اذ يسأل كل عاقل ونبيه كيف لهذا البلد وفيه الحسين وابو الحسين ان يعيش الذل والخنوع ويعيش الفساد والسرقات ، ويعيش الظلم والجبروت ، ويعيش الرجعية والبدائية ؟؟ والكل ينادي :- هيهات منا الذلة ؟؟ فأي ذلة نشهدها اليوم بوجود المليشيات والفاسدين والسراق وداعش ؟؟ واي ذلة واخوانننا وابناء جلدتنا صفتهم العامة اصبحت مهجرين ونازحين وفقراء ومساكين ؟ فأي حسين هذا الذي نندبه في كل عام ؟ واي كربلاء نقصدها في كل عام ؟ واي زينب نذكرها في كل عام ؟
لا يسعني الحديث اكثر وانا اتطلع في بيان جديد للمرجع الصرخي يطرح تساؤلات جوهرية في غاية الروعة وجاءت بوقتها بعد استفحال الفساد والسرقات والعمالة والسير في المنهج الاموي من جديد ، اذ يقول سماحته موجها كلامه للسائرين الى كربلاء :-
ـ يا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على ان يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة)،
ـ فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ،
ـ وهل خرجتم من أجل اخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل اصلاح حال اخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والامطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وانعامهم ،
ـ وهل خرجتم من اجل انسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات واغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار من الدماء ،
ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي افقدكم إياها الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات.
ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق
وبعد هذه التساؤلات نضيف تساؤلات اخرى للمرجع الصرخي سبقت هذه بخمس سنين ففي عام 2009 تساءل سماحته :- لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين ((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام))
فغاية ثورة الامام الحسين (عليه السلام) الاصلاح فأين العراقيون من الاصلاح والعراق يعيش اعلى درجات الفساد والعمالة والذلة وشتى السلبيات فهل سيفعلها الزائرون في يوم الاربعين ويهدموا صوامع الكفر والفساد ؟ ام يرجعوا وكما يقول المثل (تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي) ؟؟