23 ديسمبر، 2024 9:02 م

اسقاط الطائرة الروسية دليل براءة أميركا من تفجيرات باريس

اسقاط الطائرة الروسية دليل براءة أميركا من تفجيرات باريس

بعد تفجيرات باريس الدمويّة الأخيرة ,بدت وكأنّ العلاقات الروسيّة الفرنسيّة أكثر تقاربًا وتجاوبًا وانسجامًا من ذي قبل في محاربة الإرهاب ,ذلك لأنّ باريس أصبحت بعدها تجاه هذا المطلب ليست أكثر جدّيّة فيه فقط, بل أصبحت الجدّيّة بعينها وبشكل أصبح اندفاعها لمكافحته بشكل يكاد يكون بنفس الاندفاعة الروسيّة ..وهذا بالطبع يشكّل عامل امتعاض لواشنطن تجاه هذا المتغيّر الّذي دون شكّ لم يكن تتوقّعه ..فبغضّ النظر عن “الإنشائيّات” بالبروباغندا الاعلاميّة الأميركيّة الّتي أخذت حيّزًا كبيرًا من مساحة التصريحات المناهضة لداعش ,وحول ادّعاءاتها “بالرضا عن الدور الروسي” في مواجهة الإرهاب ,إلّا أنّ واقع الولايات المتّحدة الأميركيّة السياسي المبني على اعتبارات عدّة بحكم حجمها الهائل عسكريًّا واقتصاديًّا وتكنولوجيًّا وحاجتها الدائمة “للمجال الحيوي” بما يجب أن يتناسب وانتشارها الدعائي والعسكري والتجاري التوسّعي وبأوسع نطاق من العالم, وبغيره ,ينفي ما تدّعيه حول تلاقيها مع الروس والصين “بالوقوف بوجه الإرهاب”, بل هي تعتقد في صميم فعّاليّاتها الاستنتاجيّة المستشفّة من مشروعها في الهيمنة أنّ لها حساباتها الخاصّة تكون فيها داعش والإرهاب عمومًا أحد أهم ركائز إنجاح مشروعها هذا وبغيره لا معنى لمخطّطاتها, إذ من الأفضل لمثل هذا الحجم الكياني الهائل والغاية في النهم والشراهة بحاجة دائمة “لعقاقير مستفزّة” ,أي بحاجة لعدوّ, تيقّنت أكثر أنّها بحاجة دائمة لمثل هذا الأمر عند سقوط الاتّحاد السوفييتي ,فقد أدركت حينها صعوبة السيطرة على العالم, بل وقد يؤدّي ذلك لسقوطها وتفكيكها هي نفسها, ولذلك تأخّرت في المبادرة لملئ الفراغ الّذي تركه السوفييت خلفهم ,فدخلت للأمر بالهوينة بعد عدّة سنوات.. فهذه المخطّطات الموجودة أمامها الآن على الطاولة بنيت أساسًا فيما بعد عندما اخذت تحدّث نفسها بعد فشلها في العراق ,عودةً لمشروعها القديم سبعينيّات الماضي من لابدّ من جود عدوّ بحجم الاتّحاد السوفييتي “لكن خاضع لأوامرها هي”!  ..وهذا العدوّ افترضته جبّارًا مثلها لكنّه عدوّ زئبقي “الرجل الزئبقي في أحد أفلام آرنولد” ينتشر ويتقلّص ويلملم نفسه باستمرار ويغيّر أماكن انتشاره باستمرار أيضًا ومقاوم لأقوى الضربات وإن كانت ذات دمار شامل “ما سيسمح للجيش الأميركي بالتواجد والانتشار في أيّ بقعة من العالم”, وهذه هي مواصفات حروب “الخطر الأخضر” الإسلام السياسي الّتي عزفت على أوتاره آلتها الدعائيّة الاعلاميّة الضخمة بمختلف وسائلها وبالأخصّ “هوليود”

من الواضح أن تركيا ,الّتي فضحها لجوئها السريع لحلف الناتو ودعوة أعضائه لاجتماع عاجل ما يثبت تورّطها ؛لم تجرأ على إسقاط الطائرة الروسيّة لولا وجود إرادة أميركيّة بذلك:

ـ دعوة الجانب الفرنسي الجريح لأن يراجع نفسه بلفت نظره وتذكيره مرّة أخرى “بواجباته المدرسيّة” بهزّهِ عنيفًا

ـ رسالة لبوتن مفادها أنّ أميركا تقاتله ب”أولادها الصغار”

ـ إرباك التمدّد الروسي على حساب داعش وارباك الجيش السوري الزاحف لبسط هيمنته على مدينة حلب ومناطق أخرى فقدها

 ـ رفع معنويّات “أعداء روسيا” بعد هبوطها الحادّ, بما فيهم من تقاتلهم روسيا داخل الأراضي السوريّة

 ـ الأمل بعودة “الإيقاع الأميركي الخاص”  بطريقته المعروفة بطلعاتها الجويّة “المحسوبة” ,على داعش

 ـ إعادة الابتسامة لمشروع تركيا “بالمنطقة السوريّة الحدوديّة الآمنة”