بالامس تم اسقاط طائرة روسية فوق الاراضي السورية من قبل طائرات تركية اعتراضية وتم بعد ذلك قتل احد طياريها الذي هبط على الارض السورية .
هذا الخبر الذي هز الاوساط السياسية العالم واعتبره البعض بانه اشارة خطيرة لقادم الاحداث وسبب ايضا فورة ساخنة في الموقف الروسي مما جرى وكيف سمحت تركيا لنفسها بهذا التصرف مع علمها ان روسيا تحارب المنظمات الارهابية في المنطقة واعتبر رالرئيس الروسي بوتين ان ماحصل هو ضربة في الظهر وان له عواقب وخيمة على العلاقات مع تركيا ,بينما اعتبرت امريكا التصرف التركي بانه حق تركي للدفاع عن مصالحها واجوائها وكذلك لسان حال الدبلوماسية التركية ,اما على صعيد حلف الناتو فقد دعي لاجتماع طارىء لمناقشة الموضوع . الى هنا والامر طبيعي ومتوقع الا ان غير المتوقع هو اهداف الاسقاط فقد تابعت لقاءات عديدة وعلى مختلف وسائل الاعلام وبالاخص الروسية منها ,فقد اكدت جميعا ان اسقاط الطائرة الروسية له فرضيات عديدة اهمها انه يثبت تعاون الاتراك وامريكا مع الارهاب في المنطقة وعندما احسوا ان روسيا ضربت الارهاب بقوة وستفسد اهدافهم وستفشل مخططاتهم في المنطقة التي رسموها واخر يقول ان العملية هي لاختبار قوة روسيا ومعرفة ردة فعلها على التصرف فاذا تم الرد سيكون هناك سكوت من المجتمع الغربي وتحالفه العسكري واذا لايوجد رد سيعمد الغرب الى زيادة التحرش بالقطعات الروسية ومحاولة منعها من محاربة الارهاب ,وهنا اثبت ان موقف دول الخليج الشيطاني كان متخاذلا جدا واعتبروه انتصارا للمعارضة السورية العميلة وقالوا ان روسيا تدخلت بامر لايعنيها وان الشعب السوري هو الذي يحل مشاكله بنفسه وسمحوا لنفسهم التدخل في شؤونه وتدميره بالصورة الحالية ,ان قرار الرئيس الروسي التصدي للعمل التركي له مبرراته الواقعية فهو اولا لايمكن ان يسمح بمرور الواقعة دون حساب وعقاب فاذا سكت ستزداد الضغوطات عليه وثانيا انه يريد ان يثبت للعالم ان روسيا ركن اساس من اركان المعادلة الدولية الموجودة ولايسمح لاحد باختزال دورها وضياعه وثالثا يريد ان يؤكد لحلفائه في المنطقة انه معهم ولايتخلى عنهم ليعملوا على تقوية العلاقات معه وترتيب الوضع في الشرق الاوسط ورابعا انه يريد ان يضرب برده على المشككين فيه وبوجوده وان يحاسب غير المتورطين بالاشارة اليهم وتهديدهم ,ان هذه العملية لها دلالاتها المستقبلية فهي حتما ستغير الموازين في المنطقة وستعيد الحسابات من جديد خصوصا في التعاون بين امريكا وروسيا اذا ماعلمنا ان اصابع الاتهام الروسية تشير الى ضوء اخضر لتركيا من امريكا للقيام بهكذا اعمال .
ان الصراع في منطقة الشرق الاوسط اخذ مديات واسعة ومشاركة دولية فيه نظرا لتداخل وتضارب المصالح في المنطقة عموما ,لقد اشرنا سابقا الى ضرورة ان تبقى هذه المنطقة بعيدا عن صراعات القوى العظمى لتامن شرهم وتعيد بناء نفسها من جديد ولكن وجود الارادات العميلة المرتبطة بكل العجلات الشرقية والغربية افقد المنطقة نوازنها وسمح لحصول كل هذه الامور فيها وستزيد الامور سوءا مستقبلا خاصة ونحن نعلم عمق التجذر التاريخي للصراعات الدولية والاقليمية وزيادة الازمة الاقتصادية العالمية وتاثيرها على العالم بحيث اصبحت كل الدول تعمل على ايجاد اسواق لتصريف بضاعتها المخزونة من سلاح وعتاد وغيرها .
نامل ان تنصاع دول المنطقة لمنطق العقل ويبعدوها عن حلبة الصراع الدولي لانها ان حصل شيء بين المعسكرات اعلاه فاول من سيحترق هو منطقتنا بنار لايمكن اطفاءها سريعا وستعود بالويل علينا جميعا.