17 نوفمبر، 2024 5:26 م
Search
Close this search box.

تفجيرات باريس… “بضاعةٌ ردت إلى أهلها”

تفجيرات باريس… “بضاعةٌ ردت إلى أهلها”

لماذا فرنسا؟ هل هي مقدمةٌ لانتشار التطرف وإرهابه في أوربا؟ هل فرنسا الحلقة الأضعف بين دول الإتحاد الأوربي؟ أم أن شراً أنشأته ورعته بالأمس، قد عقّها اليوم، فأظهر وجهاً دموياً خلّف ما يقرب من 130 إنساناً، مهما كان ذنبهم، وقد لا يكون لهم ذنب، فهم لا يستحقون الموت وبهذه الطريقة السلفية العمياء.

لم تعِ فرنسا وتعتبر من الدرس السابق للتطرف، الذي ضرب مقر صحيفة شارلي إبدو في يناير الماضي، فعاد الإرهاب ليضرب وبقسوة مناطق متعددة من باريس، عاشت فيه ليلاً بعيداً عن أضوائِها ورومانسيتها.

نشوء الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي يمثلها المسلمون بالدرجة الأساس، يعود إلى عدة عوامل، أهمها الحالة الإقتصادية الصعبة التي يعيشها المهاجرون المسلمون- والذي يسكن اغلبهم ضواحي باريس- وانتشار البطالة بينهم، بالإضافة إلى التهميش الاجتماعي والثقافي، والذي دفع بالعديد منهم إلى اللجوء إلى الإسلام المتطرف، الذي ينشط مستغلاً هذه الظروف.

يضاف إلى ذلك توجهات الحكومة الفرنسية وانتقادها المستمر للإسلام، ودور الأحزاب اليمينية في دفع الشباب المسلم نحو التطرف والعزلة، بالإضافة إلى دور الإعلام وخاصة ما كانت تنشره صحيفة شارلي إبدو من إساءة للإسلام ولرسوله الكريم.

السعودية راعية التطرف والإرهاب، وقطر ذنَبُها الذي لا يستقيم، وإن لم يأت الإعلام على ذكرهما بدرجة كبيرة، إلا أن أي منظمة ارهابية وبهذا المستوى الدموي، لابد لها من داعم مالي يديم استمرارها ويمول عملياتها، وهو ما تقوم به الأموال السعودية والقطرية على أتم وجه، فلا إرهاب ولا قتل يتحمل الإسلام وزره، إلا وكانت السعودية وقطر نبعه الذي لا ينضب.

ورغم أن إنشاء مثل هذه الجماعات والمنظمات المتطرفة كان لضرب أهداف محددة في البلدان العربية بالدرجة الأساس والبلاد الإسلامية بشكل عام، إلا أن توسعها وانتشارها وتعدد مرجعياتها ومعتقداتها واختلاف مصادر التمويل، قد أفقد السيطرة عليها ممن أنشأها، فعادت اليوم لتضرب وبقوة دولاً كانت ومازالت ترعاها وتمولها، وما فرنسا إلا نموذجاً لمثل هذه الدول.

هل ستستعيد فرنسا عافيتها من هذه الصدمة؟ أم أن الإرهاب لن يمهلها ليضرب من جديد، وهل بعد فرنسا من دولة أخرى؟ هل اتجه التطرف ليضرب أوربا؟ أم ان الجهود الدولية ستؤول دون انتشاره وتوسعه؟

هي بضاعة ردت الى أهلها، وقافلة الإرهاب التي انطلقت من وادٍ غير ذي زرع، ستعود يوماً لتلقي بكل ارهابها فيه.

أحدث المقالات