هناك حكمة تقول: (ما قيمة أن تعيش لنفسك، وأنت معرض لأن تموت بين لحظة وأخرى، دون عمل شيء يذكر، أو يعرف بك أحد) ولأن الحياة السياسية في العراق سباق محموم، تعتمد على التشظي والإنشطار، مع علمنا بانها لم تترك أثراً على الساحة المعاصرة، لأن إغلبهم عاش الدور المرسوم له، فمنهم من يصبح مجرد عراب، لسياسة قرقوزية لحكومات الفشل، حيث التنقل من كتلة الى أخرى، حسب ما تتطلبه عملية نشر الغسيل السياسي القذر.
بعد أن ضاقت بنا السبل، وذقنا سوء إختيارنا لهذه الشخصيات، التي تمثل مجموعة من السراق، وبعد أن وصل البلد الى الهاوية، عرفنا بأننا على خطأ، فخرجت الناس من أجل الإصلاح، ولكن ما من مجيب.
جميع الخسارات المتكررة والمحتملة، تخلف وراءها جيوشاً من الثكالى، والأيتام، والمعاقين، والمرضى، ولا عزاء لهم إلا بكتابة قصصهم على الجدران، أو نقشها على الماء، فتذهب أحلامهم أدراج الرياح، وبات الساسة الفاسدون يتمتعون بهذه الإنجازات، التي تحققت على أيديهم السخية بالقتل، والعنف، والسرقة، وما أدرانا ماذا سيكون بعد الطائفية وداعش؟ إنها قصة شعب لم يعرف طعم الراحة، بل سطر الآمه فوق الجبال، والسهول، والصحاري، والانهار، ولكل منها نصيب وفير، فأمست قصصهم تروى على ألسنة الشعوب.
أوضاع العراق تبدو مثل ساعة متأخرة، فلا الحكومة بإمكانها أن تتجرأ، لإعلان النهايات الصحيحة لإصلاحاتها السلحفاتية، ولا هي قادرة مع مؤسساتها على وضع خطط للطوارئ، التي تنتشل البلد من محنته، لاسيما وهم سبب رئيسي في الوضع المزري والمؤلم، الذي يعيشه الشعب، ويبقى السؤال متى نتمكن من القضاء على مرض القتل، والسرقة، والفساد، وهدر المال العام، ومضاعفاتهما؟! التي أدت الى ضياع البلد، على يد ساسة هم ليسوا بساسة، بل مجموعة فاشلين.
اليوم يمر البلد بعواصف من الأزمات، وبوابل من المصائب الظاهرات والمخفيات، والعالم لا يبالي، وهل من حقه أن يغض النظر عما يجري في العراق؟ نعم! لأنهم يشاهدون الساسة العراقيين مجرد سراق، وأنهم أصبحوا سبباً للبلاء والمصيبة، بعد أن صعدوا على أكتافنا، ونحن من وضعهم على كراسي الحكم، وجعلنا منهم رجال سياسة، وهم باعة متجولون، وأصحاب بسطيات في الدول الغربية!
ختاماً: عملية إرهابية واحدة في فرنسا، أقامت الدنيا ولم تقعد، وقد كثر المعزون، أوباما بوجهه الشاحب الحزين، والعرب قالوا نحن آسفون، إنه إرهاب دموي لعين، وما يجري من قتل وتهجير في العراق وسوريا، لسنا عليه نادمين، ولأن دمائهم رخيصة للبائعين، أما أنتم يا فرنسيون فدمائكم عنبر وياسمين، فداءٌ لكم مصر، وبورما، وليبيا، وفلسطين، هكذا قالها حكامنا التافهون.